iOS 18.4 يمنحك تحكمًا أوسع في خصوصية موقعك مع خيار “تحسين دقة الموقع” الجديد

أطلقت شركة آبل تحديث iOS 18.4 الجديد لأجهزة آيفون، حاملاً معه مجموعة من الميزات البارزة مثل إشعارات الأولوية، وإيموجي جديدة، وأدوات الرسم في ميزة Image Playground. غير أن التحديث تضمن أيضاً تغييرات خفية على مستوى الخصوصية، من أبرزها خيار جديد ضمن خدمات الموقع قد لا يلاحظه معظم المستخدمين، لكنه يحمل دلالة كبيرة على توجه الشركة لتعزيز التحكم في بيانات الموقع وحماية خصوصية المستخدمين.

وفقًا لاكتشاف من قبل فريق الباحثين الأمنيين "Mysk"، فإن تحديث iOS 18.4 أضاف إعدادًا جديدًا يُدعى "تحسين دقة الموقع" (Improve Location Accuracy)، موجود ضمن قائمة خدمات النظام داخل إعدادات الخصوصية والموقع. المثير للاهتمام أن هذا الخيار مفعل بشكل تلقائي عند البعض — وهو ما أثار التساؤلات حول دوره الحقيقي وأبعاده.

للوصول إلى هذا الخيار، يتوجب على المستخدمين اتباع المسار التالي:
الإعدادات > الخصوصية والأمان > خدمات الموقع > خدمات النظام > تحسين المنتجات.
وهناك سيظهر خيار "تحسين دقة الموقع" بجانب إعدادات مألوفة مثل "تحليلات iPhone" و"التنقل وحركة المرور" و"تحسين الخرائط".

بحسب التوثيق الرسمي من آبل، فإن تفعيل هذا الإعداد يعني أن هاتف الآيفون سيقوم بشكل دوري بإرسال بيانات المواقع الجغرافية الخاصة بنقاط الاتصال اللاسلكي (Wi-Fi) والأبراج الخلوية القريبة — إذا كانت مدعومة على الجهاز — إلى خوادم آبل.
لكن الأهم أن هذه البيانات تُرسل بشكل مجهول ومشفّر، ما يضمن عدم ارتباطها بهوية المستخدم أو انتهاك خصوصيته.

الغرض من جمع هذه البيانات هو تعزيز قاعدة البيانات الجماعية التي تعتمد عليها آبل لتحسين دقة خدمات تحديد الموقع، خاصة في البيئات التي يكون فيها الاعتماد على الأقمار الصناعية GPS غير كافٍ أو بطيئًا. وتُستخدم هذه التقنية المعروفة باسم "الموقع المعزز" (Assisted GPS) لتحديد الموقع بدقة وسرعة من خلال الجمع بين إشارات الأقمار الصناعية ومعطيات الشبكات المحلية.

من المهم التوضيح أن تعطيل خيار "تحسين دقة الموقع" لا يمنع الجهاز من الاستفادة من قاعدة البيانات الجماعية التي تبنيها آبل، بل يمنع الجهاز فقط من المساهمة في تغذيتها. بعبارة أخرى، يستطيع المستخدم الاستفادة من هذه البيانات دون الحاجة لإرسال معلومات جهازه.

ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الميزة كانت جزءًا ضمنيًا من إعداد آخر في الإصدارات السابقة وتم فصلها الآن في خيار مستقل، أم أنها ميزة جديدة بالكامل. في كلتا الحالتين، فإن آبل تتيح للمستخدم الآن تحكمًا صريحًا في المشاركة بهذه البيانات.

خطوة آبل بإضافة هذا الخيار تأتي في سياق توجه واضح تتبعه الشركة منذ سنوات، يتمثل في منح المستخدمين المزيد من الشفافية والتحكم في بياناتهم الشخصية، خاصة مع تنامي المخاوف العالمية بشأن تتبع المواقع واستخدام البيانات من قبل التطبيقات والخدمات.

وبينما تواصل بعض الشركات جمع بيانات المستخدمين لأغراض الإعلانات أو التحليل، تحاول آبل أن توازن بين تحسين خدماتها التقنية وبين احترام خصوصية المستخدم، وذلك عبر تقنيات تشفير قوية وإعدادات خصوصية دقيقة.

في النهاية، الإعداد الجديد في iOS 18.4 قد يبدو تفصيلاً صغيرًا للوهلة الأولى، لكنه يمثل خطوة إضافية ضمن مسار طويل تسلكه آبل لترسيخ مكانتها كشركة رائدة في مجال حماية خصوصية المستخدم. ومن خلال جعل هذا الخيار ظاهرًا وقابلاً للتحكم، فإنها لا تكتفي بمجرد جمع البيانات، بل تمنح المستخدم حرية الاختيار — وهي نقطة فارقة في عالم الهواتف الذكية.