احذر قبل الموافقة: تحديث جديد من جوجل يربط Gmail بـ Gemini ومخاوف كبيرة حول صلاحيات الذكاء الإصطناعي الجديدة على الرسائل

3 د
أعلنت غوغل عن تحديثات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في Gmail، تثير قلقًا حول الخصوصية.
أوضحت الشركة أن الذكاء الاصطناعي سيصل لمحتوى الرسائل بالكامل، مما يثير التساؤلات.
مستخدمي أندرويد تلقوا إيميلًا حول قدرة خدمة Gemini على الوصول لبياناتهم الحساسة.
أكدت غوغل أن استخدام Gemini يحتفظ بالبيانات لمدة 72 ساعة حتى مع وقف النشاط.
زيادة شفافية غوغل حول بيانات المستخدم تعتبر خطوة إيجابية لكن تبقى الخصوصية عنصرًا حاسمًا.
كلنا نستخدم Gmail تقريبًا بشكل يومي في حياتنا وعملنا، فهناك أكثر من ملياري شخص يعتمدون على هذه المنصة من غوغل. لكن يبدو أن هناك تغييرًا كبيرًا قادمًا ربما يجعل المستخدمين يعيدون النظر في خياراتهم المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بخصوصية بياناتهم.
مؤخرًا، أعلنت غوغل عن تحديثات جديدة قادمة لمنصتها الأشهر Gmail، ترتكز بشكل واسع على تقنيات الذكاء الاصطناعي، هذا يعني ببساطة أن الذكاء الاصطناعي السحابي التابع لغوغل قد يحصل على إمكانية الوصول لمحتوى الرسائل التي ترسلها وتستقبلها بالكامل، بغض النظر عن طبيعة تلك المعلومات ومدى حساسيتها.
هذا الإعلان المثير للجدل دفع المستخدمين إلى التساؤل حول تعارض هذه التحديثات مع توجهات غوغل السابقة نحو توفير نوع من التشفير والخصوصية في بريدهم الإلكتروني. وأوضح خبراء أن خيار "البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي" وإعداد "الردود الذكية التلقائية" من شأنهما طرح أسئلة عديدة حول مدى أمان البيانات الشخصية.
تحديث أندرويد الجديد ونقطة الجدل الأكبر
وفي خطوة مشابهة أثارت مزيدًا من جدل الخصوصية بين مستخدمي هواتف أندرويد، وصل مؤخرًا إيميل غامض من غوغل لمستخدمي أندرويد. كانت صياغته مربكة، حيث نبهتهم فيه الشركة إلى أن خدمة الذكاء الاصطناعي الجديدة Gemini قد تستطيع قريبًا الوصول إلى بيانات حساسة في تطبيقات هواتفهم، مثل تطبيقات المراسلة أو حتى الواتساب نفسه، سواء فعَّل المستخدم Gemini أو لم يفعله.
الإيميل نص بوضوح مقلق قائلًا: إن "Gemini ستتمكن قريبًا من مساعدتك على تنفيذ مهامك اليومية مثل إجراء المكالمات وإرسال الرسائل وضبط المنبهات، سواءً كانت خاصية Gemini Apps Activity مفعلة أم معطلة". أثار هذا شائعات حول انتهاك غوغل لخصوصية المستخدمين، وجاء رد الشركة سريعًا لتقول إن الصياغة كانت مضللة وغير واضحة، وأعادت تعريف الأمر بوضوح أكبر.
وشرحت غوغل الأمر بطريقة أكثر إيجابية الآن، مؤكدة أنه في حال تعطيل نشاط Gemini Apps فإن النظام لن يستخدم محتوى هذه المحادثات لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة به. بمعنى آخر، فإن محتوى رسائلك لن يُستخدم إلا لتنفيذ تلك المهام فقط بشكل فوري دون الحفظ لتطوير الذكاء الاصطناعي، وهذا في الواقع حل أفضل لمعضلة الخصوصية الحالية.
لكن انتبه: لا تزال هناك معلومة يجب عليك معرفتها جيدًا، فبحسب غوغل فإن استخدام خدمة Gemini على نظام أندرويد لا يزال يعني الاحتفاظ ببيانات هذه التعاملات لمدة 72 ساعة داخل حسابك، حتى لو كانت خاصية Gemini Apps Activity مغلقة.
هذا الاهتمام بتحسين شفافية الشركة حول بيانات المستخدم يمكن اعتباره خطوة إيجابية من غوغل، وهو أمر كنا وما زلنا نفتقده قليلاً في قضية تحديثات Gmail الجديدة، والتي لا تزال تثير مخاوف مشابهة لما حدث في حالة Gemini.
في نهاية المطاف، من الواضح أن الخصوصية ستكون العنصر الحاسم في قرارات المستخدمين بالموافقة على مثل هذه الخدمات الجديدة أو رفضها. فمع استمرار تزايد دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، يتعين على كل منا تقييم مزايا هذه التقنيات مقابل خصوصية بياناته، ومعرفة حدود ما هو مقبول شخصياً ومجتمعياً قبل تفعيلها والموافقة عليها. وربما قد يكون من الأفضل لغوغل أن تستمر في توضيح شروط الخصوصية بوضوح أكبر وبصورة مبسطة حتى يلم بها جميع المستخدمين، لأن الوضوح دائمًا هو الحل الأمثل لخلق الثقة بين الشركات الكبرى ومستخدميها.