هل تفعلها الولايات التحدة الأمريكية وتحظر تيك توك حقًا؟؟
3 د
يواجه تيك توك احتمال الإغلاق الكامل في الولايات المتحدة يوم الأحد.
لم تحسم الشركة قرارها النهائي، ولكن الخيارات تشمل الإغلاق الكامل أو العمل دون تحديثات.
تشير تجارب مشابهة في الهند إلى تأثيرات فورية وشاملة على المستخدمين وصناع المحتوى.
البدائل مثل إنستغرام ويوتيوب جاهزة لاستقطاب المستخدمين، ولكن هل ستحقق النجاح نفسه؟.
مع اقتراب موعد حظر تيك توك في الولايات المتحدة، يجد المستخدمون أنفسهم أمام احتمالية واقعية لغياب التطبيق الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
من المتوقع أن يواجه أكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي صدمة كبيرة يوم الأحد المقبل، إذا نفذ تيك توك خطته لجعل التطبيق غير متاح تماماً في الولايات المتحدة. هذه الخطوة تأتي كاستجابة مباشرة لقانون أقره الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل الماضي، يجبر التطبيق على الانفصال عن ملكيته الصينية وبيعه لشركة أمريكية. ومع ذلك، يظل الأمل قائماً بأن المحكمة العليا قد تصدر حكماً بعدم دستورية القانون، مما يسمح للتطبيق بمواصلة نشاطه دون تغيير.
ماذا يحدث خلف الكواليس؟
لا تزال الاجتماعات المكثفة مستمرة في أروقة تيك توك، وسط ضغوط غير مسبوقة. "لم يُتخذ القرار النهائي بعد، ولكن السيناريوهات كلها مطروحة"، يقول مصدر مقرب من الشركة تحدث لوسائل الإعلام بشرط عدم الكشف عن هويته. وبحسب التقرير، فإن إحدى الخيارات قد تشمل جعل التطبيق مظلماً بالكامل، وهو ما يعني أنه سيتوقف عن العمل تماماً، حتى للمستخدمين الحاليين.
هذا الخيار "الجذري"، إن تم تنفيذه، سيذكرنا بحادثة مماثلة حدثت في الهند عام 2020، عندما استيقظ المستخدمون ليجدوا أن التطبيق أصبح غير متاح تماماً بين ليلة وضحاها. نيخيل باهوا، مؤسس منصة MediaNama الهندية، أوضح كيف أدى الحظر إلى شلل مفاجئ بين المستخدمين والمعلنين. "تخيل أن تستيقظ لتجد أن منصتك المفضلة، وربما مصدر دخلك الأساسي، قد اختفت ببساطة"، يقول باهوا بنبرة متعاطفة.
مستقبل صناع المحتوى والعلامات التجارية
تيك توك ليس مجرد وسيلة للترفيه؛ بل هو منصة اقتصادية يعتمد عليها الآلاف كمصدر دخل رئيسي. "إنه ليس فقط تطبيقاً، إنه اقتصاد كامل"، يشرح ويل ترويبريدج، الرئيس التنفيذي لوكالة Saylor الإبداعية، التي تعمل مع علامات تجارية كبرى مثل ديزني. ويضيف ترويبريدج أن العديد من العملاء أصبحوا مترددين في نشر محتوى جديد على تيك توك، خشية تعرض التطبيق لمشاكل أمنية إذا توقف عن تلقي التحديثات.
وفي حال اختفى تيك توك، فإن خيارات بديلة قد تظهر على الساحة. في الهند، كانت منصات مثل Reels من إنستغرام وShorts من يوتيوب السباقة لملء الفراغ الذي خلفه تيك توك. ولكن هل ستنجح هذه المنصات في استيعاب الإبداع والابتكار الذي يميز مستخدمي تيك توك الأمريكيين؟ يبقى هذا السؤال مفتوحاً، خاصةً بعد بعد تفوقه على فيسبوك وإنستغرام مؤخرًا.
تأثير أوسع من مجرد تطبيق
الأمر لا يتعلق فقط بصناع المحتوى أو المستخدمين العاديين، بل يمتد ليشمل العلامات التجارية التي تعتمد على تيك توك كأداة تسويق رئيسية. الخسارة ستكون كبيرة، ليس فقط للتطبيق، بل لبيئة الأعمال الرقمية بأكملها. فغياب تيك توك سيعيد تشكيل المشهد الرقمي، وربما يفتح المجال لمزيد من الجدل حول الأمن السيبراني والملكية التقنية.