ذكاء اصطناعي

جوجل تُراهن على الذرة: اتفاق نووي بقوة 1.8 غيغاواط يفتح باب عصر طاقة جديد… أم تهديد خفي؟

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت جوجل عن صفقة مع "إليمنتل باور" لتطوير محطات نووية متقدمة بقوة 1,8 جيجاوات.

تأتي هذه الخطوة لدعم توسع مراكز بيانات جوجل لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي.

تعمل "إليمنتل باور" مع نحو 600 ميجاوات في كل موقع لتوفير الكهرباء لجوجل.

يُعتبر مشروع المفاعلات الصغيرة خيارًا مستدامًا لتشغيل مراكز بيانات شركات التكنولوجيا الكبرى.

تواجه هذه المشاريع تحديات التكاليف والشفافية لتحقيق النجاح المستقبلي.

عندما نتحدث عن الطاقة، فإن عمالقة التقنية لا يكتفون بالمتابعة من بعيد، بل يبادرون بقرارات استراتيجية حاسمة. ويبدو أن جوجل تدرك جيداً أن الذكاء الاصطناعي، بكل وعوده التي يجلبها، يشكل ضغطاً متزايداً على الموارد خصوصاً فيما يتعلق باستهلاك الطاقة في مراكز بياناتها الضخمة.

هذا الأسبوع، أعلنت جوجل عن صفقة جديدة مع شركة "إليمنتل باور" Elementl Power لتطوير محطات نووية متقدمة ستوفر إجمالي 1.8 جيجاوات من الكهرباء. ويأتي ذلك ضمن خطة جوجل الطموحة لإنفاق حوالي 75 مليار دولار خلال هذا العام فقط على توسعة مراكز البيانات بشكل يتوافق مع الزيادة المستمرة في احتياجات خدمات الذكاء الاصطناعي.

وفي إطار هذه الاتفاقية، ستساهم جوجل بإضافة ما لا يقل عن 600 ميجاوات من سعة التوليد في كل موقع من المواقع الثلاثة التي ستعمل الشركتان على تطويرها. وستمنح هذه المفاعلات خيار توفير الكهرباء مباشرة إلى جوجل للاستخدام التجاري، وذلك ما يسمى بـ "الشراء المباشر للطاقة".

هذه الخطوة التي تميز بها التعاون بين جوجل و Elementl تأتي مع شركة حديثة التأسيس نسبياً، والتي كانت تعمل بهدوء في الفترة الماضية، مدعومة من قبل مؤسسة إينيرجي إمباكت بارتنرز Energy Impact Partners. وتتميز "إليمنتل باور" بأنها تتعامل مع المفاعلات الصغيرة المعيارية (SMRs) بشكل "محايد تقنياً"، أي أنها لم تحدد بعد التوجه نحو تقنية معينة أو شركة محددة في هذا المجال.

ويُنظر إلى شركة "كايورس باور" Kairos Power كشريك محتمل بارز في هذا المشروع، خاصة وأنها تمتلك علاقة مسبقة مع جوجل. تتميز هذه المفاعلات الصغيرة بحجمها الأصغر نسبياً (حوالي 300 ميجاوات كحد أقصى)، مما يجعلها خياراً جذاباً للشركات الكبرى في وادي السيليكون، والتي تسعى منذ فترة لاستخدام الطاقة النووية كمصدر مستدام ومضمون لتشغيل مراكز بياناتها.

لكن عندما ننظر إلى الصورة الأكبر، نرى أن مجال المفاعلات الصغيرة المعيارية (SMRs) لا يزال حديثاً نسبياً ولم يتم تطبيقه بشكل موسع حتى الآن خارج الصين. وعلى سبيل المثال، واجهت شركة NuScale العام الماضي عقبة كبيرة حين ألغت إحدى شركات الطاقة شراكتها في مشروع مفاعل صغير بعد أن تضاعفت التكاليف بشكل هائل مما يسلط الضوء على تحديات واقعية مرتبطة بهذا النوع من المشاريع رغم جاذبيتها.

ذو صلة

هذا الربط بين مبادرة جوجل الحالية والتحديات في مجال الطاقة النووية يعكس واقعاً يفرض على الشركات الكبرى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتلبية احتياجاتها من الطاقة على المدى الطويل.

في نهاية المطاف، وبينما ينطلق هذا التحالف الواعد، نتطلع لرؤية كيف يمكن لجوجل أن توظف التقدم التقني في الطاقة النووية المتقدمة بشكل يدعم استمرار توسعها في مجال الذكاء الاصطناعي ويحقق لها استدامة فعلية. ربما يجدر الإشارة إلى أهمية تعزيز الشفافية وتوضيح الجداول الزمنية مع ضبط التكاليف لضمان نجاح مثل هذه المشروعات الطموحة بشكل أفضل مستقبلاً.

ذو صلة