ذكاء اصطناعي

علاج جديد للسرطان يحول الأورام إلى “لحم خنزير” لتحفيز جهاز المناعة بنسبة نجاح 90%

فريق العمل
فريق العمل

3 د

طور باحثون صينيون علاجاً جديداً للسرطان يعتمد على تحويل الخلايا السرطانية إلى أنسجة خنزيرية لتحفيز رفض مناعي قوي.

يستخدم العلاج فيروس نيوكاسل (NDV) المعدّل، الذي يحمل جين خنزيري، مما يدفع جهاز المناعة لمهاجمة الأورام السرطانية.

حققت التجارب السريرية نسبة نجاح مذهلة بلغت 90%، وشملت مرضى بسرطانات مستعصية، مثل سرطان الكبد والرئة وعنق الرحم.

يستعد العلاج الآن لدخول المراحل المتقدمة من التجارب السريرية، ما قد يمثل نقلة نوعية في محاربة السرطان إذا أثبت فعاليته على نطاق واسع.

في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن باحثون صينيون من تحويل الاستجابة المناعية التي تؤدي إلى رفض زراعة الأعضاء إلى سلاح فعّال ضد السرطان، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة المرض الذي يعدّ السبب الرئيسي للوفيات عالمياً. ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Cell، فقد نجح فريق البحث في تطوير تقنية تُعرف باسم "تحويل الورم إلى لحم خنزير"، ما أدى إلى تفعيل استجابة مناعية مفرطة تجاه الخلايا السرطانية، وحقق نسبة نجاح مذهلة بلغت 90%، بل وتمكن من علاج مريض مصاب بسرطان عنق الرحم المتقدم.


استراتيجية مبتكرة تعتمد على خداع جهاز المناعة

لطالما كانت مقاومة جهاز المناعة للأجسام الغريبة عائقاً رئيسياً أمام زراعة الأعضاء، حيث يعاني حوالي 10-20% من المرضى من رفض العضو المزروع بعد العملية، وفقاً لقسم الجراحة بجامعة كولومبيا. إلا أن فريقاً بحثياً بقيادة البروفيسور تشاو يونغشيانغ، مدير المختبر الوطني الرئيسي لعلم الأورام الاستهدافي في جامعة جوانجشي الطبية، حوّل هذه العقبة إلى فرصة، عبر استغلال نفس آلية الرفض لمهاجمة الخلايا السرطانية.

وتمثّلت الفكرة في خداع الجسم للاعتقاد بأن الأورام السرطانية ما هي إلا نسيج خنزيري غريب، مما يؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة تدمّر الورم بشكل كامل.


كيف تعمل التقنية الجديدة؟

استند الباحثون إلى فيروس يُعرف باسم فيروس نيوكاسل (NDV)، وهو فيروس حميد نسبياً بالنسبة للبشر، لكنه يمتلك قدرة على إصابة الخلايا السرطانية. قام الفريق بحقن جين مستخرج من الخنازير داخل الفيروس، مما أدى إلى تطوير نسخة معدلة منه تُعرف باسم NDV-GT. عند إدخال هذا الفيروس إلى الخلايا السرطانية، أصبح الورم يحمل علامة بيولوجية أشبه بالخلايا الخنزيرية، مما أدى إلى تفعيل استجابة مناعية قوية رفضت الورم تماماً، كما لو كان جسماً غريباً يجب القضاء عليه.


نتائج مذهلة في التجارب السريرية

بعد إثبات نجاح التقنية على الحيوانات، بما في ذلك القرود، انتقل الباحثون إلى التجارب السريرية البشرية. وشارك في الدراسة 23 مريضاً يعانون من سرطانات مستعصية، شملت سرطان الكبد، والمبيض، وعنق الرحم، والرئة. تم إعطاء المرضى حقناً وريدية وأخرى داخل تجويف البطن مرة أسبوعياً على مدى 8 إلى 12 أسبوعاً.

وكانت النتائج مفاجئة، حيث أظهرت التجارب أن:

  • بعض المرضى دخلوا في حالة تحسن جزئي.
  • آخرون أظهروا شفاءً سريرياً كاملاً.
  • حالات أخرى شهدت توقف نمو الأورام بشكل ملحوظ.

والأهم من ذلك، أن العلاج حقق نسبة نجاح بلغت 90% مع آثار جانبية طفيفة فقط.


نقلة نوعية في الحرب ضد السرطان

ذو صلة

يستعد الفريق البحثي الآن للانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب السريرية، والتي تهدف إلى تقييم فعالية العلاج على نطاق أوسع وضمان سلامته قبل إتاحته للاستخدام الطبي. وإذا استمرت النتائج المبشّرة، فقد نكون على أعتاب ثورة حقيقية في علاج السرطان، حيث يتم توجيه الجهاز المناعي ليقاتل المرض بنفس القوة التي يهاجم بها الأجسام الغريبة، مثل الأعضاء المزروعة أو الخلايا الخنزيرية.

إذا نجح هذا العلاج في اجتياز المراحل النهائية، فقد يصبح السرطان، الذي طالما اعتُبر عدواً مراوغاً، عرضة للهزيمة عبر سلاح لم يكن متوقعاً: جهاز المناعة ذاته.

ذو صلة