بينغ لم يعد مجرد محرك بحث… بل أداة إنتاج فيديوهات بالذكاء الاصطناعي مدعومة بـSora

3 د
أطلقت مايكروسوفت خاصية جديدة لإنشاء مقاطع فيديو بالذكاء الاصطناعي في تطبيق بينغ.
يمكن إنشاء 10 فيديوهات مجانية بعد تسجيل الدخول لحساب مايكروسوفت.
يحول نظام "سورا" الأوامر النصية لفيديوهات قصيرة تلقائيًا.
مقاطع الفيديو المتاحة حاليًا لا تتجاوز مدتها ٥ ثوانٍ وبأبعاد ٩:١٦.
يتطلب إنتاج فيديوهات إضافية استخدام نقاط "Microsoft Rewards".
أطلقت شركة مايكروسوفت يوم الاثنين خاصية جديدة مبتكرة ضمن تطبيق بينغ التابع لها، تتيح للمستخدمين إمكانية إنشاء مقاطع فيديو قصيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر نموذج "Sora"، التكنولوجيا المتقدمة التي طورتها شركة OpenAI. تمثل هذه الخطوة الأولى من نوعها في توفير هذه الميزة المتطورة مجانًا عبر تطبيق بينغ، بعد أن كانت متاحة سابقًا فقط لمستخدمي سورا عبر الخدمة المدفوعة من OpenAI.
وهنا، من الجدير التوضيح قليلاً عما نعنيه بنموذج "سورا"، فهو نظام ذكاء اصطناعي قادر على تحويل الأوامر النصية البسيطة التي يكتبها المستخدم إلى مقاطع فيديو قصيرة بشكل أوتوماتيكي. فبكلمات قليلة يمكنك إخبار التطبيق عن محتوى الفيديو الذي ترغب فيه، مثل "قطة تلعب بجانب البحر"، وسيقوم التطبيق بإنشاء المقطع لك.
وتعد هذه الخطوة ثمرة الشراكة الممتدة بين Microsoft وشركة OpenAI، الشراكة التي وفرت سابقًا تقنيات عدة من أشهرها برنامج ChatGPT المستخدم عالميًا. وعلى الرغم من هذه البداية الواعدة، لا تزال إمكانية إنشاء مقاطع الفيديو متاحة حاليًا عبر تطبيق بينغ على الهواتف فقط، مع احتياج المستخدمين لانتظار مدة طويلة نسبيًا قد تصل إلى ساعات في بعض الأحيان للحصول على الفيديو المُنشأ، حتى عبر الوضع "السريع" الذي يفترض به توفير المقاطع خلال دقائق.
لكن كيف يمكنك تجربة هذه الميزة مجانًا؟ ببساطة، طالما أنك سجلت دخولك إلى حساب مايكروسوفت، يمكنك إنشاء 10 مقاطع فيديو قصيرة دون تكاليف إضافية. بعد استهلاك هذه الفيديوهات المجانية، سيتطلب إنشاء مزيد من الفيديوهات استخدام نقاط "Microsoft Rewards" (مكافآت مايكروسوفت)، والتي يحصل عليها المستخدم بعدد محدد يوميًا من خلال البحث على محرك بينغ أو شراء منتجات من متجر مايكروسوفت.
وبخصوص خصائص الفيديو، في الوقت الراهن، يسمح التطبيق بإنتاج مقاطع فيديو قصيرة لا تتجاوز مدتها 5 ثوانٍ، وبالنسبة لأبعاد التسجيل، توفر الشركة حالياً فقط الشكل الرأسي 9:16، وهو الشكل المثالي لمنصات مثل "تيك توك" أو "إنستغرام". مع وعد قريب بتوفير الشكل الأفقي أيضًا، في خطوة يُتوقع أن تجذب صانعي المحتوى من محترفين وهواة على حد سواء.
وعلى الرغم من أن هذه الخدمة تمثل نقلة نوعية في التفاعل مع المحتوى المرئي، إلا أن أمام مايكروسوفت تحدٍ واضح يتمثل في تحسين سرعة الإنتاج وزيادة تنوع الخيارات المتاحة لجعل الميزة أكثر جاذبية لمجموعة أوسع من المستخدمين.
وربما الأهم هو قدرة مايكروسوفت على تحقيق توازن إيجابي بين تسهيل الوصول للخدمة والمحافظة على مستوى الجودة، خصوصاً مع التوسع المستمر في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الإبداع والترفيه والعمل. وعلى كافة المنصات التكنولوجية أن تأخذ بعين الاعتبار أهمية المسؤولية الإلكترونية، خاصة أن استخدام أدوات كهذه يتطلب ضمان عدم استخدامها لأغراض مضللة أو غير أخلاقية، خصوصًا مع تزايد انتشار ظاهرة الديب فيك والمحتوى المزيف.
وفي النهاية، قد تحتاج مايكروسوفت لرفع سقف التحديات وإضافة تطويرات على واجهة المستخدم، أو ربما توفير خيارات إضافية تتيح تحكماً أكثر مثل التحكم بالمدة الزمنية لمقاطع الفيديو أو اختيار نوعية أعلى من الجودة. هذه التحديثات البسيطة ستعزز تجربة المستخدم وترفع من مستوى تميز الخدمة بين منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي وإنتاج المحتوى.