رهان جديد من سام ألتمان: “رفيق ذكاء اصطناعي” صغير الحجم يطمح ليكون ثالث أهم جهاز في حياتنا

في خطوة قد تعيد تعريف علاقتنا بالأجهزة الذكية، كشف الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، أن الرهان القادم للشركة لن يكون جهازًا قابلاً للارتداء، بل جهازًا صغيرًا، بلا شاشة، يتسم بإدراك بيئي متطور لما يحيط بالمستخدم، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في 21 مايو 2025.

وصف ألتمان الجهاز الجديد بأنه سيكون "الرفيق الذكي" التالي، صغير بما يكفي ليُحمل في الجيب أو يُوضع على المكتب، لكنه قوي بما يجعله يُصنّف ضمن "الأجهزة الثلاثة الأساسية" في حياة المستخدم المعاصر، إلى جانب الماكبوك برو والآيفون.

يأتي هذا الكشف في أعقاب إعلان OpenAI عن استحواذها على شركة io الناشئة في صفقة تبادل أسهم بلغت 6.5 مليار دولار، وهي شركة أسسها مصمم Apple الأسطوري جوني آيف في العام 2024. ومن المتوقع أن يلعب آيف دوراً محورياً في تصميم الجهاز الجديد، بالاستفادة من فلسفته التصميمية التي صاغت تاريخ Apple.

ورأى ألتمان في هذه الشراكة فرصة لإطلاق فئة جديدة تمامًا من الأجهزة، تختلف جذريًا عن الهواتف، الأجهزة القابلة للارتداء، أو النظارات الذكية، معتبراً أن هذا النوع من الابتكار قد يضيف تريليون دولار إلى القيمة السوقية لـ OpenAI.

وفي حديثه للموظفين داخل الشركة، شدد ألتمان على أهمية السرية التامة في مراحل تطوير المنتج، مشيراً إلى أن الكشف المبكر عن المفهوم أو تفاصيل التصميم قد يدفع المنافسين إلى نسخ الجهاز قبل إطلاقه. اللافت أن تسجيلًا صوتيًا من الاجتماع تسرّب لاحقًا إلى وول ستريت جورنال، ما يثير تساؤلات حول مدى ثقة ألتمان بفريقه، ومدى استعداده لمشاركة المزيد من التفاصيل مستقبلاً.

يشير هذا التوجه من OpenAI إلى مرحلة جديدة في تصميم الأجهزة الذكية، حيث يتم التخلي عن الشاشات والتفاعل المرئي لصالح الذكاء السياقي والصوتي، وهو ما يتماشى مع تطور المساعدات الذكية مثل ChatGPT.

إذا نجح هذا الجهاز في أداء مهامه كـ"رفيق ذكي"، فإنه قد يغيّر طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا جذريًا، تمامًا كما غيّر الهاتف الذكي مشهد الاتصال والمعلومات قبل 15 عامًا.