لن تبقى صورك بلا توقيع: OpenAI تختبر وسم الصور ببصمة رقمية

3 د
بدأت OpenAI اختبار وسم مائي للصور المُولَّدة باستخدام نموذج ChatGPT-4o ImageGen للحسابات المجانية.
الهدف من الوسم المائي هو الحد من الاستخدام غير المنضبط للصور، خاصة تلك المستوحاة من أسلوب Studio Ghibli.
لا تزال الصور المُولَّدة عبر الحسابات المدفوعة خالية من أي وسم، والخطة قابلة للتغيير حسب استراتيجية الشركة.
تعمل OpenAI على إطلاق واجهة برمجة التطبيقات لنموذج ImageGen، ما سيفتح آفاقًا جديدة أمام المطورين.
في خطوة لافتة تعكس تصاعد الاهتمام العالمي بتقنيات توليد الصور عبر الذكاء الاصطناعي، بدأت شركة "OpenAI" اختبار تقنية جديدة لوضع "وسم مائي" (watermark) على الصور المُولَّدة باستخدام نموذجها المتقدم "ImageGen"، والذي يأتي مدمجًا ضمن إصدار ChatGPT-4o. وتأتي هذه الخطوة في ظل الانتشار الواسع لاستخدام هذا النموذج في إنتاج رسومات تشبه أسلوب استوديو "جيبلي" الشهير.
من نموذج خاص للمشتركين إلى أداة متاحة للجميع
يُعدّ نموذج "ImageGen" أحد أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدّمًا وتكاملاً حتى الآن، إذ يتميّز بقدرته على توليد صور عالية الجودة تتّسم بالدقة والواقعية، بل وحتى تضمين نصوص ضمن الصور بشكل متناسق، وهي قدرات لم تكن متاحة سابقًا إلا لمشتركي خدمة ChatGPT Plus المدفوعة. لكن مؤخرًا، أتاحت الشركة استخدام النموذج لجميع المستخدمين، بمن فيهم أصحاب الحسابات المجانية.
ومع هذا التوسّع في الإتاحة، بدأت تظهر تحديات تتعلّق بحقوق الملكية والاستخدام غير المنضبط للصور، خاصة بعد تزايد الطلب على إنتاج صور مستوحاة من أسلوب Studio Ghibli – وهو اسم عريق في عالم الرسوم المتحركة اليابانية – باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وسم مائي للمستخدمين المجانيين فقط... حتى الآن
وفقًا للباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي "تيبور بلاهو"، فإن OpenAI تعمل حاليًا على اختبار وسم مائي مخصّص للصور التي يُنتجها المستخدمون غير المشتركين في الخدمة المدفوعة. وتشير مصادر داخلية إلى أن هذه التقنية قيد التجربة حاليًا، وتُستخدم لتمييز الصور الناتجة عن الحسابات المجانية، في حين تظل الصور التي يُنتجها مشتركو Plus خالية من الوسم المائي.
مع ذلك، لم تحسم OpenAI بعد ما إذا كانت ستمضي قُدمًا في تعميم هذه الخطوة، إذ إن قراراتها غالبًا ما تبقى مرنة وقابلة للتغيير تبعًا لسياق الاستخدام وردود فعل المستخدمين.
نموذج قوي واستعداد لإطلاق واجهة برمجة التطبيقات (API)
في منشور سابق، أكدت OpenAI أن نموذج "ImageGen" تم تدريبه على مجموعة ضخمة من الصور والنصوص من الإنترنت، ما يمنحه قدرة فريدة على توليد صور متناسقة وسياقية. وجاء في التصريح الرسمي:
"لقد درّبنا نماذجنا على التوزيع المشترك للصور والنصوص، ما مكّنها من فهم العلاقات بين الصور والنصوص، بل وبين الصور نفسها. ومع تدريب لاحق مكثّف، بات النموذج يتمتّع بقدرات بصرية مدهشة تُمكّنه من توليد صور دقيقة وسياقية وذات فائدة فعلية."
وعلاوة على ذلك، تعمل OpenAI على تطوير واجهة برمجة تطبيقات خاصة بـImageGen، ما يتيح للمطورين دمج قدراته في تطبيقاتهم الخاصة، ويفتح المجال أمام موجة جديدة من الابتكارات البصرية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
دلالات الخطوة ومخاوف مستقبلية
يبدو أن OpenAI تحاول من خلال هذه الخطوة تحقيق توازن دقيق بين إتاحة تقنياتها المتقدمة للجمهور، وبين فرض ضوابط تضمن الاستخدام الأخلاقي لها، خصوصًا في ظل ازدياد التحديات القانونية والثقافية المرتبطة بتوليد صور فنية تُحاكي أساليب فنانين معروفين أو استوديوهات مرموقة.
كما أن وضع الوسم المائي قد يصبح في المستقبل أحد المعايير الضرورية لتعزيز الشفافية في محتوى الذكاء الاصطناعي، وسط دعوات متزايدة من الجهات التنظيمية حول العالم لتمييز المحتوى المُولَّد آليًا، وحماية حقوق الملكية الفكرية.