ذكاء اصطناعي

عندما تقول واشنطن ولندن “لا” لأمان الذكاء الاصطناعي… نحن أمام صراع رقمي جديد

فريق العمل
فريق العمل

3 د

رفضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التوقيع على إعلان دولي لضمان أمان الذكاء الاصطناعي خلال قمة باريس.

بررت واشنطن موقفها بالرغبة في حماية ريادتها التكنولوجية وتجنب القيود التنظيمية الصارمة.

تتصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تحركات أوروبية لتعزيز الاستقلالية التكنولوجية.

يمثل الخطاب الأمريكي الجديد تحولاً كبيراً مقارنة بسياسات التعاون الدولي السابقة.

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين الأوساط السياسية والتكنولوجية، رفضت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التوقيع على إعلان دولي يهدف إلى ضمان أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي "آمنة، موثوقة، وجديرة بالثقة"، وذلك خلال قمة العمل حول الذكاء الاصطناعي التي عُقدت في باريس.


موقف أمريكي صارم وتحذير أوروبي

أكد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، في كلمته أمام قادة العالم وكبار التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، أن الولايات المتحدة لن تتبنى تنظيمات "مفرطة في الحذر" فيما يخص الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن إدارة دونالد ترامب مصممة على إبقاء الولايات المتحدة القوة المهيمنة في هذا المجال، قائلاً:


"ستضمن الإدارة الأمريكية أن يتم تطوير أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة، باستخدام رقائق مصممة ومصنعة أمريكياً".

وأضاف فانس:


"نحن نرغب في الشراكة مع الجميع، لكن لبناء هذا النوع من الثقة، نحتاج إلى أطر تنظيمية دولية تشجع على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدلاً من خنقها".


تفاصيل الإعلان الدولي ورفض التوقيع

دعا الإعلان الذي وقعته نحو 60 دولة إلى ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي منفتحاً، شاملاً، شفافاً، وأخلاقياً، مع مراعاة الأطر الدولية القائمة. ورغم أن هذه الالتزامات غير ملزمة قانونياً، إلا أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانتا قد وقعتا على إعلانات مماثلة في مناسبات سابقة.

وأشارت مصادر قريبة من الحكومة البريطانية إلى أن صياغة الإعلان كانت "مقيدة للغاية"، وهو ما ساهم في قرار الرفض. في الوقت نفسه، عززت الولايات المتحدة موقفها الرافض بسبب اعتراضات على لغة التعاون متعدد الأطراف، والتي اعتبرتها لا تتماشى مع سياسة "أمريكا أولاً".


صراع نفوذ مع الصين واستثمارات أوروبية ضخمة

يأتي هذا الرفض في ظل تصاعد التنافس مع الصين في مجالات تطوير الذكاء الاصطناعي، من تصنيع الرقائق إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية وتطبيقات المحادثة الذكية. وقد أثار ظهور نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة من مختبر أبحاث صيني يُدعى DeepSeek صدمة في وادي السيليكون، مما دفع الشركات الأمريكية لإعادة تقييم تفوقها التكنولوجي.

من جهة أخرى، تسعى أوروبا لتقوية مكانتها في هذا القطاع الحيوي لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة أو الصين. وفي هذا السياق، كشفت القمة عن خطط استثمارية بقيمة 200 مليار يورو لتطوير مراكز بيانات وبنى تحتية حاسوبية تدعم جهود الذكاء الاصطناعي الأوروبية.


تحذير أمريكي من الشراكة مع "أنظمة استبدادية"

حذر فانس الدول المشاركة من إبرام اتفاقيات تعاون مع "أنظمة استبدادية"، في إشارة واضحة إلى الصين، مشيراً إلى أن الشراكة مع هذه الدول تعني "ربط مصير أمتك بقوة استبدادية تسعى لاختراق البنية التحتية لمعلوماتك".

ذو صلة

تحول جذري في السياسة الأمريكية

وصف خبراء في معهد الإنترنت بجامعة أكسفورد خطاب فانس بأنه تحول جذري بمقدار 180 درجة مقارنة بسياسات إدارة بايدن السابقة، التي كانت تؤيد التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي. وأكدوا أن الموقف الأمريكي الجديد يعكس رغبة واضحة في تأكيد الهيمنة الأمريكية وتقليل نفوذ القوى الأخرى.

ذو صلة