ترامب يطوي صفحة ماسك: صديق الأمس يغادر البيت الأبيض رسميًا

3 د
أعلن البيت الأبيض انتهاء مهام إيلون ماسك كمستشار خاص للرئيس السابق ترامب.
انتقد ماسك التشريع الجمهوري المُقترح، واصفًا إياه بـ"المخيّب للآمال" مما سبب توترًا.
استعرض ماسك مبادرة "DOGE" لتقليص هدر الأموال العامة، لكنها لم تحقق الأهداف المعلنة.
تراجعت أسهم تسلا بنسبة 11% بسبب موقف ماسك السياسي المثير للجدل.
سيستمر مشروع "DOGE" جزئيًا عبر مقترحات تشريعية قادمة من الكونغرس.
في خطوة مفاجئة أعادت رسم خريطة المشهد السياسي في واشنطن، أعلن البيت الأبيض رسميًا انتهاء مهام الملياردير إيلون ماسك كمستشار خاص لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. جاء هذا الإعلان بعد فترة قاربت 114 يومًا من انضمام ماسك للفريق الحكومي بهدف تقليص الإنفاق الحكومي وضبط الهدر المالي في مؤسسات الدولة الأمريكية.
بدأت فصول القصة الأربعاء الماضي حين أكد مسؤولو البيت الأبيض أن الملياردير الأمريكي الشهير والشخصية المثيرة للجدل إيلون ماسك لم يعد يشغل رسمياً منصب مستشار الحكومة. وجاءت هذه الخطوة مباشرة بعد يوم واحد فقط من توجيه ماسك انتقاداً حاداً للتشريع الجمهوري المُقترح والذي يهدف إلى تمويل وتنفيذ أجندة ترامب، واصفًا إياه بـ"المخيّب للآمال".
كان ماسك قد أشرف خلال تواجده في البيت الأبيض على مبادرة أطلق عليها "DOGE"، تهدف لتعزيز "كفاءة الحكومة وتقليص هدر الأموال العامة". ورغم طموحه الكبير، إلا أن النتائج التي تحققت عمليًا لم تتجاوز حتى الآن توفير 175 مليار دولار، وهو رقم يقل كثيرًا عما تحدَّث عنه ماسك في البداية عندما أعلن عزمه توفير ما يصل إلى تريليوني دولار عبر خطة التقشف هذه.
وهذا يربط بين رحيل ماسك عن الإدارة الأمريكية وتأثير انتقاداته الأخيرة؛ إذ بدت تصريحاته الأخيرة إشارة واضحة إلى اتساع الشرخ بينه وبين توجهات الجمهوريين بقيادة ترامب. في مناسبة سابقة علق ماسك قائلاً: "هذا النوع من الإنفاق يشوه الجهود التي بذلناها حتى الآن ضمن DOGE"، منتقدًا التشريعات التي أقرتهَا الإدارة الجمهورية وأدت – حسب تقارير مكتب الميزانية في الكونغرس – إلى زيادة متوقعة في مستويات العجز بمقدار 2.3 تريليون دولار خلال السنوات العشر القادمة.
ولم تتأخر ردود فعل الرئيس ترامب الذي أوضح خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، أن هذه التنازلات المالية كانت ضرورية للحصول على الدعم الكافي من النواب ولضمان تمرير مشاريعه المهمة، مؤكدًا أن التعقيدات التي تواجه تمرير مثل هذه القوانين الكبيرة تفرض بعض التنازلات الصعبة.
من جانب آخر، يبدو أن نهاية تجربة ماسك في المجال السياسي تركت أثرًا في صورته العامة وأعماله التجارية التي تعتمد بالدرجة الأولى على المستهلكين العاديين. حيث عانت شركته تسلا، الشركة العملاقة لصناعة السيارات الكهربائية، من تراجع الأسهم بنسبة 11% تقريبًا هذا العام، وفي بعض الأحيان تعرضت سياراتها ومعارضها لحملات احتجاجية وهجمات تخريبية كرد فعل على مواقف ماسك السياسية المثيرة للجدل.
ربما لا يمكن تجاهل الإرث التشريعي لهذه التجربة، فقد أوضح مدير مكتب الإدارة والميزانية الأمريكي، روس فوت، أن مشروع ماسك "DOGE" سيستمر جزئيًا في العمل ضمن المنظومة السياسية، من خلال مقترحات تشريعية قادمة من الكونغرس، ما يعني أن ظلال ماسك ستظل ملموسة في واشنطن لفترة طويلة.
يبقى في النهاية أن تجربة ماسك في البيت الأبيض تعكس حدود العلاقة بين عالم المال والأعمال وعالم السياسة، وتطرح تساؤلات حول جدوى وتأثير الاستعانة بشخصيات من خارج السياسة التقليدية في رسم السياسات العامة للدولة. ولربما كان من الممكن إثراء التقرير بإضافة جملة تربط هذا النقاش بالاتجاهات الجديدة في السياسة الأمريكية والتأثيرات المحتملة على الانتخابات الرئاسية القادمة، بما يجعل المقالة أكثر تماسكا مع اهتمامات القارئ.