لحظة حرجة على المباشر: نظارة زوكربيرغ الذكية تفشل في أول اختبار أمام الجمهور

3 د
كشفت ميتا عن نظارة Meta Ray-Ban Display المزودة بقدرات ذكاء اصطناعي.
تعرضت النظارة لعطلين خلال العرض المباشر، مما أدى إلى إحراج زوكربيرغ.
فشل التطبيق المخصص للطبخ في العمل، مما أظهر هشاشة التجربة.
الاختبار الفاشل أثار تساؤلات حول جاهزية الجهاز للاستخدام اليومي.
التجربة عكست مخاطرة العروض الحية مقارنة باستراتيجيات شركات أخرى كآبل.
في عرض تقني عالمي طال انتظاره، حاول مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، إبهار الجمهور بالكشف عن أحدث ابتكارات الشركة: نظارة Meta Ray-Ban Display المزودة بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة. لكن ما كان من المفترض أن يكون لحظة انتصار تحوّل إلى موقف محرج بعد أن تعرّضت النظارة لعطلين كبيرين خلال العرض المباشر.
وقد شكّلت هذه الحادثة مادة دسمة للمتابعين، ليس فقط لأنها كشفت عن هشاشة التكنولوجيا الجديدة في لحظة حاسمة، بل لأنها ألقت الضوء على المخاطر التي يواجهها عمالقة التكنولوجيا عند الإصرار على العروض الحية أمام آلاف المتفرجين.
بدأ العرض بحماس كبير داخل مقر "ميتا" في وادي السيليكون، حيث أظهر زوكربيرغ كيف يمكن للنظارة الرد على الرسائل من خلال إشارات اليد الخفيفة، مروّجاً لها كمنصة مستقبلية للتفاعل مع الأجهزة عبر الذكاء الاصطناعي المدمج. غير أن الأمور سرعان ما انقلبت رأساً على عقب عندما فشل التطبيق المخصص للطبخ في العمل بالشكل الصحيح. الطاهي الشهير جاك مانكوسو، الذي صعد لمساعدة زوكربيرغ في اختبار ميزة LiveAI، وجد نفسه أمام مساعد رقمي مرتبك يقفز بين الخطوات ولا يجيب عن أبسط سؤال: "من أين أبدأ؟".
وهذا جعل الحاضرين يشكّكون في جاهزية الجهاز للاستخدام اليومي، خصوصاً أن الميزة صُممت لتكون النموذج الأبرز على قوة الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء.
بعد التعثر الأول، حاول زوكربيرغ استعادة زمام المبادرة عبر استعراض ميزة أخرى متصلة بما يُعرف بـ "Neural Band"، تتيح إرسال رسائل والرد عليها بمجرد حركة المعصم. وبالفعل، نجح في إرسال نص قصير لرئيس قسم التكنولوجيا أندرو بوسوورث. لكن حين حاول الأخير إجراء مكالمة فيديو عبر واتساب، لم تستجب النظارة إطلاقاً.
وهذا الفشل الثاني عمّق الإحراج، إذ اضطر بوسوورث للصعود إلى المسرح محاولاً المزاح حول ضعف الاتصال بالإنترنت، بينما بدا زوكربيرغ محرجاً وهو يتخلى عن المحاولة.
رغم هذه النكسات، حاول زوكربيرغ المحافظة على هدوئه، مؤكداً أن التجربة ليست سوى خطوة على طريق رؤية بعيدة المدى، حيث تصبح الأجهزة القابلة للارتداء قادرة على توقع احتياجات المستخدمين وتنفيذ الأوامر نيابة عنهم. بعض الخبراء الحاضرين أشاروا إلى أن ما حدث يعكس ببساطة خطورة العرض المباشر، خاصة في ظل ازدحام شبكات الإنترنت خلال المؤتمرات. بل ذهب بعضهم إلى مقارنة "ميتا" بشركات منافسة مثل "آبل"، التي تفضّل تقديم فيديوهات مسجّلة بدقة عالية بدلاً من المخاطرة بخلل على المسرح.
وهذا يوضح التباين في استراتيجيات عمالقة التكنولوجيا: فبينما تراهن "ميتا" على الشفافية والجرأة، تختار "آبل" الحذر والسيطرة الكاملة على الصورة العامة.
من المؤكد أن النظارة، التي تعرض بسعر 799 دولاراً، ستواصل إثارة الجدل بين من يرى فيها ملامح الثورة المقبلة في الأجهزة القابلة للارتداء، ومن يعتبرها مشروعاً غير ناضج بعد. وبين هذا وذاك، يبقى الأكيد أن العرض الذي تحوّل إلى درس عملي في التحديات التقنية سيظل عالقاً في ذاكرة الحاضرين طويلاً.
في النهاية، يمكن القول إن "ميتا" حاولت أن تثبت للعالم طموحها في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنها اصطدمت بالواقع القاسي للتنفيذ العملي. ورغم الإخفاق اللحظي، فإن التجربة كشفت عن العزيمة والإصرار على دفع حدود التكنولوجيا، وإن جاء ذلك بثمن الابتسامات المربكة وضحكات الجمهور.