إنستغرام يمنح خاتمًا ذهبيًا لأفضل صناع المحتوى… دون أن يدفعوا دولارًا واحدًا!

3 د
أطلقت إنستغرام برنامج "Rings" لتكريم صنّاع المحتوى دون مكافآت مالية.
يحصل الفائزون على خاتم ذهبي وشارة مميزة وامتيازات داخل التطبيق.
يهدف البرنامج لتشجيع الإبداع والتجريب في بيئة تنافسية متزايدة.
تشهد صفقات العلامات التجارية تراجعًا كبيرًا بنسبة 52% في عام 2024.
يتطلع إنستغرام لتطوير أشكال جديدة للحوافز مستقبلاً.
في خطوة مفاجئة داخل عالم التواصل الاجتماعي، أعلنت منصة إنستغرام المملوكة لشركة ميتا عن إطلاق برنامج جديد تحت اسم “Rings”، يهدف إلى تكريم 25 من أبرز صنّاع المحتوى عبر منحهم خاتماً حقيقياً من الذهب مع شارة مميزة على صفحاتهم. المثير في الأمر أن الجائزة لا تشمل أي مقابل نقدي، ما أثار نقاشاً واسعاً حول نيات الشركة واستراتيجيتها الجديدة مع مجتمع المبدعين.
وتأتي هذه المبادرة بعد انتهاء برنامج المكافآت السابق “Reels Play” الذي كان مصدراً مهماً للدخل لدى كثير من المؤثرين على إنستغرام وفيسبوك. في مقدمة لجنة التحكيم لاختيار الفائزين يقف المدير التنفيذي لإنستغرام أدم موسيري إلى جانب شخصيات بارزة مثل المخرج سبايك لي، والمصمم مارك جيكوبز، وصانع المحتوى الشهير ماركيس براونلي.
هذا يعكس تحوّلاً ملحوظاً في رؤية إنستغرام حول القيمة المعنوية للاعتراف بالتميز بدل المكافأة المادية المباشرة.
الفكرة وراء “الخاتم الذهبي”
يصف براونلي الجائزة بأنها “وسيلة لإبراز الجهد والإبداع والمخاطرة في العمل، وليست مكافأة لمن يملكون أكبر عدد من المتابعين”. الفائزون سيحصلون أيضاً على بعض الامتيازات داخل التطبيق، مثل القدرة على تغيير لون خلفية الصفحة الشخصية وتخصيص شكل زر الإعجاب. وتقول الشركة إن البرنامج يهدف إلى تحفيز روح الإبداع والتجريب وإبراز قصص النجاح الأصيلة في ظل بيئة تنافسية متزايدة.
وهذا يرتبط بشكل مباشر بالتحديات التي تواجهها صناعة المحتوى في الوقت الراهن.
أزمة المكافآت وتراجع صفقات العلامات التجارية
تشهد سوق المحتوى الرقمي تراجعاً كبيراً في صفقات الرعاية والتعاونات التجارية. فبحسب دراسة من منصة Kajabi المختصة بالاقتصاد الإبداعي، انخفضت صفقات العلامات التجارية مع صنّاع المحتوى بنسبة 52٪ خلال عام 2024. هذا الانخفاض انعكس على دخل المؤثرين الذين كانوا يعتمدون على برامج المشاركة في الأرباح من منصات مثل يوتيوب وتيك توك، في حين أوقفت ميتا برامجها المماثلة دون بديل واضح حتى الآن.
ومع اختفاء الدعم المالي المباشر، يبدو الخاتم الذهبي مجرد إشارة رمزية في وقت يحتاج فيه المبدعون إلى مصادر دخل أكثر استقراراً واستدامة.
إلى أين تتجه علاقة إنستغرام بالمبدعين؟
بحسب تصريحات موسيري، هناك نية لإعادة النظر في نماذج التعويض وربما تطوير أشكال جديدة للحوافز في المستقبل. شركات مثل يوتيوب دفعت أكثر من 100 مليار دولار للمبدعين على مدى الأعوام الأربعة الماضية، وهو رقم يكشف الفجوة التي تفصل ميتا عن منافسيها في جذب صنّاع المحتوى.
ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن تركيز إنستغرام على “قيم التقدير” بدلاً من “المكافآت النقدية” قد يساهم في تغيير الثقافة المحيطة بصناعة المحتوى، من “هاجس الربح” إلى “روح الابتكار”.
وفي ختام الصورة العامة، يظهر أن مبادرة “الخاتم الذهبي” ليست انتصاراً اقتصادياً بل رمزاً للطموح والإلهام داخل مجتمع المبدعين، ورسالة من ميتا أنها ما زالت تسعى للاحتفاء بالفن والتجربة، حتى في زمن الضغوط المالية وشح العوائد.