ذكاء اصطناعي

مريض بالوسواس القهري أطلق النار على رأسه.. فدمرت الرصاصة الجزء المسؤول عن مرضه في دماغه بدلًا من قتله

فريق العمل
فريق العمل

2 د

حاول شاب يدعى جورج الانتحار بإطلاق النار على رأسه بسبب معاناته من اضطراب الوسواس القهري الحاد.

نجا بأعجوبة من الحادث، لكن الرصاصة دمرت جزءًا من الفص الجبهي في دماغه.

بعد تعافيه، لاحظ الأطباء تحسنًا غير متوقع في أعراض الوسواس القهري لديه.

رغم أنها حالة طبية نادرة، إلا أن الأطباء يحذرون من اعتبارها علاجًا للاضطرابات النفسية.

في حادثة غريبة وصادمة، نجا شاب أمريكي يُعرف فقط باسم "جورج" من محاولة انتحار بإطلاق النار على رأسه، لكنه اكتشف لاحقًا تأثيرًا غير متوقع لهذا الحادث على حالته النفسية، إذ شهد تحسنًا ملحوظًا في أعراض اضطراب الوسواس القهري (OCD) الذي كان يعاني منه بشدة.

كان جورج، البالغ من العمر 19 عامًا آنذاك، طالبًا جامعيًا يعاني من عقدة نفسية شديدة تجسد في خوفه المفرط من الجراثيم، مما أجبره على غسل يديه مئات المرات يوميًا. مع تفاقم حالته وعدم قدرته على السيطرة على الأفكار القهرية، قرر إنهاء حياته بإطلاق النار على رأسه. لكن في مفارقة غير متوقعة، لم تودي المحاولة بحياته، بل كشفت عن نتيجة طبية استثنائية.


تعافي مفاجئ وتحسن في الأعراض

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز عام 1988، فإن الرصاصة التي اخترقت رأس جورج دمرت جزءًا من الفص الجبهي لدماغه، وهو نفس الجزء المرتبط بالأفكار القهرية التي تسبب اضطراب الوسواس القهري. وعندما تعافى من إصابته، لاحظ الأطباء تراجعًا كبيرًا في أعراضه المرضية.

وفي تعليق على الحالة، قال الدكتور توماس بالانتاين، الطبيب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز: "إن فكرة أن شخصًا يمكنه فقدان جزء من فصه الجبهي ويتعافى من أعراض مرضية مزمنة تبدو مذهلة، لكنها ليست مستحيلة من الناحية الطبية".


إجراء طبي غير تقليدي

في ذلك الوقت، كان الأطباء يلجؤون إلى عمليات جراحية على الفص الجبهي كخيار علاجي أخير لعلاج الحالات الشديدة من الوسواس القهري، وهو إجراء مشابه لعملية الفص الجبهي المعروفة تاريخيًا باسم "اللوبوتومي". لكن في حالة جورج، حدث هذا التغيير العصبي بشكل عشوائي وغير متعمد نتيجة الحادث.

بعد نجاته، استعاد جورج حياته تدريجيًا، وتمكن من إكمال دراسته التي كانت قد تعطلت بسبب مرضه. وأوضح الطبيب النفسي ليزلي سوليم أن الأطباء أزالوا الرصاصة من دماغه، وأضاف: "عندما نُقل إلى المستشفى بعد ثلاثة أسابيع من الحادث، كان بالكاد يعاني من أي أعراض قهرية. لا يزال يعاني من الاكتئاب، لكننا تمكنا من علاجه بالأدوية".

وبعد خمس سنوات من الحادثة، كتب سوليم أن جورج لا يزال يعاني من بعض الأعراض الطفيفة للوسواس القهري، لكنها لم تعد تؤثر سلبًا على حياته اليومية.

ذو صلة

حالة نادرة لكنها لا تشكل علاجًا

رغم أن قصة جورج تبدو وكأنها "معجزة طبية"، إلا أن الأطباء يؤكدون أن هذه الحالة استثناء نادر ولا يمكن اعتبارها علاجًا للاضطرابات النفسية. فالنجاة من إصابة خطيرة في الدماغ مثل هذه تعتبر ضربة حظ استثنائية، وكان من الممكن أن تؤدي إلى نتائج أكثر خطورة، مثل فقدان الوظائف الإدراكية أو الإصابة بإعاقات دائمة.

ذو صلة