ذكاء اصطناعي

وداعًا للألواح الشمسية: جدار أسود واحد يولّد 10 كيلوواط من الرياح!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

يقدم جو دوسيه جدارًا ريحيًا بديلاً عن الألواح الشمسية، بكفاءة عالية وتصميم جذاب.

يولد الجدار نحو 10 كيلوواط/ساعة يوميًا في مساحة صغيرة بتوربينات عمودية.

يساهم الابتكار في توفير حل طاقة نظيفة للمنازل الحضرية بتقليل البصمة الكربونية.

يمثل الجدار حلاً حضريًا مثاليًا حيث تصعب استخدام الألواح الشمسية أو التوربينات التقليدية.

التحديات التقنية قائمة، لكن التعاون مع المصنّعين يعد بصناعة جدار فعال تجاريًا.

في عالم الطاقات المتجددة الذي يسابق الزمن لإيجاد بدائل أنظف وأكثر كفاءة، ظهر مصمّم أمريكي بفكرة مدهشة يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة. جو دوسيه، المصمم المقيم في نيويورك، كشف عن ابتكاره الجديد: جدار أسود مكوّن من توربينات ريحية عمودية صغيرة قادر على إنتاج نحو 10 كيلوواط من الكهرباء يوميًا، دون الاعتماد على ضوء الشمس أو الألواح التقليدية.

هذا الجدار ليس مجرّد قطعة تكنولوجية فريدة، بل تحفة تصميمية تجمع بين الجمال والوظيفة. إذ يدمج النظام بين الكفاءة الجمالية والعملية، ليقدّم خيارًا مثاليًا للمنازل الحضرية الساعية نحو استقلال طاقي أنيق وصديق للبيئة.

إلى هنا، يبدو أن الابتكار يقدّم حلًّا غير مألوف، لكن ما الذي يجعله بالفعل مختلفًا عن غيره؟


تصميم يغيّر مفهوم طاقة الرياح

الفكرة الجوهرية تدور حول تحويل طاقة الرياح إلى كهرباء داخل مساحة محدودة. الجدار، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 2.4 متر، يتكوّن من 25 توربينًا صغيرًا من نوع المحور العمودي، كل واحد منها ينتج تقريبًا 400 واط. ومع دورانها الجماعي، يمكن للنظام أن يولّد في المجموع قرابة 10,000 كيلوواط/ساعة سنويًا — وهي كمية كافية لتغطية احتياجات منزل متوسّط الحجم.

اللافت في التصميم أنه صامت تقريبًا، بعكس التوربينات التقليدية التي كثيرًا ما تُنتقد بسبب ضوضائها العالية وتشكلها البصري الضخم. وهكذا، يربط دوسيه بين جمال العمران الحديث والاستدامة البيئية في منتج واحد.

وهذا يربط بين التحول نحو الطاقة النظيفة ومتطلبات المدن الكبرى التي تسعى لتقليل بصمتها الكربونية دون الإخلال بمظهرها العمراني.


بديل حضري للألواح الشمسية

يشكل هذا الجدار خيارًا ثوريًا في المدن الكثيفة مثل طوكيو أو لندن أو نيويورك، حيث يصعب تركيب التوربينات التقليدية أو الألواح الشمسية بسبب قيود المساحة والقوانين المعمارية. كما يمكن للجدران أن تُركب على الأسطح أو قرب الطرق السريعة لتعمل كمصدّات للضوضاء ومولّدات للطاقة في آنٍ واحد.

يؤكد دوسيه أن هذه الجدران يمكن أن تتصل بشبكات الكهرباء أو بأنظمة بطّاريات المنازل لتخزين الطاقة، مما يعزز مفهوم الطاقة اللامركزية التي تعتمد على حلول صغيرة متعددة بدلاً من محطات ضخمة.

وبهذا، تتقاطع رؤيته مع الاتجاه العالمي الذي يسعى لتوزيع إنتاج الطاقة على مستوى المنازل والشركات الصغيرة.


تحديات وفرص مستقبلية

بالطبع، أي تقنية جديدة تواجه عقباتها الخاصة. فبالرغم من وعدها الكبير، أظهرت التجارب الميدانية أن أداء الجدار الريحي أقل قليلًا من النتائج المخبرية. ومع ذلك، يرى المصمم أن التعاون مع المصنعين سيعزز كفاءة المنتج ويجعله متاحًا تجاريًا خلال السنوات القادمة. كما يؤكد أن الجدار لا ينافس الألواح الشمسية بل يكملها، خصوصًا في المناطق ذات الطقس الغائم والرياح المستمرة.

هذا التكامل بين الرياح والشمس قد يرسم مستقبلًا للطاقة المنزلية يعتمد على تنويع المصادر بحسب طبيعة البيئة المحلية.


نحو ثورة طاقية بتصميم فني

ذو صلة

في نهاية المطاف، لم يعد الابتكار مجرد وسيلة لتوليد الكهرباء، بل أصبح جزءًا من لغة التصميم المعماري الحديثة. فالجدار الأسود لا يوفّر طاقة مجانية فحسب، بل يقدّم رؤية لمستقبل تُدمج فيه التقنيات المستدامة في تفاصيل حياتنا اليومية بشكل جميل ووظيفي.

إذا كان المستقبل للطاقة النظيفة، فإن هذا الجدار قد يكون أحد الرموز التي تختصر العلاقة بين الجمال والتكنولوجيا والاستدامة.

ذو صلة