بهدوء تام.. غوغل تطلق تطبيقًا سريًا يتيح تحميل وتشغيل نماذج الـAI دون اتصال بالإنترنت 😮

تخيّل للحظة أنك تستقل طائرة متجهة لقضاء إجازة قصيرة، وترغب أثناء الرحلة باستخدام نموذج من نماذج الذكاء الاصطناعي، ربما لطباعة نص أو تعديل صورة. غالباً ستجد نفسك في مأزق بسبب سوء شبكة الإنترنت أو انقطاعها أثناء التحليق. لكن يبدو أن جوجل قررت حل هذه المشكلة بطريقة هادئة وذكية.

في خطوة لم تلفت أنظار الكثيرين، قامت شركة جوجل مؤخراً بإصدار تطبيق جديد يتيح للمستخدمين تنزيل وتشغيل مجموعة واسعة من نماذج الذكاء الاصطناعي من منصة التطوير الشهيرة Hugging Face مباشرةً على هواتفهم، دون الحاجة لاتصال بالإنترنت. هذا التطبيق الجديد يحمل الاسم Google AI Edge Gallery، وهو متوفر حالياً لنظام التشغيل أندرويد وسيصل قريباً إلى أجهزة iOS.

ويوفر هذا التطبيق واجهة مستخدم بسيطة وسهلة، يمكنك من خلالها اختيار نوع المهمة التي ترغب في تنفيذها، مثل إنشاء الصور، أو كتابة أكواد برمجية، أو حتى الرد على أسئلة معقدة. عند اختيارك لمهمة معينة، ستظهر أمامك قائمة من نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على أداء تلك المهمة، مثل نموذج جوجل المسمى Gemma 3n.

وبالرغم من أن النماذج التي تعمل على السحابة تتميز في الغالب بقوة وقدرات أعلى من تلك المحلية، إلا أن تطبيق Google AI Edge Gallery يأتي بمزايا هامة أخرى. من أبرز تلك المميزات خصوصية البيانات، إذ لن تحتاج لإرسال بيانات شخصية أو حساسة إلى مراكز بيانات بعيدة، بالإضافة لحرية الاستخدام في أي مكان دون الارتباط بتوفر اتصال بالإنترنت أو بشبكات الواي فاي.

بجانب هذه الميزات، يقدم التطبيق خاصية "Prompt Lab"، وهي منصة مبتكرة تمكن المستخدمين من تنفيذ مهمات بسيطة ومتنوعة، مثل تلخيص النصوص وإعادة كتابتها. ويمكن تخصيص هذه الأدوات بسهولة لضبط أداء النماذج الدولية المستخدمة بشكل دقيق حسب احتياجات المستخدم. كما أن أداء التطبيق يعتمد بشكل مباشر على قوة الجهاز المستخدم، وبالتأكيد كلما زادت قوة الهاتف كان الأداء أفضل وأسرع، خاصة مع النماذج الكبيرة والمعقدة.

هذه الخطوة التي أقدمت عليها جوجل قد تكون بداية لموجة جديدة من التطبيقات التي تنقل الذكاء الاصطناعي من السحابة إلى الأجهزة الشخصية مباشرة، وتساعد المستخدمين على الحفاظ على خصوصيتهم واستخدام النماذج المتقدمة دون الحاجة للإنترنت طوال الوقت.

في النهاية، بالرغم من أن التطبيق لا يزال في مرحلة "الإصدار التجريبي Alpha"، يبقى من المهم أن تأخذ جوجل بعين الاعتبار تحسين بعض المصطلحات التقنية وتبسيطها لتشجيع شرائح مختلفة من المستخدمين على التجربة، فضلاً عن تقديم مزيد من التفاصيل حول دعم الأجهزة وتوافق النماذج بحيث يكون اختيار النموذج الأنسب للمستخدمين أكثر بديهية وسهولة. ولا شك أن الأيام القادمة ستحمل لنا المزيد من التطورات نحو مستقبل تأتي فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مباشرة إلى هواتفنا بسهولة أكبر من أي وقت مضى.