“أطباء” ذكاء اصطناعي يخدعون مستخدمي TikTok بنصائح طبية مزيفة

3 د
تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء "أطباء" مزيفين على تيك توك يقدمون نصائح طبية غير موثوقة.
يسهل استخدام تطبيقات مثل "Captions" إنتاج شخصيات افتراضية لتقديم نصائح مضللة.
يمكن التمييز بين الأطباء المزيفين من خلال علامات مثل حركة الشفاه غير المتوافقة مع الصوت.
يحذر الخبراء من أن هذه الظاهرة قد تشكل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، مما يستدعي مزيداً من الرقابة.
في الآونة الأخيرة، بدأ تطبيق تيك توك يشهد ظاهرة مثيرة للقلق، حيث يقوم عدد من الشخصيات الافتراضية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بتقديم نصائح طبية مزيفة، مما يضلل المستخدمين بتوجيهاتهم غير العلمية. هذه الظاهرة أثارت الجدل، وأصبح العديد من المستخدمين يتساءلون عن كيفية التفريق بين الأطباء الحقيقيين والأطباء الافتراضيين، خاصة مع الانتشار الواسع لمقاطع الفيديو التي يقدمها هؤلاء "الأطباء" المزعومون.
الظاهرة تكتسب انتشاراً سريعاً
على تيك توك، يمكن العثور بسهولة على مقاطع فيديو لنساء يقدمن نصائح صحية مثيرة، مثل وصفات لشد الجسم، وتكبير الثدي، وتوازن مستويات الـ pH في الجسم، بالإضافة إلى نصائح لزيادة الجاذبية الجسدية. وغالبًا ما يبدأ هؤلاء "الأطباء" بتعريف أنفسهم كأخصائيين في مجالات مختلفة، مثل جراحة التجميل أو التغذية أو علاج الأجزاء الحساسة من الجسم. ورغم ذلك، يتبين لاحقاً أن هؤلاء "الأطباء" ليسوا إلا شخصيات افتراضية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
خداع المستخدمين عبر الذكاء الاصطناعي
تتمثل إحدى المشكلات الكبرى في هذه الظاهرة في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء شخصيات افتراضية تبدو واقعية للغاية. من خلال تطبيق مثل "Captions"، يمكن للأشخاص إنشاء شخصيات وهمية بسهولة، وهي الشخصيات التي يطلق عليها اسم "أفاتار" في الفيديوهات. يتم تصميم هذه الشخصيات لتظهر وكأنها مختصون في مجالات طبية مختلفة، وتقدم نصائح مشكوك في صحتها حول كيفية تحسين الصحة أو الجمال.
أبرز التحديات والانتقادات
أحد المخاوف الرئيسية التي أثيرت حول هذه الظاهرة هو أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم لإنتاج محتوى ضار، يروج لمنتجات أو علاجات غير موثوقة. على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن مقاطع فيديو يتم فيها الادعاء بأن أحد الأطباء الافتراضيين قد قضى 13 عامًا في مجال الطب، بينما يقدم نصائح مغلوطة أو مشكوك فيها. تزداد خطورة هذه الفيديوهات عندما يعتقد المستخدمون أن من يقدم النصائح هو مختص حقيقي.
كيف تكتشف الأطباء المزيفين؟
هناك عدة علامات تحذيرية يمكن أن تساعد في اكتشاف الفيديوهات المزيفة. على سبيل المثال، يُلاحظ أن حركة الشفاه في بعض الفيديوهات لا تتوافق مع الصوت المسموع، وهي واحدة من أولى الإشارات على أن الفيديو قد يكون مفبركاً. بالإضافة إلى ذلك، يدعو بعض الخبراء المستخدمين لمراجعة حسابات هؤلاء الأطباء الافتراضيين ومعرفة عدد الفيديوهات التي يظهر فيها نفس الشخص الذي يقدم النصائح. بعض المراجعات أظهرت أن نفس الشخص الافتراضي يمكن أن يظهر في مقاطع فيديو مختلفة وهو يدعي أنه مختص في مجالات طبية متعددة في نفس الوقت، مثل أخصائي نساء أو طبيب جراحة تجميلية.
التحذيرات من استخدام هذه التقنية
كشف خبير في مجال الجمال، جافون فورد، الذي يمتلك علامته التجارية الخاصة، عن كيفية استخدام هذه التقنية، مشيراً إلى أن هذه الشخصيات الافتراضية يتم تصنيعها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن تعديلها وتوجيهها لتقديم نصائح مغلوطة أو مضللة. ورغم أن بعض هذه الشخصيات تظهر في مقاطع الفيديو وكأنها تقدم استشارات طبية حقيقية، إلا أن فورد حذر من أن هذه التقنيات تمثل خطراً حقيقياً على صحة المستخدمين.
ختامًا، تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء شخصيات افتراضية يدّعون تقديم نصائح طبية على منصات التواصل الاجتماعي قد يشكل تهديداً حقيقياً للسلامة الصحية. من المهم أن يكون المستخدمون حذرين عند متابعة مثل هذه المحتويات، وأن يتأكدوا من مصداقية المعلومات المقدمة قبل قبولها. كما يجب على المنصات الاجتماعية والمطورين أن يضعوا لوائح وقواعد أكثر صرامة لمكافحة هذه الظواهر الضارة.