تطبيق ميتا الجديد لا ينافس فقط… بل يراقب كيف يفكر أصدقاؤك!

4 د
طرحت ميتا تطبيق ذكاء اصطناعي جديد يركز على تجربة اجتماعية مختلفة تمامًا.
يتيح التطبيق للمستخدمين عرض والتفاعل مع محادثات أصدقائهم مع الذكاء الاصطناعي.
تضيف الميزة الاجتماعية الجديدة عنصرًا اجتماعيًا إلى تفاعلات الذكاء الاصطناعي.
تم تحسين التفاعل الصوتي ليكون أكثر طبيعية باستخدام تقنية Full-Duplex.
تستفيد ميتا من بيانات المستخدم لتحسين تجربة الحوار الشخصي في التطبيق الجديد.
في خطوة جديدة قد تغيّر شكل تفاعلنا مع تطبيقات التواصل الاجتماعي، طرحت "ميتا" مؤخّرًا تطبيق الذكاء الاصطناعي الخاص بها، والذي من المتوقع أن ينافس "ChatGPT" بقوة، لكنه هذه المرة يأتي مع أسلوب تعامل مختلف وأكثر اجتماعية.
تجربة اجتماعية جديدة مع الذكاء الاصطناعي
للوهلة الأولى، يبدو تطبيق "ميتا" الجديد شبيهًا بغيره من تطبيقات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي نعرفها: يمكنك الدردشة معه، إنتاج الصور وتلقي نتائج بحث من الويب في الزمن الفعلي. لكنه يحمل ميزة مبتكرة تمامًا، تتمثّل في خاصية تدعى "تغذية الاستكشاف - Discover feed"، وهي شبيهة بأسلوب عرض المنشورات في منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام.
ما المختلف في هذه الميزة؟ حسنًا، ستُعرض عليك الآن في هذه التغذية محادثات وتفاعلات قام بها أصدقاؤك أو أشخاص آخرون مع الذكاء الاصطناعي، بشرط أن يكونوا وافقوا على مشاركة هذه المحادثات مع الجمهور. بل وأكثر من هذا، يمكنك أنت أيضًا التعليق على هذه المنشورات أو إعادة استخدامها وإضفاء تغييراتك الخاصة، ما يوفر لك تجربة اجتماعية يمكنها جعل الذكاء الاصطناعي شيئًا مألوفًا وقريبًا من تجاربك اليومية.
ما الهدف من هذه الإضافة؟ بحسب "كونور هايز"، نائب رئيس المنتجات في ميتا، فالفكرة الأساسية هي أن تزيل الغموض عن قدرات الذكاء الاصطناعي وتعرّف المستخدمين على إمكانياته بشكل عملي ومبسّط، من خلال رؤية كيفية استخدام الآخرين له.
الميزة الاجتماعية: التوجّه الجديد في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
صحيح أن تطبيق "ميتا" هو أول من أضاف هذه الخاصية المبتكرة من الجانب الاجتماعي، لكنه حتمًا لن يكون الأخير. الاتجاه الجديد في مجال التكنولوجيا يشير إلى دمج أكبر بين تطبيقات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، قام مالك منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إيلون ماسك، بدمج تطبيقه مع تقنيته للذكاء الاصطناعي "جروك - Grok". كما أعلنت "أوبن أي آي - OpenAI" أنها ستقدم خدمة مشابهة في "ChatGPT" قريبًا.
تحسينات هائلة على تقنية المحادثة الصوتية
إحدى الميزات المدهشة أيضًا في التطبيق هي وضع المحادثة الصوتية الجديد، والذي يقدّم تفاعلًا صوتيًا محسّنًا وأكثر طبيعية خلال التحاور مع الذكاء الاصطناعي. ويرجع ذلك لاعتماد الشركة على تقنية حديثة تسمى "Full-Duplex" التي طوّرتها ميتا، والتي تسمح بحوارات سريعة وتفاعلية، تشعر خلالها وكأنك تتكلم مع شخص حقيقي. هذه الميزة متاحة حاليًا بشكل اختياري لمستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، علمًا بأن هذه النسخة التجريبية لا تدعم بعد البحث على الويب أثناء المحادثة الصوتية.
توافق شخصي مميز مع فيسبوك وإنستغرام
في أمريكا الشمالية، سيستخدم تطبيق "ميتا أيه آي" معلوماتك الشخصية التي سبق أن شاركتها في تطبيقات ميتا الأخرى مثل فيسبوك وإنستغرام، وذلك لتحسين أسلوب الحوار وجعله أكثر شخصية. بمعنى آخر، ستؤثر الطريقة التي تستخدم بها حساباتك الاجتماعية في نمط الردود التي تحصل عليها من مساعد الذكاء الاصطناعي، تمامًا مثلما هو الحال في تطبيقات شهيرة أخرى مثل ChatGPT.
مليار مستخدم في الطريق!
قد لا يبدو لك تطبيق ميتا للذكاء الاصطناعي غريبًا جدًا، خاصةً إذا كنت تستخدم إنستغرام أو واتساب أو فيسبوك باستمرار، لأن ميتا قامت خلال الفترة الماضية بدمج الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في هذه المنصات. يُذكر أن ميزات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات ميتا مثل إنستغرام اقتربت من جذب حوالي مليار مستخدم، بحسب تصريح مسؤولي الشركة. ومع ذلك، يرى "هايز" أن تقديم التطبيق المستقل سيجعل تجربة المستخدم أكثر وضوحًا وبساطةً.
دمج مفاجئ مع نظارات ميتا "راي بان"
المفاجأة الأخرى في هذا التطبيق هي أنك لن تحتاج إلى برنامج منفصل إذا كنت تملك نظارات ميتا الذكية (Ray-Ban). قررت الشركة أن يكون تطبيقها الجديد هو البديل الرسمي لتطبيق View الذي كان يُستخدم سابقًا مع النظارات. التطبيق الجديد سيحوي قسمًا مخصصًا لإدارة الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة بالنظارات الذكية، ما يعني أن ميتا تسعى بشكل واضح لربط الذكاء الاصطناعي بأجهزتها الذكية القابلة للارتداء.
وبحسب تصريحات من الشركة، فإن الدمج بين البرنامج والنظارات يأتي ضمن خطة استراتيجية طويلة الأجل، تهدف إلى دمج البرمجيات والذكاء الاصطناعي مع الأجهزة الذكية، خصوصًا أن نظارات راي بان الحديثة تحتوي مسبقًا على قدرات ذكاء اصطناعي لترجمة اللغات في الوقت الفعلي والتعرف على العناصر المحيطة.
في النهاية، يبدو أننا على موعد مع تطورات مثيرة في عالم التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، والمزيد من التجارب التي ستقرّب بين التكنولوجيا وحياتنا اليومية بشكل لم نعهده من قبل. هل أنت مستعد لهذه التجربة الجديدة؟