ذكاء اصطناعي

جون سنو لم يكن يكذب: الذئاب الرهيبة تعود لتجوب الأرض من جديد!

جون سنو لم يكن يكذب: الذئاب الرهيبة تعود لتجوب الأرض من جديد!
مجد الشيخ
مجد الشيخ

2 د

نجحت شركة Colossal Biosciences في "إحياء" الذئب الرهيب المنقرض منذ 10,000 عام.

الذكاء الاصطناعي هو العامل الحاسم في تسريع عملية تحليل الحمض النووي المعقّد.

وُلدت ثلاث ذئاب جديدة في المختبر بأسماء مستوحاة من الميثولوجيا والخيال.

يثير المشروع نقاشاً حاداً حول مستقبل علم الأحياء الأخلاقي و"إصلاح" الماضي البيئي.

لم يكن أحد يتخيّل أن عبارة "Ghost is back" التي نشرها جون سنو على إنستغرام ستكون فعلاً خبراً علمياً حقيقياً. لكن هذا ما حدث. الذئاب الرهيبة، تلك الكائنات الأسطورية التي نعرفها من مسلسل "صراع العروش" والتي يُقال إنها انقرضت قبل عشرة آلاف عام، تعود الآن إلى الحياة. لا، ليست هذه مزحة أو إعلاناً ترويجياً، بل نتيجة تجربة علمية فريدة قادتها شركة أمريكية تُدعى Colossal Biosciences.


من الحمض النووي إلى الحياة: هكذا أعيد بعث "الوحش"

عملية "إحياء" الذئب الرهيب لم تكن مجرد استنساخ بسيط أو مزج تلقائي بين حمض نووي قديم وآخر حديث. المسألة أعمق وأكثر تعقيداً من ذلك. الفريق العلمي اعتمد على تكنولوجيا متقدمة في الهندسة الوراثية، مدعومة بأنظمة ذكاء اصطناعي دقيقة. وهذا ما ساعدهم على بناء تسلسل جيني كامل اعتماداً على أجزاء متفرقة من الحمض النووي القديم.

ولأداء هذه المهمة الشبه المستحيلة، استعانت الشركة بمنصة AI تدعى Form Bio، وهي شركة فرعية طوّرتها Colossal خصيصاً لهذا النوع من التحديات. خوارزميات الذكاء الاصطناعي قامت بتحليل مليارات البيانات الجينية وحددت الطفرات المسؤولة عن الصفات المميزة للذئاب الرهيبة. كما ساعدت في توقع الأخطاء المحتملة أثناء التعديل الوراثي وتجنّبها قبل حدوثها، وقد كانت الشركة منذ أيام قد نشرت دراسة لإعادة طائر الدودو أيضًا.


ثلاث ذئاب تولد في المختبر... وتُطلق الأمل (أو القلق؟)

النتيجة؟ ثلاث ذئاب جديدة، اثنان من الذكور أُطلق عليهما اسما Remis وRomulus، وأنثى سُميت Khaleesi – أسماء مستوحاة من الأسطورة والرواية، لكنها هذه المرة تعيش على أرض الواقع.

هذه الذئاب ليست مجرد نسخ شكلية، بل تحمل صفات جينية وسلوكية أقرب ما تكون للنوع الأصلي المنقرض. فريق Colossal يرى في هذا المشروع خطوة نحو "إصلاح أخطاء الانقراض"، لكن الآراء لا تزال منقسمة بشدة بين الحماس والريبة.


العلم يختصر الزمن... والخيال يسبقنا

الشيء الأكثر إثارة ربما لم يكن في النتيجة بقدر ما هو في الزمن الذي استغرقه المشروع. ما كان يُعتقد أنه سيحتاج لعقود، أُنجز خلال أشهر قليلة فقط. الذكاء الاصطناعي أعاد تعريف الجدول الزمني لعلم الجينات، وفتح الباب على مصراعيه أمام مشاريع مشابهة – أبرزها مشروع الشركة القادم لإحياء الماموث الصوفي.


ماذا بعد؟

عودة الذئاب الرهيبة تُثير أسئلة كثيرة، بعضها علمي وبعضها أخلاقي:

ذو صلة
  • هل يحقّ لنا إعادة ما محته الطبيعة؟
  • هل نحن فعلاً نصلح الماضي، أم نعبث به؟
  • وهل يمكن لمجتمعنا البيئي أن يستوعب أنواعاً منقرضة دون أن يختل توازنه مجدداً؟

في كل الأحوال، ما نشهده اليوم لم يعد مجرد تقدّم علمي، بل بداية فصل جديد من العلاقة بين الإنسان والطبيعة – فصل نكتبه نحن، لكن قد لا نملك وحدنا حق نهايته.

ذو صلة