ذكاء اصطناعي

صدمة لـ HubSpot: خسارة 80% من زياراتها!! هل حان وقت إعادة التفكير في إستراتيجيات المحتوى؟

فريق العمل
فريق العمل

4 د

فقدت HubSpot نحو 80% من زياراتها العضوية منذ 6 مارس 2024، بما يعادل حوالي 400 ألف زائر شهرياً.

هذا التراجع يشمل صفحات عديدة تناقش موضوعات عامة لا ترتبط جذرياً بمجال الشركة الأساسي.

قد لا تؤثر الخسارة مادياً في الشركة نظراً لإيراداتها الضخمة، لكنها تُشكِّل ضربة رمزية لسمعتها في مجال SEO.

يرى خبراء أنّ على HubSpot اتخاذ إجراءات سريعة تشمل تدقيق المحتوى والروابط والع Authors، ووقف النشر لحين معالجة جوانب القصور.

يبدو أن شركة HubSpot، المعروفة عالمياً بخدمات التسويق الرقمي وبرامج إدارة علاقات العملاء، تمرّ بمنعطف حاسم منذ السادس من مارس 2024، إذ تشير البيانات إلى فقدانها نحو 80% من حركة الزيارات العضوية (SEO) على صفحاتها المختلفة. وبحسب أرقام منشورة في تقارير الأداء الرقمي، فإنّ هذا التراجع يُقدَّر بحوالي 400 ألف زائر شهرياً. ورغم أنّ HubSpot تُصنَّف كواحدة من أبرز منصّات التسويق الإلكتروني عالمياً، فإنّ هذه الخسارة تطرح تساؤلاتٍ كبرى حول ما إذا كانت الشركة ستُعيد التفكير في نهجها التحريري ونوعية الموضوعات المنشورة على مدوناتها ومواقعها الفرعية.


مؤشرات الخسائر وآثارها المحتملة

وفق الإحصاءات الأخيرة، شمل التراجع الحاد في حركة زيارات HubSpot مواضيع مختلفة، أبرزها:

  • أشهر الاقتباسات في مجال المبيعات (Famous sales quotes).
  • نماذج خطابات التغطية (Cover letter examples).
  • نماذج خطابات الاستقالة (Resignation letter examples).
  • أفكار المشروعات الصغيرة (Small business ideas).
  • إجابة سؤال: ما أكبر نقطة ضعف لديك؟ (What is your greatest weakness?).
  • برامج التسويق بالعمولة (Affiliate programs).

قد تبدو هذه الموضوعات للوهلة الأولى جذابة لجمهور واسع؛ فهي تجمع بين النصائح المهنية والعبارات الملهمة وأفكار ريادة الأعمال. ومع ذلك، تشير بعض التحليلات إلى أنّ التوسع في محتوى لا يرتبط ارتباطاً عضوياً برسالة الشركة الأساسية قد يُضعف مصداقيتها ويجعلها هدفاً لتحديثات محرّكات البحث التي باتت تُعاقب المحتوى “المشوَّش” أو البعيد عن المجال التخصصي الواضح.


لماذا تراجعت HubSpot؟

يرى مراقبون مختصون في مجال تحسين محركات البحث (SEO) أنّ استراتيجية HubSpot في استقطاب عدد ضخم من القرّاء عبر مواضيع عامة أو شديدة التنافسية لم تعُد مُجدية كما كانت في الماضي، خصوصاً مع تحديثات جوجل الأخيرة التي باتت تحارب ما يُعرَف بالمحتوى المتناثر أو غير ذي الصلة الأساسية بنشاط الموقع.

ورغم أنّ خسارة هذا الحجم من الزيارات قد لا تُلحق ضرراً مادياً ضخماً بشركةٍ تحقق إيرادات بمليارات الدولارات، إلا أنّ التأثير المعنوي على سمعتها التسويقية قد يكون مقلقاً. فمن المعروف أنّ HubSpot تحرص على تقديم نفسها بوصفها رائدةً في مجال SEO والتسويق الداخلي (Inbound Marketing)، وتُسوِّق لخدماتها بوصفها حلولاً متكاملة لتعزيز ظهور الشركات على محركات البحث. وبذلك، فإنّ أي “ضربة” في هذا المجال قد تُفسَّر على أنّها خلل يحتاج إلى معالجة سريعة.


تداعيات طويلة الأمد

يشير خبراء رقميون إلى أنّ تراكم أعدادٍ كبيرةٍ من الصفحات ذات الأداء المنخفض أو المواضيع غير ذات الصلة قد يضرّ بباقي أقسام الموقع ويحطّ من تصنيفها على محركات البحث. وبالنسبة إلى HubSpot، التي تعتمد على سمعتها القوية في مجال التسويق الرقمي، قد يصبح هذا التراجع جرس إنذار بضرورة إعادة النظر في المحتوى وفي أسلوب الارتباط بالمواقع الخارجية (Outbound Links)، إضافةً إلى أهمية حذف أو دمج الصفحات القديمة أو الضعيفة.

وفي الوقت نفسه، يرى كثيرون أنّ انتقال HubSpot إلى البيع لشريحة عملاء أكبر و”أكثر احترافية” في مجالات التسويق والتحليل يجعلها أقل تأثراً من الناحية المالية، لكن المسألة تظلّ مُتعلّقة بقيمتها الرمزية والاعتبارية وسط نخبة المنافسين.


توصيات عاجلة للخروج من الأزمة

بحسب آراء مطّلعين على صناعة المحتوى الرقمي، فإنّ هناك عدداً من الخطوات الملحّة التي ينبغي لعملاق التسويق HubSpot التفكير فيها لتجاوز هذه المرحلة:

  • إزالة المحتوى غير الملائم: ويشمل ذلك إعادة توجيه الصفحات غير ذات الصلة أو دمجها مع صفحات أخرى أقرب لمجال الشركة، أو حتى حذفها جذرياً إذا لم تعد تقدّم قيمة حقيقية للزوّار.
  • مراجعة الروابط الخارجية: يشتبه البعض في أنّ تحديثات مكافحة الرسائل المزعجة (Spam Update) من جوجل قد يكون لها دور في التراجع، ما يتطلب تدقيقاً شاملاً في الروابط الصادرة وترشيدها لضمان الجودة.
  • تحديث الصفحات الرئيسية: من المهم إعادة صياغة المحتوى القديم أو الذي فقد بريقه، ورفده بآراء خبراء ومعلومات معمقة تعزّز موثوقية الموقع.
  • التحقق من مصداقية الكُتّاب: ينبغي مراجعة أسماء الكتّاب على الموقع والتأكّد من امتلاكهم الخبرة والمصداقية المطلوبة في مجالاتهم، ما يمنح الشركة مصداقية أعلى أمام محركات البحث والجمهور.
  • وقف النشر الجديد مؤقتاً: قد تكون فترة استراحة لمدة ثلاثة أشهر ضرورية لفهم الخلل وضمان توجيه الموارد والجهود لتحسين المحتوى الحالي قبل إصدار محتوى جديد.
  • إعادة النظر في البنية التقنية: قد يشمل ذلك نقل المدونة من نطاقٍ فرعي (Subdomain) إلى النطاق الرئيسي (Root Domain) إذا كان ذلك يخدم استراتيجية SEO بصورة أفضل.
ذو صلة

ضرورة مراجعة جذرية

الضجة المحيطة بتراجع HubSpot قد تقدّم درساً مهماً للجميع في صناعة التسويق الرقمي: لا يمكن الاعتماد دوماً على استراتيجيات قديمة أو محاولة جذب أكبر عدد ممكن من الزيارات بأيّ ثمن. فالرهان اليوم بات منصبّاً على جودة المحتوى وارتباطه المباشر بالعلامة التجارية، وضمان تلبية احتياجات الجمهور الحقيقي. وإذا كانت HubSpot، بكونها عملاقاً مالياً وتسويقياً، قد أخفقت في جوانب معينة، فهذا يؤكد أنّ تحسين محركات البحث أصبح “لعبة معقّدة” لا ترحم أحداً، وأنّ فرصة إعادة تقييم الاستراتيجيات قد تكون أهم استثمار يُقدِم عليه المسوِّق الرقمي لتأمين نمو مستدام.

ذو صلة