جوجل تكشف بالخطأ عن تصميم “Material 3 Expressive”: واجهات أكثر عاطفية قادمة إلى أندرويد

قبل أيام من مؤتمر Google I/O 2025 المنتظر، كشفت شركة جوجل دون قصد عن تفاصيل تصميمها الجديد لنظام أندرويد، والذي يحمل اسم "Material 3 Expressive". هذا التصميم، الذي من المفترض الإعلان عنه رسميًا خلال المؤتمر، وُصف بأنه خطوة نحو تجربة مستخدم أكثر عاطفية وتفاعلًا بصريًا، مع التركيز على جعل الواجهات أكثر قربًا من المستخدمين بمختلف أعمارهم.

الخبر بدأ حين لاحظ مستخدمون وجود جلسة ضمن جدول مؤتمر Google I/O تحت عنوان يوحي بإعادة تعريف تجربة المستخدم عبر ما يسمى "Material 3 Expressive". لكن المفاجأة الحقيقية جاءت عندما نُشرت تدوينة في مدونة جوجل الرسمية توضح تفاصيل هذا التصميم الجديد، قبل أن تُزال سريعًا. رغم سحب التدوينة، تمكن موقع 9to5Google من توثيقها، كما حُفظت نسخة منها في أرشيف Wayback Machine، مؤكدةً نية الشركة الإعلان عن التحديث قريبًا.

يُعد "Material 3 Expressive" امتدادًا لتصميم "Material You" (المعروف أيضًا باسم Material 3) الذي أطلقته جوجل في عام 2021، والذي مكّن المستخدمين من تخصيص واجهات أجهزتهم بما يتناسب مع ذوقهم وألوان خلفياتهم. لكن النسخة الجديدة لا تهدف فقط إلى التخصيص، بل إلى التواصل العاطفي مع المستخدم، عبر "الاعتماد الجريء على الأشكال والألوان" لخلق تجارب أكثر جاذبية وسهولة في التفاعل.

وفقًا للتدوينة المُسرّبة، استندت جوجل إلى دراسات أظهرت أن المستخدمين يفضلون الواجهات المعبرة بصريًا، إذ إنها تساعد على تحسين قابلية الاستخدام والتركيز على المهام الأساسية. التصميم الجديد يبرز العناصر المهمة في الشاشة ويوجّه الانتباه إلى الإجراءات المطلوبة، مما يساهم في تحقيق "تحسينات ملموسة في الأداء"، بحسب وصف الشركة.

كما أشار التقرير إلى أن هذه التحديثات تُسهّل استخدام التطبيقات لكبار السن، مما يجعل تجربة أندرويد أكثر شمولية ومراعاةً لمختلف الفئات العمرية.

ورغم الحماس تجاه التصميم الجديد، أكدت جوجل أن "Material 3 Expressive" لا يُعد حلاً عالميًا يصلح لجميع التطبيقات، بل ينبغي على المطورين احترام القواعد الراسخة في تصميم الواجهات وتكييف النظام الجديد بما يتناسب مع تجربة كل تطبيق على حدة.

تصميم واجهات أندرويد لا يتعلق بالشكل فحسب، بل يؤثر بشكل مباشر على طريقة تفاعل المستخدم مع التطبيقات. وبما أن Material Design هو النظام التصميمي الأساسي لجوجل منذ 2014، فإن أي تحديث له – مثل "Material 3 Expressive" – من شأنه أن يُحدث تغييرات كبيرة في طريقة تصميم التطبيقات في المستقبل، سواء من حيث الشكل أو الأداء.

التحديث الجديد يفتح الباب أمام المطورين لبناء واجهات أكثر إنسانية، وأكثر توافقًا مع السياق والسلوك البشري، لكنه في ذات الوقت يتطلب وعيًا دقيقًا بكيفية تطبيق هذه المبادئ دون الإخلال بتجربة المستخدم أو الهوية البصرية للتطبيقات.

بينما تستعد جوجل لإطلاق "Material 3 Expressive" رسميًا خلال مؤتمرها القادم، يبدو أن الشركة لا تكتفي بمجرد تحسين المظهر، بل تتجه نحو مرحلة جديدة تجعل من التصميم وسيلة تواصل إنساني، لا مجرد هيكل بصري. وإذا ما أثبتت هذه اللغة التصميمية نجاحها، فقد تمثل خطوة فارقة في جعل التكنولوجيا أكثر قربًا من مشاعرنا وسلوكياتنا.