ذكاء اصطناعي

جينسن هوانغ: بناء بنية الحوسبة للذكاء الاصطناعي أعقد تحدٍّ هندسي في تاريخ البشرية

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

جينسن هوانغ يعتبر بناء بنية الذكاء الاصطناعي أعقد مشروع هندسي في التاريخ.

يعتقد أن إيلون ماسك سيكون أول من يصل إلى مركز حوسبة بقدرة غيغاواط.

نفيديا تدعم تقنيات الحوسبة المتقدمة وتعمل على كفاءة الطاقة في منتجاتها الجديدة.

تتطلب بنية الحوسبة الحديثة تكاملاً بين البنية التحتية والطاقة والصناعة.

الأدوات الرقمية تتوسع لتصبح مشاريع مادية تقاس بالقوة الكهربائية والسرعة.

في حديث جديد على بودكاست BG2 مع المستثمرين بيل غورلي وبراد غيرستنر في 17 أكتوبر 2025، قدّم الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جينسن هوانغ، رؤية تقنية عميقة حول مستقبل بنية الحوسبة التي تقوم عليها أنظمة التعلم الحديثة. وصف هوانغ هذه البنية بأنها «أعقد مشكلة نظم واجهتها البشرية»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى ثقته بأن إيلون ماسك قد يكون أول من يصل ببنى الحوسبة الخاصة به إلى مستوى استهلاك طاقة يبلغ غيغاواط واحد.


بنية ضخمة تتعدى البرمجيات

أوضح هوانغ أن التحدي في تطوير الحوسبة المتقدمة لا يكمن في الخوارزميات فحسب، بل في تداخل العوامل الفيزيائية واللوجستية مثل تصنيع الشرائح، وإدارة سلاسل الإمداد، وتوفير الطاقة لمراكز البيانات. وأكد أن بناء تلك البنية التحفيزية يتطلب تكاملاً غير مسبوق بين الصناعة والطاقة والبنية الرقمية، على نحو يشبه مشاريع البنية التحتية الكبرى كشبكات الإنترنت أو استكشاف الفضاء.

تُعد نفيديا، الشركة التي أسسها هوانغ سنة 1993، ركيزة أساسية في هذا القطاع عبر معالجاتها الرسومية التي تزود مختبرات الأبحاث والمصانع ومراكز البيانات حول العالم بقوة معالجة استثنائية. وتبلغ القيمة السوقية للشركة أكثر من تريليون دولار، ما يجعلها من أبرز الشركات تأثيرًا في الاقتصاد الرقمي العالمي.


سباق الطاقة والحوسبة بين الجبابرة

لفت تصريح هوانغ عن احتمال تفوق ماسك إلى لبّ المنافسة المقبلة في عالم التقنية: ليست السرعة في تطوير الخوارزميات، بل القدرة على بناء مراكز بيانات ضخمة مدعومة بالطاقة الكافية. فالوصول إلى «غيغاواط» من الاستهلاك يعني إنشاء منظومة حوسبة توازي في قدرتها الكهربائية مدينة متوسطة الحجم. هذه البنية مطلوبة لتدريب نماذج ضخمة تتطلب بلايين المعاملات في الثانية.

تعتمد شركات مثل تسلا وxAI على التكامل بين التصنيع المادي والمعالجة الرقمية، وهو ما يمنحها ميزة في سرعة بناء البنى التحتية الكثيفة للطاقة. ويشير هوانغ إلى أن هذا المزيج النادر بين الصناعة والبرمجيات قد يكون مفتاح التفوق في الموجة التالية من التطور التقني.


انعكاسات أوسع على الصناعة والتقنيات المستقبلية

ذو صلة

يرى مراقبون أن وصف هوانغ لبناء أنظمة الحوسبة بأنه أعقد مشروع في التاريخ يعكس ازدياد وعي الشركات بالأثر البيئي والاقتصادي لتقنيات التعلم الحديثة، إذ تعتمد على طاقة ضخمة ومواد نادرة. ومن المتوقع أن يدفع ذلك نحو استثمارات أكبر في كفاءة الطاقة وتطوير رقائق أقل استهلاكًا، وهو توجه بدأ يظهر في منتجات نفيديا الحديثة مثل «غريس هوبر» التي صممت لتقليل تكاليف التشغيل.

توضح تصريحات جينسن هوانغ أن المرحلة الحالية من تطور الحوسبة لا تتعلق فقط بالبرمجيات والبيانات، بل بقدرة الإنسان على تنسيق أنظمة هندسية عملاقة تشمل الطاقة، والبنية التحتية، والإمداد الصناعي. هذا الإدراك يعيد تعريف حدود «التحول الرقمي» ليصبح مشروعًا ماديًا يقاس بقوة الكهرباء بقدر ما يقاس بسرعة المعالجة.

ذو صلة