ذكاء اصطناعي

السماء تشتعل بقذائف خارقة شديدة السرعة… مدفع أمريكي فائق يُثير إنذارًا في بكين

السماء تشتعل بقذائف خارقة شديدة السرعة... مدفع أمريكي فائق يُثير إنذارًا في بكين
فريق العمل
فريق العمل

3 د

تستخدم شركة SpinLaunch مدفع طرد مركزي عملاق لإطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار.

تعتمد التقنية على تسريع الحمولة إلى أكثر من 8000 كيلومتر في الساعة.

تعد هذه الطريقة اقتصادية، حيث تخفض تكاليف الإطلاق بشكل كبير.

يثير هذا التوجه الجديد مخاوف من زيادة الحطام الفضائي والآثار البيئية.

تراقب الصين التطورات وتحضر خططها الخاصة لمواجهة هذه المنافسة في الفضاء.

في خطوة ثورية قد تغير ملامح صناعة الفضاء إلى الأبد، تستعد شركة SpinLaunch الأمريكية الناشئة لإطلاق مئات الأقمار الصناعية الصغيرة إلى المدار الأرضي المنخفض بأسلوب مبتكر وغير مسبوق. وعلى الرغم من أن اسم "أقمار صناعية على شكل فطائر" قد يبدو طريفاً أو جديداً، إلا أن التقنية وراءها جادة جداً وقد تكون سبباً مباشراً في منافسة كبار شركات الفضاء مثل سبيس إكس، وهو ما أثار رد فعل سريع من الصين ودول أخرى تتابع التطورات التقنية.

تعتمد الفكرة الجريئة للشركة على استخدام مدفع طرد مركزي عملاق لإطلاق هذه الأقمار الصغيرة، وهو جهاز يدور بسرعة هائلة داخل غرفة مغلقة مفرغة من الهواء. ويعمل هذا الأسلوب عبر وضع دفعات من الأقمار الصناعية الخفيفة فوق بعضها البعض – تماماً مثل رص الفطائر – داخل حافلة إطلاق مخصصة. ويمكن للجهاز تسريع الحمولة إلى أكثر من 8000 كيلومتر في الساعة في لحظات معدودة، ثم قذف الأقمار الصغيرة لتخترق الغلاف الجوي وتدخل المدار دون الاعتماد على الصواريخ التقليدية المكلفة.

والمثير للاهتمام أن هذه الطريقة الجديدة تعد اقتصادية بشكل كبير؛ فبينما يصل سعر إطلاق الكيلوغرام الواحد من المعدات عبر صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس إلى حوالي 5000 دولار، تسعى SpinLaunch لتخفيض هذا الرقم إلى ما بين 1250 و2500 دولار فقط. ليس هذا فحسب، فالجهاز يُعتبر صديقاً للبيئة بشكل أكبر، إذ لا ينتج عنه انبعاثات لغازات الدفيئة التقليدية التي تنتج عن احتراق الوقود الصاروخي.

وهذا يربط بين خطة SpinLaunch وبين رؤيتها المستقبلية لتغيير مفهوم التواصل ونقل البيانات الدولي؛ فالمشروع القادم "ميريديان" يتألف من شبكة من الأقمار الصغيرة منخفضة المدار وتعد هذه المنظومة بتوفير خدمات اتصال بالإنترنت بسرعة فائقة وبأسعار تنافسية. ومن شأن هذا التطور أن يجعل تقنية الفضاء والاتصال متاحة بصورة أوسع وأقل تكلفة، وخاصة للمناطق النائية حول العالم التي لا تحظى بخدمات جيدة في الوقت الحالي.

وعلى الرغم من الحماس الكبير الذي أثارته هذه التكنولوجيا الجديدة وتوقعات إطلاق أول دفعة قوامها 250 قمراً صناعياً مصغراً في عام 2026، إلا أن هناك تحديات مهمة لا يمكن تجاهلها. هذه الأقمار الصناعية، رغم أنها صغيرة وخفيفة، فإن فقدان السيطرة على أحدها أو حدوث تصادم قد يزيد من مشكلة الحطام الفضائي، ناهيك عن الإضاءة المزعجة التي قد تؤثر سلباً على عمليات رصد الفضاء الفلكية والتلسكوبات الأرضية.

ومن المهم هنا أن نلاحظ أن الصين قد أبدت قلقها بشأن هذه التقنية بشكل خاص، وسارعت إلى الاستجابة بوضع خططها الخاصة الضرورية لمواكبة هذا المستوى الجديد من المنافسة في سباق التكنولوجيا الفضائية. فالتحديات لا تقتصر على زيادة عدد الأقمار الصناعية في المدار فقط، بل تشمل أيضاً احتمالية استخدام هذه التكنولوجيا في أغراض عسكرية أو استراتيجية.

ذو صلة

وبالنظر إلى كلها، نجد أن ما تطرحه SpinLaunch يمكنه إحداث نقلة نوعية في سوق الفضاء العالمي ولكن بشرط التزامها بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية. قد يكون من المفيد للشركة أن توضح بشكل أكبر آليات الحماية من الاصطدامات الفضائية وضمانات الأمان للأقمار الصغيرة قبل إطلاقها، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي لضمان استدامة المدار الأرضي في ظل هذه الزيادة الكبيرة المتوقعة في الحركة.

والآن يعود السؤال لك، صديقنا القارئ، هل تعتقد حقاً أن هذه التكنولوجيا المبتكرة بإمكانها فعلاً منافسة كيانات عملاقة مثل سبيس إكس؟ وهل سيشهد العالم انطلاقة فضاء جديدة كلياً بفضل هذه الأقمار الصغيرة "الشهية" على شكل فطائر؟ الأيام وحدها ستخبرنا بالنتيجة النهائية.

ذو صلة