وداعًا جوجل.. عدد كبير من المستخدمين يتحولون إلى ChatGPT.. إليك السبب!

3 د
يستخدم 27% من المستخدمين في الولايات المتحدة أدوات الذكاء الاصطناعي بدلاً من محركات البحث.
وصلت النسبة إلى 13% في المملكة المتحدة، مما يعكس تحولًا واضحًا في سلوك البحث.
تشمل الأسباب الرئيسية لهذا التحول السرعة، السهولة، الدقة، التخصيص، وعمق المعلومات.
يتوقع الخبراء استمرار هذا الاتجاه مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وزيادة المنافسة في هذا المجال.
لطالما كان البحث عبر الإنترنت مرادفًا لعبارة "ابحث على جوجل"، لكن هذا الواقع قد يشهد تحولًا جذريًا، وفقًا لبيانات حديثة تشير إلى تزايد اعتماد المستخدمين على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT بدلاً من محركات البحث التقليدية.
نمو ملحوظ في اعتماد الذكاء الاصطناعي
كشفت دراسة استقصائية جديدة أن أكثر من ربع المشاركين في الولايات المتحدة – بنسبة 27% – أصبحوا يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث بدلاً من محركات البحث التقليدية. في المملكة المتحدة، يبدو هذا التحول أقل بروزًا، حيث أفاد 13% من المشاركين بأنهم يفضلون الذكاء الاصطناعي عند البحث عن المعلومات.
الدراسة، التي أُجريت في ديسمبر 2024، شملت مئات المستخدمين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وركزت على استكشاف كيفية تفاعل المستهلكين مع أدوات الذكاء الاصطناعي، والأسباب التي تدفعهم إلى استبدال محركات البحث التقليدية بهذه الأدوات الذكية.
لماذا يفضل المستخدمون الذكاء الاصطناعي؟
أظهرت نتائج الاستطلاع خمسة أسباب رئيسية تدفع المستخدمين إلى تفضيل أدوات الذكاء الاصطناعي على محركات البحث التقليدية:
- السرعة والكفاءة: أحد أبرز العوامل التي دفعت المستخدمين للتحول إلى الذكاء الاصطناعي هو توفير الوقت، حيث تتيح هذه الأدوات الحصول على المعلومات بسرعة وبدقة دون الحاجة إلى تصفح عدة روابط كما هو الحال في البحث التقليدي. أحد المشاركين من الولايات المتحدة أوضح ذلك بقوله: "يمكنني فهم المعلومات الأساسية بسرعة دون الحاجة لفرز النتائج واحدة تلو الأخرى".
- سهولة الاستخدام: يرى الكثيرون أن البحث عبر الذكاء الاصطناعي أكثر بساطة وسلاسة من محركات البحث التقليدية. أحد المستخدمين في المملكة المتحدة قال: "إنه أكثر تحديدًا من البحث العام عبر جوجل"، بينما علّق آخر من الولايات المتحدة: "الأمر ببساطة أسهل من البحث على جوجل!".
- دقة النتائج: كثير من المشاركين اعتبروا أن نتائج البحث التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر دقة وأقل انحيازًا مقارنة بالمحتوى الذي يتم تقديمه عبر محركات البحث التقليدية. مستخدم من المملكة المتحدة كتب: "أحصل على معلومات أكثر دقة وأقل تحيزًا".
- القدرة على تخصيص الإجابات: من أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي أنه قادر على تقديم إجابات مخصصة لكل سؤال بناءً على سياق البحث. مستخدم بريطاني أوضح أنه استخدم الذكاء الاصطناعي للحصول على نتائج أكثر دقة أثناء كتابة أطروحته الجامعية، بينما ذكر آخر أن هذه الأدوات توفر إجابات "أكثر تفصيلاً وتخصيصًا".
- عمق المعلومات وسهولة الفهم: بعض المشاركين أشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم تفسيرات أعمق وأكثر وضوحًا من محركات البحث التقليدية، مع القدرة على تبسيط المواضيع المعقدة.
هل نحن أمام ثورة في البحث عبر الإنترنت؟
يرى العديد من خبراء التقنية أن هذا التوجه ليس مجرد تغيير عابر، بل هو تطور طبيعي في طريقة تفاعل المستخدمين مع الإنترنت.
وفقًا لـ A.J. Ghergich، نائب رئيس شركة Botify:
"الناس بدأوا يدركون أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد محرك بحث، بل مساعد رقمي شخصي قادر على تلبية احتياجاتهم"، مضيفًا: "نحن ننتقل من البحث عبر الروابط إلى التفاعل مع مساعد رقمي ذكي قادر على فهم المستخدم والتكيف مع احتياجاته".
في السياق ذاته، أوضح بن وود، كبير المحللين في CCS Insight، أن هذه النتائج تتماشى مع دراسات أخرى أظهرت أن 45% من المستخدمين في المملكة المتحدة يرون أن الذكاء الاصطناعي مفيد في تلخيص المستندات الطويلة وصياغة الرسائل الإلكترونية تلقائيًا، وهي استخدامات أصبحت شائعة بين المستخدمين.
ماذا يحمل المستقبل؟
في ظل التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن هذا التحول في سلوك المستخدمين مرشح للاستمرار والتسارع. ومع دخول مزيد من الشركات إلى سوق الذكاء الاصطناعي، مثل Perplexity AI و Google Gemini، فإن المنافسة في مجال البحث الذكي ستصبح أكثر شراسة، مما قد يؤدي إلى مزيد من التغيير في طريقة استهلاك المعلومات عبر الإنترنت.