Meta تتحدى X: منشورات تصل إلى 10,000 حرف مجانًا على Threads!

4 د
أعلنت ميتا تحديث Threads ليسمح بنشر منشورات تصل إلى 10,000 حرف.
يُمكّن هذا التحديث الكتاب والصحفيين من مشاركة مقتطفات موسعة بوضوح.
يدعم Threads الآن إرفاق روابط خارجية واضحة، مما يعزز الترويج الذاتي.
التحديثات متاحة مجاناً، في منافسة مباشرة مع X المتعلق بالاشتراكات المالية.
يجسد التحديث تنافساً متجدداً بين Threads وX لجذب المبدعين وصُنّاع المحتوى.
إذا كنت من هواة الكتابة المطوّلة على وسائل التواصل الاجتماعي أو لديك شغف بمشاركة مقالاتك ونشراتك الصوتية مباشرة مع جمهور أوسع، فلدينا خبر سار لك من عالم منصات السوشيال ميديا. فقد أعلنت شركة ميتا رسمياً عن تحديث ضخم في تطبيق "Threads"، المنافس الشرس لمنصة X (تويتر سابقاً)، يسمح بنشر منشورات يصل حجمها إلى عشرة آلاف حرف، إضافةً إلى إبراز روابط المحتوى الخارجي بوضوح وفرص أكبر للترويج الذاتي.
منذ انطلاق Threads، كان سقف الأحرف المسموح بها أعلى بالفعل من X، حيث وصل إلى 500 حرف مقابل 280 حرفاً للمستخدمين العاديين على X. ومع ذلك، قرر القائمون على المنصة أن يدفعوا حدود التعبير والإبداع خطوة إضافية إلى الأمام، ليصل الحد الجديد إلى 10 آلاف حرف في المنشور الواحد. هذه الخطوة تُمكِّن الكتّاب، الصحفيين، المدونين، وصناع البودكاست من مشاركة مقتطفات موسعة وأفكار طويلة دون التجزئة أو اللجوء للصور الملتقطة من شاشة الهاتف.
ومن هنا، يتضح كيف أرادت ميتا استهداف فئة المبدعين الذين اعتادوا نشر مطوّلاتهم عبر صور أو نصوص مُفصّلة في تغريدات متسلسلة. فتجربة المستخدم مع منشورات طويلة كانت دوماً مربكة على X، خاصة مع الاعتماد على خاصية "التسلسل" أو استعمال صور من تطبيقات خارجية كـ"Apple Notes". ومن أجل ذلك، أصبح الآن بمقدور مستخدمي Threads إدراج نصوص مطوّلة بكل سهولة، مع دعم خيارات تنسيق متقدمة مثل التسطير، الخط الغامق، الخط المائل وحتى "السترَيك ثرو" والرموز التعبيرية (الإيموجي).
روابط أوضح وخطة منافسة مباشرة
ولا تقف التحديثات عند هذا الحد، إذ يدعم Threads الآن إرفاق روابط خارجية بشكل أكثر وضوحاً في المنشورات المطوّلة. هذا ما يمنح أصحاب الأعمال، الكتاب، الصحفيين أو حتى أصحاب البودكاست إمكانية توجيه المتابعين إلى مصادرهم الأصلية أو إلى صفحات الشراء بسهولة ووضوح. في المقابل، اتجهت منصة X مؤخراً إلى تقليل بروز الروابط – أو حتى حجبها أحياناً – مما أحبط محتوى الكثيرين وأثر على حجم الزيارات نحو مواقعهم الشخصية.
ويأتي هذا التحوّل في Threads مجانياً بالكامل، على عكس ما اختارته X، حيث ربطت إمكانية نشر منشورات أطول باشتراكات مالية. ميتا أكدت أيضاً أنها لا تخطط لتحويل هذه الميزة إلى أداة ربحية على المدى القريب، بل تهتم حالياً بتلبية احتياجات مجتمعها وتلقّي التغذية الراجعة حول مزايا التنسيق والعرض الجديدة.
والتوسع في دعم المحتوى النصي لا يأتي بمعزل عن الواقع التقني. فقد لاحظت الشركة أن فئة واسعة من المستخدمين يلجؤون إلى لقطات الشاشة لمشاركة نصوص الكتب والمقالات المطوّلة، فقررت ميتا الاستجابة بإطلاق هذه الخاصية رسمياً لتفتح آفاقاً جديدة للنقاش والحوار والترويج.
أما فيما يتعلّق بتقنيات الفيدرالية (التي تتيح اندماج Threads مع منصات اجتماعية لا مركزية مثل Mastodon)، أوضحت ميتا أن النصوص المطوّلة حالياً لن تُفهرس على محركات البحث ولن تظهر بعد في الأنظمة الاجتماعية المفتوحة، لكنها تدرس هذا الأمر بجدية لمواكبة متطلبات مجتمع الإنترنت المتطوّر.
هكذا يصبح بإمكانك الآن – سواء كنت صحفياً أو روائياً أو حتى صاحب نشرة بريدية – الانطلاق إلى جمهور أوسع بنصك الأصلي، مع سهولة دمج الروابط وزيادة تأثيرك دون فرض أي رسوم مالية.
مستقبل محتوى شبكات التواصل الاجتماعي
إن هذا التحول يعكس منافسة متجددة بين عملاقي التواصل الاجتماعي في جذب فئات الكتاب وصنّاع المحتوى والمؤثرين، مع تغييرات مستمرة في طريقة تعامل المستخدمين مع حدود النص، وإمكانية الترويج للأعمال الشخصية مجاناً. ومن المرجح أن نشهد في الأشهر المقبلة ابتكارات إضافية، لا سيما أن ميتا تَعِد بالاستماع لملاحظات مجتمعها وتطوير تحديثات تلائم بيئة الاتصالات الرقمية دائمة التغيّر.
تجلّت هنا صور المنافسة بين Threads وX بوضوح؛ الأول يركز على إبراز حرية التعبير وتيسير نشر الأفكار والمقتطفات، والثاني يحاول الحفاظ على قاعدته المالية. وبالنتيجة، يبقى المستفيد الأول هو المستخدم الساعي لمساحة أكبر من الحرية والابتكار في شبكة اجتماعية مرنة.
في الختام، يبدو أن عالم المنصات الاجتماعية مقبل على جولة جديدة من المنافسة الشرسة، حيث يُعاد تعريف حدود التعبير في العصر الرقمي، ويبقى الرهان معلقاً على رضى المستخدمين وقدرتهم على الاستفادة من هذه التحولات لصالحهم. فكلما كان الصوت أوضح والعرض أسهل، زادت مساحة الإبداع وحرية الرأي في الفضاء الرقمي.