من قلب الصين: هواوي تتحدى إنفيديا وتطلق شريحة ذكاء اصطناعي جديدة لمنافسة H100

3 د
بدأت شركة هواوي تطوير شريحة ذكاء اصطناعي جديدة تنافس إنفيديا.
أكملت هواوي خطوات متقدمة في تطوير شريحتها الجديدة Ascend 910D.
تتواصل هواوي مع شركات صينية لتحسين الشريحة وإجراء الاختبارات اللازمة.
تواجه هواوي قيودًا أمريكية صارمة تدفعها لتسريع تطوير منتجاتها.
في خطوة لافته للنظر من شأنها أن تشعل المنافسة في سوق الرقائق الذكية العالمية، بدأت شركة هواوي الصينية العمل على تطوير شريحة جديدة ومتقدمة للذكاء الاصطناعي، في محاولة صريحة لمنافسة واحدة من أقوى الشركات في هذا المجال، وهي شركة إنفيديا الأمريكية.
محاولات جادة لتطوير شريحة ذكاء اصطناعي تنافس الكبار
التقارير الواردة نقلًا عن صحيفة وول ستريت تشير إلى أن هواوي قد أنجزت بالفعل خطوات متقدمة في تطوير شريحتها الجديدة للذكاء الاصطناعي التي تحمل اسم "Ascend 910D"، حيث تتطلع الشركة إلى أن تصبح هذه الشريحة قادرة بشكل جدي على المنافسة مع سلسلة شرائح "H100" التي تنتجها عملاق التكنولوجيا الأمريكية إنفيديا، والتي تحظى بشعبية واسعة في استخدامات تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وكي تسرع الشركة من اختبار الشريحة الجديدة والتأكد من جاهزيتها التامة للمنافسة في السوق، بدأت هواوي منذ فترة بالتواصل مع عدد من الشركات الصينية الأخرى لإيجاد شركاء يمكنهم مساعدتها في تحديث وتحسين هذه التقنية، وإجراء الاختبارات اللازمة عليها في مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي، بحيث تخرج النهاية بمنتج قوي وفعّال.
خطوة وسط قيود أمريكية صارمة
ويأتي الإعلان عن شريحة هواوي الجديدة في وقت حساس ومهم، فقد فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا قيودًا جديدة على تصدير بعض أنواع الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي إلى الصين. هذه القيود جعلت الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة أكثر صعوبة أمام الشركات الصينية، مما دفع هواوي للتفكير في تسريع عملية تطوير وتصنيع رقائقها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، بهدف سد الفراغ الذي تواجهه السوق الصينية إثر هذه القيود.
ويمثل التحرك الأخير تحديًا كبيرًا لهواوي التي تواجه منذ عدة أعوام عقوبات أمريكية قاسية طالت الكثير من الجوانب التقنية لديها، بما في ذلك محدودية وصولها إلى التكنولوجيا الأمريكية الحساسة، ولذلك تنظر الشركة إلى هذه الشريحة بوصفها مفتاحًا مهمًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتحول نحو تطوير تقنياتها الخاصة بالكامل بدلًا من الاعتماد على المنتجات الأجنبية.
تأملات حول تأثير هذه الخطوة ومستقبل هواوي
في حالة نجاح هذه الخطوة، فإن هواوي ستفتح أبوابًا واسعة أمام السوق الصيني للتغلب على القيود التقنية الأمريكية، وهو أمر مهم للغاية في بلد يشهد توسعًا متسارعًا في استخدام الذكاء الاصطناعي، سواء في القطاعات الصناعية أو الخدمات أو في تطبيقات الحياة اليومية.
ولكن تبقى التساؤلات المطروحة أمام هواوي هامة للغاية، فهل تستطيع حقًا مغالبة الخبرة التقنية والتصنيعية العملاقة لشركة بحجم إنفيديا؟ وهل ستكون هذه الشريحة قادرة على جذب اهتمام المستخدمين في الأسواق العالمية أيضًا، وليس فقط في السوق المحلية الصينية؟
حتى الآن، وفي ظل كل هذه التطورات، ما تزال الأنباء عن رد فعل شركة إنفيديا نفسها غائبة؛ وربما ستكون الأيام المقبلة كفيلة بتحديد مسار المنافسة بين الشركتين بشكل أوضح، في ظل سباق محموم يجري حاليًا في مجال الرقائق المتقدمة والذكاء الاصطناعي. سنكون بلا شك على موعد مع تفاصيل جديدة مثيرة في هذا العالم المتجدد باستمرار.