ذكاء اصطناعي

إيلون ماسك يرفض دعوة رئيس صندوق الثروة السيادي النرويجي الذي تبلغ قيمته 1.4 تريليون دولار وسط خلاف على تعويضات الـ 100 مليار دولار

فريق العمل
فريق العمل

3 د

رفض إيلون ماسك دعوة عشاء مع رئيس صندوق الثروة السيادي النرويجي بعد تصويت الأخير ضد حزمة تعويضاته البالغة 100 مليار دولار.

اعتبر ماسك موقف الصندوق "خيانة" شخصية وأرسل رسالة مباشرة تعكس استياءه من القرار.

زاد تسريب الرسائل بسبب قوانين الشفافية النرويجية من حدة التوتر بين الجانبين.

يندرج الخلاف ضمن معركة قانونية أوسع حول تعويضات ماسك، التي ألغتها محكمة أمريكية، رغم دعم المساهمين لها.

في خطوة تعكس توتر العلاقات بين إيلون ماسك وأحد أكبر المستثمرين في شركة تسلا، رفض الملياردير الأمريكي دعوة عشاء كان من المقرر أن تجمعه مع عدد من كبار قادة الأعمال العالميين، والسبب لم يكن ازدحام جدول أعماله، بل خلاف حاد مع الصندوق السيادي النرويجي، أحد أبرز المساهمين في شركته.


خلافات مالية تتحول إلى مواجهة شخصية

تفجرت الأزمة بين ماسك وصندوق "Norges Bank Investment Management" (NBIM)، الذي يدير أصولًا بقيمة 1.4 تريليون دولار، بعد تصويت الصندوق ضد الموافقة على حزمة تعويضات ضخمة لماسك بلغت قيمتها 100 مليار دولار، وهي الصفقة الأكبر من نوعها في تاريخ الشركات. ولم يكن هذا التصويت الأول من نوعه، فقد سبق للصندوق أن عارض الصفقة نفسها في عام 2018، مشيرًا إلى مخاوف تتعلق بحجم التعويضات، وتأثيرها على هيكلة الأسهم، والاعتماد المفرط على ماسك.

ماسك اعتبر هذا الموقف بمثابة "خيانة" شخصية، حيث كشفت رسائل نصية خاصة أنه رفض دعوة العشاء التي وجهها له نيكولاي تانغن، رئيس الصندوق السيادي النرويجي، مع كبار رجال الأعمال في أوسلو، قائلاً في رسالة نصية مباشرة: "عندما أطلب منك خدمة -وهو أمر نادر الحدوث- وترفضها، فلا تطلب مني أي شيء حتى تقدم شيئًا ملموسًا لتصحيح الوضع. الأصدقاء يتصرفون كالأصدقاء".


رد دبلوماسي من الجانب النرويجي

في المقابل، جاء رد تانغن متزنًا، حيث كتب: "أُقدِّر ذلك تمامًا وأتفهم موقفك. بصفتنا مستثمرين كبارًا، نحن نشجعك ونتمنى لك التوفيق في كل شيء".

لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد.


تسريب الرسائل وتصاعد التوتر

كان يمكن لهذا الخلاف أن يظل طي الكتمان، لكن القوانين النرويجية التي تفرض الشفافية في المراسلات الرسمية أدت إلى كشف هذه الرسائل أمام الصحافة. وعندما انتشرت عبر وسائل الإعلام، لم يكن ماسك راضيًا، بل توجه إلى تانغن مستفسرًا عن كيفية تسريبها. الأخير أكد له أن الرسائل لم تُسرَّب بشكل غير قانوني، بل تم الوصول إليها ضمن السجلات الرسمية المتاحة للجمهور وفقًا للقوانين المحلية.

إلا أن ذلك لم يُهدئ غضب ماسك، الذي وصف تانغن في محادثة خاصة مع طرف ثالث بأنه "سياسي خطير" يستغل الصندوق السيادي للترويج لنفسه.


جدل مستمر حول تعويضات ماسك

الخلاف مع الصندوق السيادي النرويجي يأتي في سياق جدل قانوني أوسع حول تعويضات ماسك الضخمة، والتي ألغتها محكمة ديلاوير العليا في يناير الماضي، بسبب مخاوف حول استقلالية مجلس إدارة تسلا عند إقرار الصفقة. ورغم هذه العقبة القانونية، يظل ماسك أغنى شخص في العالم بثروة تقدر بـ 417 مليار دولار، مستفيدةً من القيمة السوقية لتسلا التي تجاوزت 1.3 تريليون دولار.

جدير بالذكر أن سهم تسلا شهد ارتفاعًا بنسبة 60% منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، ما زاد من قيمة الشركة بشكل ملحوظ.


علاقة متوترة بين ماسك والنرويج

ذو صلة

ما حدث بين ماسك وصندوق الثروة السيادي النرويجي يعكس نهج الملياردير المعروف بعدم التسامح مع من يعارضه في القرارات الاستراتيجية. فرغم أن الصندوق النرويجي لا يزال أحد أكبر المستثمرين في تسلا، إلا أن علاقته بماسك تبدو متوترة أكثر من أي وقت مضى.

ربما كان تانغن يأمل في تهدئة الأجواء من خلال دعوة غير رسمية على العشاء، لكن رد ماسك حمل رسالة واضحة: "من يعارضني، لا يتوقع مني كرم الضيافة".

ذو صلة