وداعًا للحظ، أهلًا بالذكاء: جوجل تدخل عصرًا جديدًا في البحث

3 د
بدأت جوجل اختبار وضعية جديدة باسم "AI Mode" تحل محل زر "ضربة حظ" على صفحتها الرئيسية.
تُجرب الميزة حالياً ضمن Google Labs ولم يُحدد بعد إن كانت ستُطلق للعامة.
يأتي التوقيت قبل مؤتمر Google I/O، حيث يُتوقع الإعلان عن تحديثات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
يأتي التغيير وسط تراجع في عمليات البحث على Safari، مع تصاعد تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT.
في خطوة قد تُغيّر وجه محرك البحث الأشهر في العالم، بدأت جوجل باختبار تصميم جديد لصفحتها الرئيسية يُسلّط الضوء على مزايا البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وذلك قبيل أيام قليلة من انطلاق مؤتمر Google I/O المرتقب.
في تحديث مفاجئ لواجهة البحث الرئيسية، تعمل شركة جوجل على استبدال زر "ضربة حظ" التقليدي (I'm Feeling Lucky)، الذي ظل جزءاً ثابتاً من تجربتها لعقود، بزرّ جديد يحمل اسم "وضعية الذكاء الاصطناعي" (AI Mode). هذا الوضع التجريبي يمثل إحدى مزايا البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي أطلقتها جوجل مطلع شهر مايو الجاري، ويأتي كجزء من جهود الشركة لإعادة ابتكار الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع محركها.
وقد أكدت جوجل لـموقع The Verge، الذي انفرد أولاً بنشر الخبر، أن هذا التغيير يخضع حالياً للاختبار داخل بيئة Google Labs التجريبية، دون أن تُحدّد ما إذا كانت الميزة ستُطرح لعامة المستخدمين أم لا. ورغم محدودية التجربة حالياً، إلا أن التوقيت ليس عرضياً، إذ يتزامن مع العد التنازلي لمؤتمر Google I/O السنوي، حيث يُتوقع أن تكشف الشركة عن تحديثات جوهرية في مجال البحث الذكي.
تغيير نادر... تفرضه ضغوط المنافسة؟
تُعرف جوجل بتحفظها الشديد إزاء إجراء تعديلات على صفحتها الرئيسية، التي تعد واحدة من أكثر واجهات الويب شهرة وبساطة على الإطلاق. لكن التحولات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي ربما دفعت الشركة لإعادة النظر في ثوابتها. ففي شهادة أمام المحكمة الأسبوع الماضي، كشف أحد التنفيذيين في شركة آبل أن عدد عمليات البحث عبر جوجل ضمن متصفح Safari تراجع للمرة الأولى في أبريل الماضي. ووفقاً له، فإن هذا التراجع يعود إلى انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، التي باتت تستقطب المستخدمين بأساليب تفاعلية جديدة وأكثر ذكاء.
هذا التحدي، إلى جانب رغبة جوجل في الحفاظ على ريادتها التاريخية في مجال البحث، يفسّر على الأرجح لماذا تسارع الشركة اليوم إلى اختبار أدوات جديدة تعيد تعريف تجربتها التقليدية. فزر "ضربة حظ" الذي كان يُتيح للمستخدمين الانتقال مباشرة إلى أول نتيجة بحث، قد لا يُجاري متطلبات العصر، بينما تقدم "وضعية الذكاء الاصطناعي" بديلاً أكثر حداثة يُمكّن المستخدم من التفاعل مع نتائج بحث مُخصصة ومُبسطة.
تحول استراتيجي يقوده الذكاء الاصطناعي
يأتي هذا التغيير في إطار تحول أوسع تقوده جوجل منذ أكثر من عام، تمثّل في إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى صلب منتجاتها، وعلى رأسها محرك البحث. فمع إطلاق منافسين أقوياء مثل Microsoft Bing المدعوم بـChatGPT، وجدت جوجل نفسها مطالَبة بإثبات أنها لا تزال السبّاقة في مجال فهم نوايا المستخدم وتقديم محتوى ذكي ومُخصص.
ومن غير المستبعد أن يُشكّل مؤتمر Google I/O لهذا العام منصة لإطلاق تحديثات موسّعة في هذا السياق، سواء عبر تعزيز إمكانات البحث النصي أو الصوتي، أو حتى إعادة تعريف دور الصفحة الرئيسية بالكامل. وبالنظر إلى حساسية موقع "ضربة حظ" في هوية جوجل، فإن مجرد التفكير باستبداله يعكس قناعة داخلية بأن اللعبة قد تغيّرت، وأن لغة المستقبل هي لغة الذكاء الاصطناعي.