سيجنال يطلق لأول مرة خططاً مجانية ومدفوعة لحفظ محادثاتك باحترافية

في خطوة طال انتظارها من مستخدمي تطبيق التراسل المعروف بسياساته الصارمة لحماية الخصوصية، أعلنت Signal عن إضافة ميزة النسخ الاحتياطي للدردشات، ما يمنح المستخدمين القدرة على حفظ رسائلهم ووسائطهم بشكل آمن على السحابة للمرة الأولى. الخبر الذي كُشف عنه يوم الإثنين جاء ليغيّر طريقة تفاعل المستخدمين مع التطبيق، خاصة عند فقدان أو تبديل الهاتف.

لفترة طويلة، تميز Signal بغياب خيارات الاحتفاظ بنسخة احتياطية على خوادمه، إذ كان التركيز منصبًا دومًا على توفير دردشة مشفرة بالكامل بعيدًا عن التخزين السحابي، حمايةً للبيانات من التطفل أو تسرب المعلومات. لكن مع ارتفاع الطلب على حلول تتيح استعادة الرسائل والملفات عند الحاجة، قررت الشركة إضافة خاصية النسخ الاحتياطي – مع المحافظة المطلقة على مبادئ التشفير والسرية التي ارتبط اسم Signal بها.

تسمح الخاصية الجديدة لكل مستخدم بحفظ رسائله النصية مجانًا، إلى جانب الملحقات والوسائط التي أُرسلت أو استُقبلت خلال آخر 45 يومًا – كل ذلك ضمن 100 ميغابايت من التخزين السحابي. حسب إعلان الشركة، تم ضغط البيانات وتخزينها بحيث تكفي المساحة لمستخدمي الدردشة النشطين دون مشاكل.

ومن أجل من يحتاجون للاحتفاظ بوسائط لأكثر من المدة المحددة، طرحت الشركة أول عرض مدفوع في تاريخها: باشتراك شهري 1.99 دولار، يحصل المستخدم على 100 غيغابايت من مساحة النسخ الاحتياطي للملفات والوسائط بكاملها دون قيود على التاريخ.

وهكذا تجمع Signal بين الراحة التي توفرها النسخ السحابية المنتشرة في تطبيقات مثل WhatsApp وTelegram، مع أسلوبها الخاص في حماية هوية المستخدم وسرية البيانات، ما يلبي احتياجات مستخدمي الأمان العالي الذين يخشون تسرب المعلومات وحتى عند الدفع مقابل الخدمة.

وتبرز نقطة قوة Signal في طريقة تعاملها مع أمان النسخ الاحتياطية؛ إذ تعتمد الشركة تقنية “المعرفة الصفرية” (Zero-Knowledge) عند تشفير الملفات المخزنة، بمعنى أنها ذاتها – أي شركة Signal – لا قدرة لديها على ربط النسخ الاحتياطي بأي حساب مستخدم أو طريقة دفع، ولا حتى الدخول إلى المحتوى المخزن.

وخلال تفعيل الخاصية، ينال كل مستخدم مفتاح استرجاع سرّي مكوّن من 64 رمزًا يُولد محليًا على الجهاز، يعد هو الطريق الوحيد لاسترجاع البيانات عند الحاجة. وبهذا، تظل الأمان وسرية الرسائل متقدمة حتى لو تعرضت الخوادم لهجوم أو محاولة اختراق.

وبانتقالنا من جانب الأمان، يمكننا رؤية كيف أن هذه الطريقة تضمن الجمع بين الراحة التي تقدمها الخدمات السحابية وبين فلسفة Signal التقنية المحافظة على الخصوصية، وهو ما كانت تطلبه شريحة واسعة من المستخدمين على الدوام.

من حيث النطاق الحالي لإتاحة الخاصية، ذكرت Signal أن النسخ الاحتياطي متاح الآن في النسخة التجريبية لتطبيق أندرويد فقط، مع وعود بإطلاقها على أنظمة iOS وبالعمل على دعم مزامنة الرسائل عبر كل المنصات في المستقبل القريب. كما أوضحت الشركة في مدونتها الرسمية أن خطط التطوير تشمل أيضًا تمكين المستخدمين لاحقًا من تحديد موقع أرشفة النسخ الاحتياطية حسب رغبتهم، وبذلك ينال الجمهور مرونة أكبر في التحكم ببياناتهم.

ولهذا تمثل هذه الخطوة تطورًا هامًا في السوق، خاصة وأن المنافسين مثل WhatsApp يوفرون نسخًا سحابية مشفرة اختياريًا، لكن غالبًا عبر خدمات تابعة لطرف ثالث كـ Google Drive أو iCloud، ما يطرح تساؤلات حول ملكية البيانات وطريقة تخزينها. Signal، هاتفها في يدك ومن خلاله فقط تملك مفتاح استعادة معلوماتك!

وفي الختام، تبين لنا أن Signal توسع خدماتها لتواكب تطلعات المستخدم الحديث الباحث عن الجمع بين الأمان الفائق والسهولة في استعادة البيانات والحفاظ عليها. خطوة النسخ الاحتياطي المجاني والمدفوع قد تعزز مكانة التطبيق وسط تطبيقات الدردشة الآمنة، وتجعل من التشفير القوي ميزة متاحة للجميع دون تعقيد، سواء كنت تهتم فقط بالرسائل النصية أو تريد حماية صورك وملفاتك بشكل كامل. كما تؤكد Signal رسالتها بأن الأمان والراحة لا يجب أن يكونا خيارين متضادين، بل يمكن أن يجتمعا في منصة واحدة تخدم المستخدم بمرونة ومسؤولية.