Google تكشف أخيرًا أرقام استخدام Gemini بدقة… وهذه هي الحدود لكل فئة

فتحت غوغل باب الوضوح أمام مستخدمي منصة Gemini للذكاء الاصطناعي بإعلانها أخيرًا حدود الاستخدام اليومية بالتفصيل – خطوة طال انتظارها لجعل تجربة المستخدم أكثر شفافية وأقل غموضًا. فبعد سنوات من الاكتفاء بمصطلحات فضفاضة مثل "محدود" و"موسع" و"أعلى وصول"، جاء هذا الإعلان الجديد ليضع النقاط فوق الحروف ويحدد لكل فئة من المستخدمين الرقم المسموح به يوميًا من التفاعلات، سواء كنت على الباقة المجانية أو من مشتركي الخدمات المدفوعة.

مع كثرة الأسئلة واهتمام المستخدمين بمتابعة ميزات الذكاء الاصطناعي وتطوراتها، أصبح هنالك حاجة ملحة لمعرفة حقيقة حدود الخدمات مثل توليد الصور، تحريرها، تقارير الأبحاث العميقة، واستعراضات الصوت، إلى جانب مهام أكثر تخصصًا كتحرير الفيديو أو العمل عبر منصة Canvas الجديدة.

من المهم أن نعرف أولًا بأن مستخدمي الحسابات المجانية سيحصلون، بحسب التحديث الأخير، على خمسة تفاعلات (Prompts) بالذكاء الاصطناعي من نوع Gemini 2.5 Pro يوميًا، بالإضافة إلى إمكانية إنشاء أو تعديل حتى 100 صورة في ذات اليوم. أما خاصية الأبحاث العميقة أو Deep Research، فلهؤلاء خمسة تقارير فقط في الشهر. الجميع يستطيع كذلك الحصول على عشرين ملخصًا صوتيًا يوميًا.

أما الذين اختاروا الاشتراك في باقة Google AI Pro الشهرية بسعر 19.99 دولارًا، فقد فتحت أمامهم آفاق أوسع: مئة تفاعل Gemini 2.5 Pro يوميًا، قدرة على توليد أو تحرير ألف صورة، وإمكانية إنتاج ثلاثة فيديوهات قصيرة بتقنية Veo 3 Fast. كما يمكن لهم طلب عشرين تقرير أبحاث عميقة يوميًا.

هذا التمايز بين المجاني والمدفوع يعكس توجه غوغل الواضح بتخصيص حجم وفئات الخدمة حسب احتياج المستخدم وأهمية كل باقة، ويربط بين استراتيجية الشركة في الإبقاء على أساس مجاني جذاب ودفع المستخدمين المهتمين نحو الاشتراكات المدفوعة لمزيد من القدرات المتقدمة.

للمستخدمين الاحترافيين والمؤسسات الكبرى خصصت غوغل باقة Google AI Ultra الشهرية بسعر 249.99 دولارًا، التي تقدم 500 تفاعل Gemini 2.5 Pro كل يوم، مع الاحتفاظ بحد الألف صورة يومية، وزيادة إنتاج الفيديوهات إلى خمسة يوميًا.

وفيما يتعلق بتقارير الأبحاث العميقة، تظهر هنا الفوارق الكبيرة، إذ يسمح للمشترك الواحد بطلب 200 تقرير بحثي في اليوم نفسه. كذلك أبرزت غوغل خاصية "Deep Think" التي تتيح عشرة تفاعلات بعرض سياقي هائل (حتى 192 ألف رمز Tokens) يوميًا – وهو توسع مهم لمن يحتاجون بحثًا معمقًا أو معالجة نصوص ضخمة.

وتجدر الإشارة إلى أن غوغل صرّحت أن بعض الأدوات الإبداعية الأخرى مثل Canvas وGems وStorybook ستخضع للحدود المحددة نفسها حسب الموديل أو النمط الذي يختاره المستخدم حين استعمال تلك الخصائص.

هذه التفاصيل تظهر نية الشركة في توفير إمكانات مغايرة في كل باقة، وتؤشر على أن الذكاء الاصطناعي بات خدمة مركزية تستثمر فيها الشركات لمهام متنوعة من تحليل البيانات، الإبداع، إلى إنتاج المحتوى التفاعلي.

ربطت غوغل في إعلانها بين رفع مستوى الشفافية وبين توجهها لدعم مستخدمي الذكاء الاصطناعي وسط تصاعد المنافسة مع بقية المنصات مثل ChatGPT من أوبن إيه آي أو خدمات ميتا المتقدمة. ربما تعد هذه الخطوة الأولى من نوعها على صعيد توضيح "كيف ومتى" سينتهي حد الاستخدام اليومي، وهو أمر حيوي لمن يعتمدون على أدوات Gemini في أعمالهم اليومية أو تطوير المحتوى بشكل دوري، أو حتى المستخدمين العاديين الذين يحبون تجربة إمكانيات الذكاء الاصطناعي.

ويبرز في أرقام غوغل الجديدة مصطلحات عديدة أصبحت لازمة في عالم الذكاء الاصطناعي: نافذة السياق (Context Window)، الرموز (Tokens)، الباقات المدفوعة، توليد الصور والفيديوهات، تحليلات الأبحاث، وإنجاز الملخصات الصوتية – جميعها تصنع وحدة دلالية تعبّر عن توجه جديد في تصميم الخدمات الرقمية الذكية عالميًا.

وقد جاءت هذه الأخبار أيضًا مع ذكر الآليات الجديدة لتقسيم حدود الاستخدام، لتمنح كل مستخدم القدرة على التخطيط لطريقة استثمار خدمات Gemini في يومه دون قلق من توقف مفاجئ أو غموض في معايير الخدمة.

في ظل السجال حول موثوقية الذكاء الاصطناعي وإمكانياته الحقيقية، تسعى غوغل اليوم لتثبيت قدميها في عالم يتطلب مزيدًا من الوضوح وسهولة الوصول إلى المعلومات الدقيقة – وبين خطوط هذا الإعلان، رسالة ضمنية بأن الشركة بدأت مرحلة جديدة في التعامل مع المستخدمين كأصحاب قرار واعين فيما يتعلق باستهلاك الموارد الرقمية، مع إبراز عامل التدرج والمرونة في الخيارات.

هكذا نرى أن تحديد غوغل لأرقام وحدود استخدام Gemini اليومية لا يغيّر فقط طريقة إدارتنا لحسابات الذكاء الاصطناعي، بل يؤسس لمناخ تنافسي أكثر وضوحًا واحترافية في سوق الخدمات التقنية المتطورة.