بعد حظر ويندوز… هواوي تطلق HarmonyOS Next وتسعى لمليار مستخدم

ماذا لو أخبرتك أن العلامة التجارية التي عرفناها سابقاً من خلال هواتفها الذكية، في طريقها الآن لإحداث ثورة واسعة في عالم الكمبيوتر المحمول؟ هواوي، العملاق الصيني المعروف الذي تجاوز أزمات العقوبات الأمريكية، يبدو أنه على وشك خطوة نوعية جديدة بتخليه تماماً عن نظام التشغيل ويندوز من مايكروسوفت، لصالح نظام تشغيلها الخاص "HarmonyOS".

بداية القصة تعود إلى عام 2019، حين حُرمت هواوي من التعاون مع جوجل ونظام أندرويد، لتُطلق بعد ذلك نظام تشغيلها الخاص HarmonyOS أو كما يعرف بالصينية "هونغ مينغ". انطلق النظام في بداياته على الشاشات الذكية والتلفزيونات، ثم سرعان ما امتد إلى الهواتف الذكية في 2021، ليحقق انتشاراً واسعاً ويتوسع لأكثر من 900 مليون جهاز حول العالم وصولاً لنهاية عام 2024.

وهذا التحوّل الكبير في الاعتماد على HarmonyOS، لم يكن فقط استجابة للأزمات، بل أصبح اليوم رؤية استراتيجية طويلة الأجل للشركة. مؤخراً حققت هواتف هواوي تفوقاً لافتاً على آبل داخل الصين، بحصة سوقية بلغت 19% مقابل 17% لمنتجات التفاحة الأمريكية، وهي أرقام تعكس القبول القوي للنظام من المستخدمين.

ولعل أحد أكبر التحديات التي تواجه هواوي حالياً، هي انتهاء صلاحية ترخيصها مع نظام التشغيل ويندوز في مارس 2025، دون وجود فرصة لتجديده بفعل العقوبات الأمريكية القائمة. مما جعله أمراً محتوماً بأن يتولى HarmonyOS الدور الكامل في إدارة وتشغيل حواسيب هواوي القادمة.

ومن هنا تتضح أهمية الإصدار القادم من نظام التشغيل HarmonyOS، والذي أُطلق عليه اسم HarmonyOS Next. هذا الإصدار مختلف تماماً عمّا سبق؛ فهو ليس مجرد تعديل من نظام أندرويد، بل تم تطويره بالكامل وبشكل مستقل داخل هواوي. وحسب التصريحات، فإن Laptop جديداً مجهول الاسم سيتم إطلاقه خلال الفترة القريبة القادمة، يعمل بالنسخة الخامسة من النظام والتي ستوفر تجربة استخدام مشابهة للأجهزة المحمولة، مع دعم كبير لتطبيقات المكتب مثل WPS وعدة تطبيقات إنتاجية معتادة.

هذا الانسجام الكبير بين مختلف الأجهزة الذكية والمحمولة ضمن إطار نظام واحد متكامل، قد يُذكّر البعض باستراتيجية آبل الناجحة في التكامل ما بين أجهزتها وأنظمتها التشغيلية (iOS، iPadOS وmacOS). والطموحات أمام HarmonyOS لا تقف عند الصين بل تنظر إلى السوق العالمي، كأحد البدائل الجدية لنظام ويندوز، خاصة في المناطق التي تفرض عليها الولايات المتحدة قيوداً صارمة.

لكن في حال استمرّت هواوي في استخدام معالجات من شركات مثل AMD أو Intel، قد تبقى أمام المستخدمين خيارات تثبيت أنظمة تشغيل بديلة أو حتى استخدام أنظمة لينكس جنباً إلى جنب مع نظام HarmonyOS في صيغة ثنائية التشغيل (dual-boot).

وفي خلاصة القول، تدرك هواوي أن الطريق لاستبدال أنظمة تشغيل كبيرة مثل ويندوز لن يكون مفروشاً بالورد، ولكن مع النجاح الحالي لـHarmonyOS والتجاوب المتزايد من المستخدمين، فمن المتوقع أن تضاعف الشركة جهودها، وأن تزيد تركيزها على توفير بيئة متكاملة للمستخدمين تضمن الانتقال بسلاسة من ويندوز لأجهزتها الجديدة. ولإضفاء وضوح أكبر، قد يكون من المناسب في الإصدارات القادمة تسليط الضوء بشكل أكبر على التطبيقات العالمية المتوافقة مع HarmonyOS Next، ما يطمئن المستخدمين الحاليين ويسهّل عليهم قرار التحوّل نحو النظام الجديد.