ذكاء اصطناعي

الذكاء الاصطناعي يحدث نقلة نوعية في تشخيص وعلاج سرطان الثدي

فريق العمل
فريق العمل

3 د

سرطان الثدي هو الأكثر انتشارًا عالميًا، مع ارتفاع المخاطر مع التقدم في العمر.

يُحسن الذكاء الاصطناعي دقة التشخيص ويُسهم في الكشف المبكر عن الأورام.

يُعزز الذكاء الاصطناعي الطب الشخصي بتقديم خطط علاجية موجهة لكل مريض.

تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحديات تتعلق بالبيانات والخصوصية والتكلفة.

لا يُعد سرطان الثدي مجرد أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، بل يُشكّل أيضًا عبئًا صحيًا واجتماعيًا كبيرًا يؤثر على حياة الملايين من النساء في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن مستوى الدخل. ففي الولايات المتحدة وحدها، تُشير التوقعات لعام 2024 إلى تسجيل حوالي 310,720 حالة إصابة بسرطان الثدي الغازي، بالإضافة إلى 56,500 حالة سرطان قنوات موضعي (DCIS). وعلى الرغم من أن المرض قد يصيب النساء في أي عمر بعد البلوغ، فإن المخاطر تزداد بشكل ملحوظ بعد سن الخمسين، لا سيما لدى النساء فوق السبعين.

يُعزى جزء من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى العوامل الوراثية، خاصة الجينات BRCA1 وBRCA2، التي تزيد من احتمالية الإصابة بشكل كبير. فقد أظهرت الدراسات أن 65% من النساء الحاملات لجين BRCA1 و45% من الحاملات لجين BRCA2 يُصَبن بسرطان الثدي بحلول سن السبعين. وعلى الرغم من أن هذه الجينات مسؤولة عن حوالي 5% فقط من الحالات، إلا أن انتشارها يختلف بين المجموعات العرقية، حيث تكون شائعة بشكل أكبر بين النساء من أصول يهودية أشكنازية.

في مواجهة هذه التحديات، أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في طريقة تشخيص وعلاج سرطان الثدي. فقد بات من الممكن بفضل هذه التكنولوجيا تحليل الصور الطبية بدقة تفوق قدرات البشر، والتعرف على الأورام في مراحلها المبكرة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين النتائج العلاجية وخفض معدلات الوفاة المرتبطة بالمرض.


الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي: تحسين الدقة وسرعة التشخيص

يشكل التصوير الطبي، مثل الماموغرام والرنين المغناطيسي، حجر الزاوية في تشخيص سرطان الثدي. ومع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تحسين جودة الصور والكشف عن الأورام حتى تلك التي يصعب رصدها بالطرق التقليدية.

  • الماموغرام: أثبتت الدراسات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحقق دقة تضاهي تلك التي يقدمها أطباء الأشعة ذوو الخبرة. في إحدى الدراسات التي أُجريت في السويد، تبيّن أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الماموغرام كان مساويًا لقراءة أطباء الأشعة في دقتها، مما يُظهر إمكانياته في تحسين معدلات الكشف المبكر.
  • الرنين المغناطيسي: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد حجم الأورام وخصائصها، مما يساعد الفرق الطبية على اتخاذ قرارات علاجية دقيقة بناءً على البيانات المُعالجة.

دور الذكاء الاصطناعي في علم الأمراض

لا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي على التصوير، بل تمتد إلى مجال علم الأمراض. يُمكن الآن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل العينات النسيجية بدقة متناهية، مما يُقلل من الأخطاء البشرية ويُسرّع عمليات التشخيص. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تمكنت من تحسين دقة تحليل مستقبلات HER2، وهو ما يُعتبر خطوة كبيرة نحو تحقيق خطط علاجية أكثر فعالية.


الطب الشخصي: نحو رعاية موجهة لكل مريض

ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الطب الشخصي من خلال تحليل البيانات الصحية للمريض، مما يُساعد على تصميم خطط علاجية تناسب حالته الفردية. في إحدى الدراسات، نجح الذكاء الاصطناعي في توقع معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لدى مرضى سرطان الثدي بدقة بلغت 85%، مما يبرز أهميته كأداة مساعدة للأطباء في اتخاذ قراراتهم العلاجية.


تحديات التطبيق

على الرغم من الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إلا أن تطبيقه في مجال سرطان الثدي يواجه عدة تحديات، منها:

ذو صلة
  • نقص البيانات عالية الجودة اللازمة لتدريب النماذج.
  • مخاوف أخلاقية تتعلق بخصوصية المرضى.
  • التكلفة العالية لتطوير وصيانة هذه الأنظمة.

يُعد الذكاء الاصطناعي نقطة تحول جوهرية في تشخيص وعلاج سرطان الثدي. ورغم التحديات التي تواجه تطبيقه، فإن الفوائد التي يُقدمها في تحسين دقة التشخيص وخفض الآثار الجانبية للعلاج تجعل منه أداة لا غنى عنها في المستقبل. ومع استمرار الأبحاث والتطورات، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في تقديم رعاية صحية أفضل، تُحدث فرقًا في حياة الملايين من النساء حول العالم.

ذو صلة