جيل “Z” في مواجهة تحديات غير مسبوقة: أزمات نفسية واقتصادية واجتماعية مبكرة
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-2025-02-03T071805.551.png&w=3840&q=75)
3 د
يعاني جيل "Z" من تزايد القلق والاكتئاب بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية.
يجعل ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم استقرار الوظائف تحقيق الاستقلال المالي أكثر صعوبة.
هناك تحولات جذرية في القيم الاجتماعية، حيث يتجه الشباب نحو الاستقلالية وتأجيل الالتزامات التقليدية.
رغم التحديات، يتمتع هذا الجيل بمرونة وقدرة على التكيف مع المتغيرات من خلال استغلال التكنولوجيا والفرص الجديدة.
في ظل عالم متسارع التغير، يواجه جيل "Z"، الذي يشمل الشباب المولودين بين عامي 1997 و2012، مجموعة من التحديات التي لم تواجهها الأجيال السابقة بنفس الحدة. فقد كشفت دراسة حديثة أن هذا الجيل يعاني من انخفاض حاد في الصحة النفسية والعقلية، بالإضافة إلى أزمات اقتصادية واجتماعية تؤثر على جودة حياتهم ومستقبلهم. والأخطر من ذلك، أن العديد من أفراده يمرون بما يشبه "أزمة منتصف العمر" ولكن في مرحلة مبكرة من حياتهم، حيث يشعرون بالإرهاق النفسي والتوتر المزمن دون أن يكونوا قد استقروا مهنياً أو اجتماعياً بعد.
الصحة النفسية والعقلية: معاناة متزايدة
أظهرت الدراسات أن مستويات القلق والاكتئاب بين شباب جيل "Z" وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أصبحوا أكثر عرضة للشعور بالتوتر والضغوط النفسية مقارنة بالأجيال التي سبقتهم. ومن أبرز الأسباب التي ساهمت في هذا التدهور النفسي:
- وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها السلبية: على الرغم من أن هذا الجيل يُعرف بأنه الأكثر تواصلاً رقمياً، إلا أن هذه الوسائل أصبحت مصدرًا رئيسيًا للمقارنات الاجتماعية السلبية، مما يؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس والشعور بعدم الكفاية، يستخدم هذا الجيل منصات غير تقليدية لدى الكثير، إذ أنّ جيل “زد” يختفي على فيسبوك فهم يقضون وقتًا أطول على منصات مثل تيك توك وإنستغرام وسناب شات.
- ضغوط التوقعات العالية: مع التغيرات السريعة في سوق العمل، أصبح الشباب يشعرون بضغط هائل لتحقيق النجاح في وقت قياسي، وهو ما يسبب لهم توتراً دائماً.
- العزلة الاجتماعية: بالرغم من توافر التكنولوجيا، يعاني العديد من شباب جيل "Z" من صعوبة في بناء علاقات اجتماعية حقيقية، حيث يفضل الكثير منهم التفاعل عبر الإنترنت بدلاً من التواصل المباشر، مما يؤدي إلى تزايد مشاعر الوحدة والعزلة.
الأزمة الاقتصادية: بين عدم الاستقرار وارتفاع تكاليف المعيشة
لا تتوقف مشاكل جيل "Z" عند حدود الصحة النفسية فقط، بل تمتد إلى الجانب الاقتصادي الذي يشكل تهديدًا حقيقياً لاستقرارهم. فقد أظهرت التقارير أن هذا الجيل يواجه صعوبات حقيقية في تحقيق الاستقلال المالي، بسبب عدة عوامل رئيسية:
- عدم استقرار الوظائف: مع انتشار نماذج العمل الحر والعمل عن بعد، أصبح من الصعب على الشباب تأمين وظائف ثابتة تضمن لهم الأمان المالي على المدى الطويل.
- ارتفاع تكاليف المعيشة: الإسكان، التعليم، والرعاية الصحية أصبحت أكثر تكلفة من أي وقت مضى، مما يجعل تحقيق الاستقرار المالي أمراً بالغ الصعوبة.
- ديون التعليم: في العديد من الدول، يجد الشباب أنفسهم مثقلين بالديون الدراسية التي تستنزف مواردهم المالية لسنوات طويلة بعد التخرج.
التحولات الاجتماعية: إعادة تعريف مفاهيم الحياة التقليدية
من ناحية أخرى، يعيش جيل "Z" تحولات اجتماعية جذرية انعكست على مفاهيم الزواج، الأسرة، والحياة المهنية. فبينما كانت الأجيال السابقة تسعى إلى الزواج والاستقرار في سن مبكرة، يميل أفراد هذا الجيل إلى تأجيل الارتباط العاطفي والانشغال بتحقيق الذات أولاً. كما أن العديد منهم يفضلون العيش بمفردهم أو مشاركة السكن مع الأصدقاء بدلاً من الالتزام بنمط الحياة التقليدي.
هل هناك أمل في تجاوز هذه التحديات؟
رغم كل هذه الصعوبات، لا يمكن إنكار أن جيل "Z" يتمتع بمرونة كبيرة وقدرة على التكيف مع المتغيرات. فهم أكثر وعياً بالتحديات التي يواجهونها، ولديهم رغبة قوية في إيجاد حلول جديدة تتماشى مع عصرهم. كما أن التطور التكنولوجي يمنحهم فرصاً غير مسبوقة لتحقيق النجاح بطرق مبتكرة، مثل ريادة الأعمال والعمل الحر والاستثمار في المهارات الرقمية.
في النهاية، يواجه جيل "Z" تحديات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة، لكنهم في المقابل يمتلكون الأدوات التي تؤهلهم لإيجاد حلول مبتكرة لهذه الأزمات. المستقبل قد يكون صعبًا، لكنه في ذات الوقت يحمل فرصًا جديدة لمن يستطيعون التأقلم والتكيف مع متغيراته.