ذكاء اصطناعي

ترند مقلق: تحديد موقعك من صورة أصبح ممكنًا بفضل تحديث ChatGPT الجديد

ترند مقلق: تحديد موقعك من صورة أصبح ممكنًا بفضل تحديث ChatGPT الجديد
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

أعلنت شركة OpenAI تحديثات جديدة لتحليل الصور بدقة عالية باستخدام ChatGPT.

تسبب الاستخدام الواسع لهذا الذكاء الاصطناعي في قلق حول الخصوصية وإمكانية التعقب.

قدرة النماذج الجديدة في التعرف على الأماكن جعلتها محط جدل واسع على منصات التواصل.

رغم الدقة العالية، تظهر بعض الأخطاء في تحديد المواقع، مما يثير تساؤلات حول الموثوقية.

تؤكد شركة OpenAI التزامها بمنع إساءة استخدام التقنية لحماية الخصوصية.

مؤخرًا، انتشرت ظاهرة جديدة ومثيرة للقلق نوعًا ما على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا بين محبي التكنولوجيا ومستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي، تتمثل في الاستعانة بأداة الذكاء الاصطناعي المعروفة ChatGPT لتحديد الموقع الحقيقي من مجرد صورة بسيطة.


كيف بدأت هذه الظاهرة؟

القصّة بدأت مع إعلان شركة OpenAI الأسبوع الماضي عن تحديثين جديدين على النماذج الذكية المدعوة بـ "o3" و"o4-mini"، وهي نماذج متقدمة يمكنها تحليل الصور والتفكير بشأنها بطريقة مشابهة للبشر. ما مكن هذه النماذج الجديدة من فعل أشياء أكثر دقة، مثل قص الصورة وتكبير تفاصيلها وإعادة ترتيبها وحتى تحديد الأماكن الموجودة فيها بدقة مذهلة، وبناء توقعات شديدة الدقة حول موقعها.


هوس جديد على منصات التواصل

بسرعة كبيرة، انتقلت هذه التقنية الجديدة إلى منصّة "إكس" (المعروفة سابقًا بتويتر)، وكانت البداية مع لعبة شهيرة اسمها "جيوغيسر" (GeoGuessr)، وهي لعبة تعتمد على تحديد المواقع عبر صور من خدمة جوجل ستريت فيو. ببساطة بدأ الناس في منح ChatGPT صورًا لمطاعم، واجهات مبانٍ، شوارع، بل وحتى صور شخصية، وباستخدام النماذج الجديدة، بدأت الأداة بالتعرف بسرعة فائقة على الأماكن بطريقة تذهل المستخدمين أنفسهم.

وفقًا لكثير من المستخدمين الذين تحدثوا عن هذه الظاهرة على منصة "إكس"، فإن النموذج o3 تحديدًا أثبت كفاءة ملحوظة في تحديد مدن ومناطق شهيرة حول العالم من مجرد صورة واحدة، حتى ولو كانت الصورة غير واضحة أو خالية من أي معالم واضحة وسهلة.


مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية

ولكن بعيدًا عن كونه مجرد وسيلة تسلية أو اختبار لقدرات الأداة الجديدة، بدأت تطفو على السطح مخاوف جادّة حيال هذه الإمكانية، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية. هذه التقنية، على سبيل المثال، قد تسمح لأي شخص بأخذ لقطة شاشة لصورة من على إنستغرام أو منصّات اجتماعية أخرى ومحاولة تعقّب صاحبها أو تحديد مكانه الفعلي، فيما يُعرف بـ "الدُوكسينغ" أو الكشف عن البيانات الشخصية والحساسة بطريقة غير قانونية.

وفي إطار هذا الجدل، قام موقع "تك كرنش" الإخباري بتجربة النماذج الجديدة مقارنة بنماذج أقدم من ChatGPT، ليتبيّن أن النموذج الأقدم بالفعل كان قادرًا في أحيان كثيرة على تحديد المواقع بنجاح أيضًا، ولكن بسرعة أقل وبجهد أكبر قليلًا. مع ذلك فقد تبيّن أن نموذج o3 الجديد أكثر مهارة في التعامل مع الصور الغامضة التي يصعب تحديد معالم واضحة فيها.


ماذا عن مدى دقّة هذه التقنية؟

رغم هذه القدرات المثيرة للإعجاب، تبيّن من خلال بعض المحاولات أن النموذج الجديد ليس مثاليًا بالكامل، إذ أظهر أحيانًا أخطاء واضحة أو عجزًا تامًا عن تحديد المكان في حالات قليلة. بعض المستخدمين على منصة "إكس" شاركوا تجارب فاشلة، وبعض الاختبارات أكدت أن النتائج قد تكون بعيدة جدًا عن المكان الحقيقي.


رد شركة OpenAI على الجدل المثار

بعد ساعات من نشر هذا الخبر، قدّمت شركة OpenAI توضيحًا لموقع "تك كرنش"، حيث أشارت المتحدثة باسم الشركة إلى أن النماذج الجديدة هدفها الأساسي هو المساعدة في مجالات مثل الأبحاث العلمية وسهولة الوصول وخدمات الطوارئ.

ذو صلة

وأكدت الشركة أنها تبذل جهودًا مستمرة لمنع إساءة استخدام التقنيات التي تطورها، خصوصًا في ما يمس الخصوصية أو البيانات الشخصية. وأوضحت الشركة أنها تضع مثل هذه الاستخدامات تحت رقابة صارمة، مع تفعيل مزيد من الإجراءات لحماية المستخدمين من الاعتداء على خصوصياتهم أو محاولة الكشف غير المصرَّح به عن مواقع الأشخاص أو هوياتهم من الصور.

إذًا في النهاية، وكما هو الحال دائمًا مع الذكاء الاصطناعي، يمكننا القول أن التطور التقني يفتح أبوابًا مذهلة للاستخدامات الإيجابية، لكنه أيضًا يثير مخاوف وتساؤلات مستمرة حول حدود الاستخدام، الخصوصية، والمعايير الأخلاقية التي يجب الالتزام بها في عالم تتزايد فيه بشكل كبير قدرات الذكاء الاصطناعي.

ذو صلة