ذكاء اصطناعي

دراسة تتحدى التوقعات: الحيوانات الأكبر حجمًا هي أكثر عرضة للإصابة بالسرطان😮

فريق العمل
فريق العمل

3 د

كشفت دراسة جديدة عن أن الحيوانات الأكبر حجماً تعاني من معدلات إصابة بالسرطان أعلى مقارنة بالأنواع الأصغر.

تطور بعض الأنواع الكبيرة، مثل الفيلة، تضمن آليات بيولوجية متقدمة تقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

تظهر بعض الحيوانات الصغيرة، مثل البادجي، معدلات إصابة بالسرطان أعلى من المتوقع رغم حجمها الضئيل.

قد يساعد البحث في كيفية مقاومة بعض الحيوانات للسرطان في تطوير علاجات جديدة للمرض مستقبلاً.

على مدى عقود، حيّر العلماء سبب عدم ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان الخبيث مع زيادة حجم الأنواع الحيوانية، وهو التناقض الذي طرحه ريتشارد بيتو لأول مرة عام 1977.

لكن دراسة جديدة قد تكون حسمت هذا الجدل، حيث وجدت أن الأنواع الأكبر مثل الزرافات والثعابين تعاني من معدلات إصابة بالسرطان أعلى مقارنة بالأنواع الأصغر مثل الخفافيش والضفادع.


كشف النقاب عن اللغز

يُعتقد أن السرطان ينشأ نتيجة طفرات جينية في الخلايا تؤدي إلى انقسام غير منضبط، ومن المنطقي أن تمتلك الحيوانات الأكبر حجماً، التي تحتوي على عدد أكبر من الخلايا، فرصة أكبر لتراكم الطفرات المسببة للسرطان. كما أن هذه الحيوانات غالباً ما تعيش لفترات أطول، مما يزيد من تعرضها لخطر الإصابة. ومع ذلك، فشلت الدراسات السابقة في إثبات هذه الفرضية بشكل قاطع.

يعتقد جورج باتلر، عالم الأحياء الحاسوبية في جامعة كوليدج لندن، وزملاؤه أن السبب في عدم ملاحظة هذا النمط في الأبحاث السابقة يعود إلى محدودية حجم العينات التي تم تحليلها، بالإضافة إلى استخدام أساليب إحصائية متحيزة لم تأخذ في الاعتبار التباين العالي بين الأفراد داخل النوع الواحد.

لحل هذه المشكلة، استخدم فريق البحث مقاربة إحصائية مختلفة قللت من التحيز، حيث درسوا بيانات السرطان في 263 نوعًا من البرمائيات والطيور والثدييات والزواحف، وقاموا بتجميع البيانات المتعلقة بانتشار السرطان وتحليلها بشكل أكثر شمولاً.


حجم الجسم مقابل معدلات الإصابة بالسرطان

توصل الباحثون إلى أن الأنواع الكبيرة، مثل الأفيال، تواجه بالفعل معدلات أعلى من الإصابة بالسرطان، وهو أمر متوقع نظراً لامتلاكها عددًا أكبر من الخلايا التي قد تتعرض لطفرة سرطانية.

لكن بعض الأنواع خرجت عن هذا النمط العام. على سبيل المثال، يعاني طائر البادجي (Melopsittacus undulatus)، الذي لا يتجاوز وزنه 30 جرامًا، من معدلات إصابة بالسرطان أعلى بأكثر من 40 مرة مما هو متوقع لحجمه.


لماذا لا تعاني جميع الحيوانات الكبيرة من السرطان بنفس المعدلات؟

رغم أن الحيوانات الكبيرة تُظهر عادة معدلات أعلى للإصابة بالسرطان، إلا أن بعض الأنواع، مثل الفيلة، طورت آليات دفاع بيولوجية متطورة تقلل من خطر الإصابة بالأورام الخبيثة. فقد وجدت الدراسة أن الأفيال، التي شهدت تطورًا سريعًا في حجمها، لديها معدلات إصابة بالسرطان تتناسب مع حيوانات أصغر منها بعشرة أضعاف، مثل النمور.

تشرح عالمة الأحياء التطورية جوانا بيكر من جامعة ريدينغ ذلك قائلة:


"عندما احتاجت بعض الأنواع إلى أن تصبح أكبر حجماً، طورت أيضاً آليات دفاع رائعة ضد السرطان. الفيلة لا تحتاج للخوف من حجمها؛ فقد طورت أدوات بيولوجية متقدمة لحماية نفسها من المرض. إنه مثال رائع على كيفية إيجاد التطور لحلول لتحديات معقدة."


آفاق جديدة لعلاج السرطان

تشير النتائج إلى أن القدرة على تنظيم نمو الخلايا قد تكون مرتبطة بآليات تطورية دفعت بعض الحيوانات إلى النمو بشكل سريع مع تطوير دفاعات طبيعية ضد السرطان.

يؤكد باتلر أن دراسة هذه الدفاعات الطبيعية قد توفر رؤى جديدة لعلاج هذا المرض:

ذو صلة

"اكتشاف أي الحيوانات تمتلك قدرات طبيعية لمحاربة السرطان يفتح آفاقًا بحثية جديدة. من خلال دراسة هذه الأنواع، يمكننا فهم كيفية تطور السرطان بشكل أفضل وربما اكتشاف طرق جديدة لمحاربته، مما قد يؤدي إلى علاجات ثورية في المستقبل."

تم نشر هذه الدراسة في مجلة PNAS.

ذو صلة