ذكاء اصطناعي

هل نودّع غوغل؟ “Kagi” يتحدى عملاق البحث بخدمة مدفوعة بـ10$ شهريًا فقط

فريق العمل
فريق العمل

3 د

يوفر محرك Kagi تجربة بحث خالية من الإعلانات وتتسم بالبساطة والدقة، مقابل 10 دولارات شهرياً.

يتيح تخصيصاً واسعاً للنتائج وإدارة تامة لما تريد رؤيته أو تجاهله في البحث.

لا يتتبع المستخدمين أو يجمع بياناتهم، لكن بعض خدمات الطرف الثالث قد تحتفظ بمعلومات محدودة.

يقدم ميزات ذكاء اصطناعي بشكل اختياري، دون فرضها على المستخدم.

يعتبر بديلاً نادراً وفعّالاً في وقت باتت فيه محركات البحث الأخرى تركز على التسويق أكثر من المحتوى.

في وقت يبدو فيه أن تجربة البحث على الإنترنت تتدهور، وتتحول محركات البحث إلى واجهات إعلانات ومنصات تسويقية أكثر منها أدوات للمعلومة، يبرز محرك بحث جديد يُدعى "Kagi" كبديل واعد وغريب في آنٍ معاً، فهو مدفوع... ويبدو أنه يستحق الدفع.


منصة Kagi: العودة إلى البساطة والخصوصية

يروي الصحفي ديفيد بيرس، من موقع The Verge، تجربته الشخصية مع Kagi، والتي بدأت قبل عامين حين قرر الابتعاد عن غوغل بعد سنوات من الاعتماد عليه بشكل تلقائي. يقول بيرس إن Kagi – الذي تبلغ كلفته 10 دولارات شهرياً – منحه تجربة بحث تشبه تلك التي كانت غوغل تقدّمها قبل عقد من الزمن: صفحة بسيطة مليئة بالروابط المناسبة، دون إعلانات، ودون تتبع بيانات.

تأسست Kagi على يد فلاديمير بريلوفاك عام 2018، بعد أن باع شركته السابقة إلى GoDaddy. الدافع الرئيسي لإطلاق Kagi كان تخوّف بريلوفاك من التأثير السلبي لنموذج غوغل الإعلاني على مستقبل أطفاله في عالم يتتبع فيه كل شيء يُبحث عنه.


"عندما تدفع مقابل المعلومة، تحصل على المعلومة فقط، دون أن تكون أنت السلعة"

بهذه الجملة يلخص بريلوفاك فلسفة شركته.


نتائج بحث عالية الجودة... دون "ضجيج"

يصف المستخدمون تجربة Kagi بأنها نقية وخالية من الفوضى. البحث يعطي نتائج مباشرة، بلا روابط ممولة أو إعلانات متكررة. فإذا بحثت عن "أفضل سماعات للجري"أو "أفضل هواتف أندرويد الاقتصادية للعام 2025" لن تجد في الصفحة الأولى إعلانات لأمازون أو Best Buy أو روابط مكررة من Reddit، بل أدلة شراء حقيقية من مواقع تقنية محترفة.

تعتمد Kagi على قاعدة بيانات خاصة بها، بالإضافة إلى الربط مع مصادر موثوقة مثل غوغل، Bing، Wikipedia، WolframAlpha وغيرها. لكنها، على عكس محركات البحث التي تعتمد فقط على Bing، تقوم بتجميع النتائج وتحليلها بعناية لتقديم محتوى أكثر دقة وأقل تشويشاً.


تخصيص لا محدود لنتائج البحث

من أبرز مزايا Kagi هي قدرات التخصيص الواسعة. يمكنك إزالة نتائج من مواقع لا ترغب برؤيتها، أو رفع ترتيب مصادر مفضلة، أو حتى إنشاء "عدسات بحث" (Lenses) مخصصة تقتصر على منتديات أو مدونات شخصية أو مواقع برمجية. على سبيل المثال، يمكنك إنشاء عدسة بحث تظهر فقط نتائج من مواقع إخبارية تشترك بها شخصياً، وكأنك تبني نسختك الخاصة من "Google News".

حتى تصميم المحرك يمكن تعديله، بما في ذلك الألوان والنمط، أو حتى عبر كتابة CSS خاص بك.


الخصوصية أولاً... لكن ليس بالكامل

تؤكد سياسة الخصوصية الخاصة بـKagi أنها لا تخزّن ما تبحث عنه أو ما تضغط عليه، ما يمنح المستخدم شعوراً بالأمان مقارنةً بغوغل. لكنها في الوقت نفسه تستخدم بعض خدمات الطرف الثالث التي قد تجمع بيانات محدودة عنك، ما يعني أن الخصوصية شبه مكتملة، وليست مطلقة.


ميزة الذكاء الاصطناعي؟ موجودة ولكن اختيارية

على عكس غوغل التي تفرض "ملخصات ذكاء اصطناعي" على نتائج البحث، تقدّم Kagi ميزة "الإجابة السريعة" Quick Answer كخيار اختياري، يمكن النقر عليه للحصول على ملخص مقتضب مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يليه روابط لمصادر موثوقة. أما في باقتها الأعلى (25 دولاراً شهرياً)، فيحصل المستخدم على مساعد رقمي أكثر تطوراً يدعم ChatGPT وClaude وغيره، ويمكنه تحليل نتائج البحث بشكل تفاعلي.

حتى في الباقة الأساسية، يتوفر للمستخدم أداة تسمى "FastGPT" لتلخيص الصفحات عبر روابط مباشرة.


هل يستحق Kagi أن تدفع له؟

ذو صلة

يشدد بيرس على أن Kagi ليس للجميع، وأنه لا جدوى من دفع 10 دولارات شهرياً إن لم تكن تنوي استخدامه كأداة البحث الرئيسية. لكن إذا كنت من هؤلاء الذين سئموا من "الفوضى البصرية"، ومن خوارزميات غوغل التي تروّج لما تريده الشركات وليس ما تريده أنت، فقد يكون Kagi هو ما تبحث عنه.

المحرك يوفّر تجربة بحث أكثر نقاءً وتحكماً وخصوصية، ويعيد فكرة "التحكم بالمعلومة" إلى يد المستخدم. وبينما تتجه معظم محركات البحث نحو الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، يختار Kagi طريقاً مختلفاً: إعطاء المستخدم الأدوات ليبني تجربة بحثه بنفسه.

ذو صلة