ذكاء اصطناعي

في خطوة غير مسبوقة… واتساب تغلق أبوابها أمام روبوتات الدردشة العامة إلى الأبد!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

واتساب تمنع روبوتات الدردشة العامة، تطبيق القرار في 15 يناير 2026.

مزوّدو الذكاء الاصطناعي لن يستطيعوا استخدام الـ API التجاري لواتساب.

ميتا تهدف لحماية نموذجها التجاري من توسع الروبوتات الذكية.

الشركات الناشئة ستبحث عن بدائل لتوزيع خدماتها بعد التعديل.

القرار يأتي ضمن استراتيجية جديدة لتعزيز الأرباح والتركيز على الرسائل التجارية.

في خطوة لافتة أعادت رسم حدود استخدام منصتها التجارية، أعلنت شركة **واتساب** المملوكة لـ **ميتا** عن تعديل شروط الـ **API التجاري** الخاص بها، مانعةً جميع مزوّدي الذكاء الاصطناعي العام من تشغيل روبوتات دردشة على التطبيق. القرار، الذي سيدخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2026، أثار كثيراً من النقاش بين الشركات الناشئة التي بنت خدماتها على واجهة واتساب، مثل **OpenAI** و**Perplexity** و**Luzia** و**Poke**.

هذا التغيير يأتي ضمن سياسة محدثة أضافت فيها واتساب قسماً جديداً بعنوان «مزوّدو الذكاء الاصطناعي»، يوضح أن أي نموذج لغوي عام أو منصة توليد نصوص أو مساعد افتراضي شامل لن يُسمح له بالوصول إلى أدوات الشركة التجارية أو تقديم خدمات مباشرة عبرها.

وهذا يربط بين حرص ميتا على حماية نموذجها التجاري وبين سعيها للسيطرة على كيفية استخدام واجهاتها البرمجية في ظل التوسع الكبير لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.


خلفية القرار ودوافعه

أوضحت ميتا أن الغرض الأصلي من واجهة **واتساب بزنس API** هو **تمكين الشركات من التواصل مع عملائها** عبر قنوات خدمة رسمية، لا أن تتحول المنصة إلى ساحة لتوزيع روبوتات عامة. الشركة لفتت إلى أن الأشهر الماضية شهدت ظهور استخدامات غير متوقعة لتقنيتها، حيث انتشرت روبوتات ذكاء اصطناعي قادرة على المحادثة العامة ومعالجة الصور والفيديوهات داخل التطبيق.

ويرى المراقبون أن القرار جاء أيضاً بسبب الضغط التقني على خوادم واتساب نتيجة الارتفاع الهائل في حجم الرسائل، إلى جانب غياب هيكل تسعيري واضح لتلك الاستخدامات الجديدة.

وهنا يتضح أن ميتا تسعى لإعادة ضبط مسار التطوير بما يخدم استراتيجيتها الأساسية في **الرسائل التجارية** و**خدمات دعم العملاء**.


التأثير على المطورين وشركات الذكاء الاصطناعي

بالنسبة للشركات التي تعتمد على واتساب لتقديم مساعدين افتراضيين أو خدمات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، فإن هذا القرار يعني البحث عن بدائل أخرى لتوزيع منتجاتها. فخدمات مثل **ChatGPT على واتساب** أو **بوت Perplexity**، التي استفادت من قاعدة المستخدمين الضخمة التي تتجاوز ثلاثة مليارات شخص، لن تكون مسموحاً بها بعد دخول التعديل حيّز التطبيق.

وبينما كانت تلك الروبوتات قادرة على الرد على الأسئلة الصوتية وتحليل وسائط المستخدمين وتوليد صور جديدة، يبدو أن التحدي الأكبر لواتساب كان مالياً، إذ لم تنص بنية الـ API الحالية على طريقة لتحصيل رسوم من تلك الاستخدامات الجديدة.


البعد الاقتصادي واستراتيجية ميتا المستقبلية

تشير تصريحات الرئيس التنفيذي **مارك زوكربيرغ** خلال مكالمة الأرباح للربع الأول من عام 2025 إلى أن «الرسائل التجارية» أصبحت الركيزة القادمة لتعزيز أرباح الشركة. وقال حينها: *«واتساب تمتلك أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهرياً، وأكثر من 100 مليون في الولايات المتحدة وحدها، ونحن نرى فرصاً هائلة في تفاعلات الأعمال عبر المنصة».*

ومن هنا يمكن فهم أن ميتا تهدف إلى **حماية مصادر الدخل الأساسية** ومنع منافسة غير مباشرة على أرضها الرقمية، خصوصاً من روبوتات ذكاء اصطناعي قد تستحوذ على تفاعل المستخدمين دون استفادة مالية مباشرة للشركة.


نحو مرحلة جديدة من التنظيم الرقمي

ذو صلة

مع دخول القرار حيز التنفيذ في 2026، ستتحول واتساب إلى منصة أكثر تقنيناً في تعاملها مع الذكاء الاصطناعي، لتبقى «ميتا AI» المساعد الرسمي الوحيد داخل التطبيق. ورغم المخاوف من تراجع الإبداع والابتكار، إلا أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تعاون منظم بين ميتا ومطوري الذكاء الاصطناعي بشروط واضحة تضمن الاستدامة والأمان.

وبينما تترقب الشركات الناشئة أثر هذه الصياغة الجديدة، تبقى الرسالة الأوضح من ميتا هي: واتساب ليس منصة مفتوحة للروبوتات، بل قناة تواصل مخصصة للأعمال التجارية، تسعى لضبط التوازن بين الابتكار والحوكمة الرقمية.

ذو صلة