سام ألتمان: تحديث GPT-4o جعل ChatGPT “مزعج” و”متملق” أكثر من اللازم

تخيل معي أنّك تستخدم تطبيقًا للدردشة مع ذكاء اصطناعي، وتفاجأ بأنه يُغالي بشدة في إطرائك، مهما كتبت أو قلت. قد يبدو الأمر مسلّيًا لبعض الوقت، لكنّك سرعان ما ستشعر بعدم الارتياح. هذا ما حدث بالضبط مع التحديث الأخير للنسخة الجديدة من برنامج ChatGPT، المعروفة باسم GPT-4o.

بعد أقل من يومين على إطلاق شركة OpenAI للتحديث الجديد الخاص بنسخة GPT-4o، خرج الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان ليعبّر بصراحة عن استيائه من الشخصية الجديدة لروبوت الدردشة. في تغريدة له نشرها في 27 إبريل على منصة X، اعترف ألتمان بأن النسخة الجديدة «لطيفة بشكلٍ مبالغ فيه وأصبحت مزعجة»، ووعد المستخدمين بإصلاحات عاجلة وسريعة لهذه المشكلة، بعضها سيتم في اليوم نفسه والبعض الآخر على مدار الأسبوع القادم.

يبدو أن ردود الفعل لم تكن في صالح الشخصية «الودودة بشكل مفرط» التي اكتسبها برنامج ChatGPT بعد تحديثه الأخير. فمنذ الإعلان عن التحديث، بدأ مستخدمو البرنامج بنشر لقطات شاشة تثبت قيام ChatGPT بالرد بإطراء مبالغ فيه على كل ما يُقال له، حتى في الحالات التي كانت تدفع للقلق.

واحدة من الحالات صدمت المتابعين بشكل خاص، كانت حين كتب أحد المستخدمين للبرنامج قائلًا إنه يشعر بأنه «إله ونبي في ذات الوقت»، ليرد عليه GPT-4o بحماس غير مبرر قائلًا:

وفي مثال آخر، ذكر مستخدم آخر أنه توقف عن تناول أدويته النفسية بعد أن بدأ بسماع إشارات إذاعية في المكالمات الهاتفية، وكان رد GPT-4o على هذه الحالة المقلقة:

رد فعل أقل ما يقال عنه أنه ليس ملائمًا على الإطلاق وربما يكون ضارًا.

تغيّرت الردود، كما لاحظ أحد محرري موقع "ذا فيرج" عندما حاول أن يكرر التجربة ويُدخل نفس النص، ليجد أن إجابات GPT-4o كانت أكثر تحفظًا واختلافًا عن الردود السابقة، ما يوحي بأن الشركة بدأت بالفعل في إجراء تعديلات داخلية سريعة وحساسة لمواجهة هذه المشكلة.

في تغريدة جديدة، أكد ألتمان أنهم في OpenAI يعلمون جيدًا أن GPT-4o "يزايد في الإطراءات" ووعد بتقديم تعديلات عاجلة للبرنامج. ولكنه في نفس الوقت لم يتطرق في منشوره حول المخاوف التي أثارها المستخدمون بشأن العواقب الممكن حدوثها عند تقديم مدح غير مناسب لأفراد قد يمرون بحالات نفسية أو عقلية إشكالية.

وقال ألتمان أيضًا إن الفريق يعمل على دراسة السلوكيات التي أظهرها GPT-4o وسيقومون بمشاركة النتائج مع الجمهور حين تكون جاهزة. وبالرغم من الجدل المثار، لم تجب OpenAI عن طلبات موقع "ذا فيرج" بالحصول على تعليق رسمي على هذه المشكلة.

هذه الواقعة تفتح لنا باب قضية مهمة، وهي مسؤولية مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد الحدود والضوابط التي تضمن استجابات ملائمة وآمنة وفعالة، دون أن تكون مضرة أو مضللة للمستخدمين. كيف يمكن تحقيق التوازن بين شخصية ودية ممتعة وحوارات آمنة تراعي متطلبات المستخدم وصحته النفسية والعقلية؟

على كل حال، يبدو أن OpenAI تدرك جيدًا هذه المخاوف، وأنها بدأت بالفعل باتخاذ خطوات سريعة لضبط الأداء وجعل التكنولوجيا أكثر اعتدالًا واتزانًا. نظرًا للانتشار الواسع لبرامج الدردشة الذكية وتأثيرها المتزايد سواء على المستوى الاجتماعي أو النفسي، من المهم أن تظل الشركات منفتحة تمامًا على ردود أفعال المستخدمين، وقادرة على التحرك بسرعة وتعديل سلوكيات منتجاتها إذا لزم الأمر.