ذكاء اصطناعي

لا تستخدم ChatGPT كثيرًا لكي لا تصبح مُدمن عاطفيًا 🥰

فريق العمل
فريق العمل

2 د

كشفت دراسة جديدة من OpenAI وMIT Media Lab عن مؤشرات إدمان عاطفي بين "مستخدمي ChatGPT القويين".

كان الاستخدام المطوّل مرتبطاً بمشاعر الوحدة والقلق، وأدى إلى علاقات شبه اجتماعية مع الأداة.

كان الوضع الصوتي أقل إثارة للمشاعر من الوضع النصي، واستخدام ChatGPT لأغراض شخصية لم يكن مرتبطاً بالتعلق الزائد.

يحذر الباحثون من ازدياد الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي في ظل غياب البدائل الاجتماعية لدى بعض المستخدمين.

في ظل تزايد الاعتماد العالمي على أدوات الذكاء الاصطناعي، كشفت دراسة حديثة أُجريت بشكل مشترك بين شركة "OpenAI" ومعهد "MIT Media Lab" أن مجموعة من المستخدمين الذين يُطلق عليهم "المستخدمون القويون" لـChatGPT، أي أولئك الذين يستخدمونه بشكل مكثف ولساعات طويلة، يظهرون مؤشرات واضحة على الاعتماد المفرط وربما حتى الإدمان العاطفي على هذه الأداة الذكية.


الاستخدام المكثف يثير القلق

وصفت الدراسة "الاستخدام الإشكالي" بأنه يتضمن علامات تشبه تلك المرتبطة بالإدمان السلوكي، مثل الانشغال الدائم، وأعراض الانسحاب، وفقدان السيطرة، وتغيّرات المزاج الناتجة عن التفاعل مع الأداة، وربما يصل الأمر لما هو أبعد من ذلك، للانتحار مثلًأ، الباحثون استنتجوا هذه النتائج بعد تحليل بيانات آلاف المستخدمين لـChatGPT، من أجل فهم ليس فقط طريقة استخدامهم، بل أيضاً طبيعة التفاعل العاطفي معهم.


العزلة تقود إلى روابط رقمية

أظهرت نتائج المسح أن الأغلبية لم تُظهر انخراطاً عاطفياً كبيراً عند استخدام شات جي بي تي، إلا أن أولئك الذين قضوا وقتاً طويلاً في استخدامه كانوا أكثر ميلاً لوصفه كـ"صديق"، وكثيراً ما أبدوا توتراً عاطفياً عند ملاحظة أي تغيّرات بسيطة في سلوك النموذج. هذه الفئة، بحسب الدراسة، غالباً ما تعاني من الوحدة، وهو ما يجعلها أكثر عرضة لتكوين علاقة عاطفية من طرف واحد مع الأداة، تُعرف بـ"العلاقة شبه الاجتماعية" (Parasocial Relationship).


مفارقات مثيرة

في مفارقة لافتة، أوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين استخدموا ChatGPT لأغراض شخصية، مثل الحديث عن الذكريات أو المشاعر، كانوا أقل تعلقاً عاطفياً به من أولئك الذين استخدموه لأغراض غير شخصية، كطلب النصائح أو العصف الذهني. كما أظهرت النتائج أن استخدام "الوضع الصوتي المتقدم" من ChatGPT، عندما يكون قصير المدة، كان مرتبطاً بمستويات رفاه أعلى مقارنة باستخدام الوضع النصي، حيث كان الأخير أكثر ميلاً لجذب عبارات عاطفية من المستخدمين.


تحذير من التعلق العاطفي المتنامي

ذو صلة

خلص الباحثون إلى أن التفاعل المطوّل مع ChatGPT، سواء من خلال النص أو الصوت، سواء في المحادثات الشخصية أو المهنية، يزيد من احتمالية تطوير علاقة عاطفية غير صحية معه. وتشير هذه النتائج إلى أن طبيعة الذكاء الاصطناعي، بقدر ما توفر فوائد في الإنتاجية والدعم الشخصي، قد تتحول إلى مصدر إشكالي في حال فقدان الحدود بين الاستخدام المفيد والتعلق العاطفي المفرط.

في النهاية، تُسلط هذه الدراسة الضوء على تحدٍّ متنامٍ في العلاقة بين الإنسان والتقنية، لا سيما مع الأدوات التي تحاكي المشاعر الإنسانية. وبينما تتطور نماذج الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر دعماً وتفهماً، يصبح من الضروري توعية المستخدمين بمخاطر التعلق الزائد، وتطوير ضوابط نفسية واجتماعية للتعامل مع هذه التكنولوجيا بما يحافظ على التوازن العقلي والعاطفي.

ذو صلة