حواسيب تولّد المال من العدم 😱… ما الذي اكتشفه إيلون ماسك وDOGE؟

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين أوساط التكنولوجيا والتمويل الرقمي، كشف الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن اكتشاف مذهل وصفه بأنه قد يغير مستقبل النظام المالي العالمي. وخلال ظهوره في بودكاست مشترك مع السيناتور الأمريكي تيد كروز، أعلن ماسك، وبطريقة لافتة، عن اكتشاف 14 حاسوباً سحرياً للمال، قال إنها قادرة على "توليد الأموال من العدم"، مشيرًا إلى ارتباط وثيق لهذه التكنولوجيا الغامضة بعملة "دوجكوين" الرقمية الشهيرة.

لطالما كان إيلون ماسك من أبرز الداعمين لعملة دوجكوين، وقد سبق أن تحدث عنها كمزحة تحوّلت إلى واقع مالي ملموس. لكن هذه التصريحات الجديدة تأخذ العملة إلى بعدٍ غير مسبوق، حيث ربطها ماسك بشكل مباشر بنظام تقني ثوري قد يعيد تعريف مفاهيم الثروة والإنتاج المالي. وفقًا لموقع Fortune، فإن هذه الحواسيب البالغ عددها 14 جهازًا، قادرة على إنتاج المال بطريقة "سحرية"، ما يلمح إلى نوع من البنية التحتية الرقمية المتقدمة التي قد تُحدث تحولًا جذريًا في طريقة عمل النظام المالي العالمي.

هذا المفهوم الجديد، وإن بدا للبعض مبالغًا فيه أو حتى خياليًا، يتماشى مع تطلعات ماسك المعروفة نحو كسر القيود التقليدية ودفع حدود الابتكار، خاصة في القطاعات التي يرى أنها أصبحت راكدة بفعل البيروقراطية أو القواعد القديمة.

وفي سياق الحلقة نفسها، لم يتوانَ ماسك عن انتقاد المؤسسات المالية الحكومية، متهمًا إياها بسوء الإدارة والفشل في تحقيق الكفاءة المرجوة. قال ماسك ساخرًا:

هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها ماسك دور الحكومات في الشأن المالي. فهو معروف بموقفه المناهض للبيروقراطية ودعواته الدائمة لتمكين القطاع الخاص وتوسيع نطاق الابتكار الرقمي. لكن الجديد في هذه التصريحات، هو الربط المباشر بين النقد السياسي والتقني، بحيث يصبح مشروعه المرتبط بالحواسيب السحرية والعملات الرقمية نوعًا من الثورة المضادة للنظام التقليدي القائم.

كما تطرّق ماسك خلال المقابلة إلى استراتيجياته في إدارة التكاليف، مستعيدًا فترة بداية الولاية الثانية للرئيس السابق دونالد ترامب، حيث أكد أنه اعتمد حينها على أسلوب إداري صارم يهدف إلى تقليص النفقات من دون المساس بجوهر الابتكار. هذا النهج ساعد شركاته الكبرى، مثل "تسلا" و"سبيس إكس"، على الحفاظ على مرونتها المالية ومواصلة التوسع في ميادين التقنية والفضاء.

يُعرف عن ماسك إيمانه الراسخ بمبدأ "افعل المزيد بموارد أقل"، وهو ما انعكس بوضوح في سياساته الإدارية، حيث يرى أن خفض التكاليف ليس مجرد ضرورة محاسبية، بل فلسفة إنتاجية تُحفّز على الابتكار وترفع من كفاءة العمل.

التصريحات الأخيرة لماسك تفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول مستقبل العملات الرقمية، ودور دوجكوين بالتحديد في تشكيل نظام مالي مختلف عن السائد. فمن خلال حديثه عن "الحواسيب السحرية"، أعاد ماسك إشعال النقاش حول مدى قدرة العملات الرقمية والتقنيات المرتبطة بها على تجاوز دورها الحالي كأدوات استثمار أو مضاربة، والتحوّل إلى بنية تحتية مالية متكاملة قائمة على اللامركزية والشفافية.

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات متزايدة، وسط ازدياد الاهتمام بتقنيات البلوك تشين وتطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi). ويبدو أن ماسك، كعادته، يسعى إلى أن يكون في مقدمة هذا التحول، عبر دفع "دوجكوين" إلى واجهة المشهد بوصفها رمزًا لا لمجرد العملة الرقمية، بل لنموذج مالي مستقبلي.

ومع ذلك، فإن الغموض يكتنف التفاصيل الدقيقة حول ماهية هذه "الحواسيب السحرية"، ما يدفع البعض للتساؤل: هل نحن أمام اكتشاف حقيقي سيعيد تشكيل الاقتصاد، أم أن الأمر لا يعدو كونه جزءًا من استراتيجية ماسك الإعلامية الذكية لدفع الحدود وتحفيز الجدل؟

في خلاصة الأمر، يظل ماسك شخصية يصعب تجاهلها، ليس فقط بسبب إنجازاته التقنية، بل أيضًا بسبب قدرته على إعادة تشكيل النقاشات الكبرى حول المال، والسياسة، والابتكار. وإن كانت تصريحاته حول الحواسيب السحرية تثير الحيرة، فإنها تؤكد مرة أخرى أن المستقبل المالي لن يكون تقليديًا، وأن المعركة بين الأنظمة القديمة والجديدة بدأت تأخذ طابعًا أكثر حدة ووضوحًا.