جوجل تطالب 2 مليار مستخدم بشكل عاجل: غيروا كلمات المرور الخاصة بحسابات الـ Gmail فوراً!

3 د
توجه جوجل مستخدميها لتغيير كلمات المرور لحماية الحسابات من الهجمات المتزايدة.
يوصى باستخدام "مفاتيح المرور" بدلاً من كلمات السر التقليدية للحماية القوية.
مفاتيح المرور تربط الحساب بالجهاز عبر بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه.
هذه التقنية تصعب سرقة البيانات وتقاوم هجمات المخترقين كالفوترة والتصيّد.
الانتقال لمفاتيح المرور يعتبر ضرورة لحماية معلوماتنا من التهديدات الإلكترونية.
هل ما زلت تستخدم كلمة السر نفسها لحساب بريدك الإلكتروني على جيميل منذ سنوات؟ حسناً، ربما حان الوقت لأن تأخذ هذا الموضوع بجدية أكبر. فاليوم، جوجل تطالب حوالي ملياري مستخدم في العالم بتغيير كلمة المرور فوراً، حفاظاً على أمن حساباتهم من الهجمات الإلكترونية المتزايدة.
بحسب إيفان كوتسوفينوس، نائب الرئيس في جوجل والمسؤول عن خصوصية المستخدم، فإن نحو 61 بالمئة من مستهلكي الولايات المتحدة واجهوا محاولات اختراق إلكترونية خلال الفترة الماضية. هذا الرقم ليس رقماً بسيطاً، فوقوع ثلث مستخدمي الإنترنت ضحية لاختراقات البيانات يشير إلى مدى خطورة الأمر. لذلك، لم يعد من المقبول أن نستمر في استخدام كلمات مرور ضعيفة أو قديمة، لأن الأمر يتعلق بأمان معلوماتنا الشخصية وأموالنا وملفاتنا الخاصة.
ويبدو واضحاً أن جوجل تسعى اليوم للانتقال خطوة أبعد من مجرد المطالبة بتغيير كلمة المرور التي اعتدنا عليها. فبحسب الشركة، ينبغي لنا أن نستبدل كلمات المرور التقليدية بحل تقني أكثر قوة وأماناً يُسمى \"مفتاح المرور\" (Passkey). ومفتاح المرور هذا ليس كلمة سر جديدة، وإنما وسيلة تعتمد على ربط حسابك بالجهاز الذي تستخدمه، مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، ما يجعل من المستحيل على المخترقين أن يسرقوا أو يخمنوا هذه المفاتيح أو حتى أن يخدعوها باستخدام طرق الاختراق المعتادة.
وهذا يربط بشكل وثيق بين النصيحة الجديدة وما تهدف جوجل لتحقيقه على المدى الطويل فيما يتعلق بأمان المستخدم. فقد أصبحت الحلول الأمنية التقليدية مثل كلمات السر المعتادة ضعيفة وهشة أمام الاختراقات الحاصلة اليوم، خصوصاً الهجمات المدعومة بأدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تستخدمها العصابات الإلكترونية خلال الأشهر الماضية.
ولكن، ما الذي يجعل مفاتيح المرور هذه آمنة إلى هذا الحد؟ يقول ستيف وون، مسؤول تطوير المنتجات في شركة 1Password المتخصصة في إدارة كلمات المرور، إن مفتاح المرور يتكون من جزئين: مفتاح عام محفوظ على خادم مقدم الخدمة (مثل جوجل)، ومفتاح خاص محفوظ داخل جهاز المستخدم، يستحيل أن يعرفه المخترق أو يحصُل عليه لأنه لا يغادر جهاز المستخدم أبداً. يؤدي هذا إلى منع أنواع كثيرة من الهجمات الإلكترونية، مثل هجمات القوة العمياء وهجمات التصيد الاحتيالي.
وكما تُوضح الشركة، عند اختيارك لاستخدام مفتاح المرور الجديد في حساب جيميل الخاص بك، لن يؤثر ذلك سلباً على طرق التحقق أو خطوات المصادقة الثنائية (2FA) التي تستخدمها مسبقاً. كل ما يقوم به مفتاح المرور هو التأكد من وجودك الفعلي كمستخدم عبر جهازك الآمن، دون أن تحتاج إلى كتابة كلمات مرور معقدة أو الانتظار لإدخال رموز التحقق.
إذاً، فالأمر بسيط وضروري بنفس الوقت: التغيير مطلوب الآن. يُنصح باستخدام مفتاح المرور بدل كلمتك السرية التقليدية، لأنه أقوى وأكثر أمناً وأسهل استخداماً. ربما يجد بعض المستخدمين الإعداد والاعتياد على هذه الطريقة الجديدة صعباً في البداية، لكن الفوائد الأمنية وأهمية حماية معلوماتنا تبرر هذا التغيير بلا شك.
في النهاية، رسالة جوجل للمستخدم واضحة وصريحة: توقف عن استخدام كلمات المرور التقليدية الآن. حان الوقت للانتقال نحو عصرٍ جديد في الأمن الإلكتروني باستخدام مفاتيح المرور التي تضمن حماية بياناتك بشكل أفضل وأسهل. ربما يبقى التحدي الأكبر هو إقناع المستخدمين بالاستجابة لهذه الدعوات، خاصةً ممن اعتادوا على استخدام كلمة واحدة لسنوات دون مشاكل ظاهرة. مع ذلك، يبقى الوقاية خير من العلاج—وخطوة صغيرة كهذه قد تحمينا من السرقة الإلكترونية والخسائر الفادحة التي ربما لا يمكن تداركها مستقبلاً.