تموجات عملاقة تحت قاع البحر تكشف أسرار تسونامي الكويكب الذي أباد الديناصورات

2 د
اكتشاف تموجات عملاقة تحت قاع البحر في لويزيانا، ناتجة عن اصطدام كويكب شيكشولوب بالأرض قبل 66 مليون سنة.
تقدم هذه التموجات، التي يصل ارتفاعها إلى 52 قدمًا، دليلاً جديدًا على مدى قوة تسونامي الاصطدام.
كشفت دراسة حديثة باستخدام بيانات زلزالية ثلاثية الأبعاد أن هذه التموجات تغطي مساحة 900 ميل مربع.
يمكن أن تساهم هذه النتائج في تحسين نماذج التنبؤ بالكوارث الطبيعية والاستعداد لمخاطر الاصطدامات الكويكبية المستقبلية.
في اكتشاف علمي مذهل، تمكن باحثون من رصد "تموجات عملاقة" مخبأة تحت قاع البحر قبالة سواحل لويزيانا، والتي تشكلت بفعل موجات تسونامي هائلة نتجت عن اصطدام كويكب شيكشولوب بالأرض قبل 66 مليون عام، وهو الحدث الكارثي الذي أدى إلى انقراض الديناصورات. هذه التموجات، التي يصل ارتفاع بعضها إلى 52 قدمًا، تقدم دليلًا ماديًا جديدًا على قوة الدمار الذي خلفه هذا الاصطدام.
رسم خريطة التموجات: نافذة على قوة التسونامي
أجرى فريق علمي بقيادة جاري كينسلاند من جامعة لويزيانا في لافاييت دراسة مكثفة باستخدام بيانات زلزالية ثلاثية الأبعاد، ما كشف عن انتشار هذه التموجات العملاقة على مساحة 900 ميل مربع تحت سطح المحيط. ورغم أن الاكتشاف الأولي لهذه الظاهرة تم عام 2021، إلا أن الدراسة الحديثة أظهرت أن نطاقها أكبر بكثير مما كان يُعتقد.
تشير النتائج إلى أن التسونامي الناجم عن اصطدام الكويكب كان أقوى وأوسع انتشارًا مما تصوره العلماء سابقًا. وقد لوحظ أن هذه التموجات تختلف في أنماطها، حيث تظهر بعض التموجات بشكل غير متناسق بينما تتخذ أخرى أنماطًا مختلفة، ما يعكس ديناميكيات حركة الموجات وتأثيرها على قاع البحر.
يقول كينسلاند:
"التموجات تختلف في شكلها بين المنحدر القاري وحافة الرف القاري، وهذا يوفر معلومات مهمة في نمذجة تسونامي المستقبلية وفهم سلوك الموجات عند اصطدامها بالسواحل."
كيف تشكلت التموجات العملاقة؟
على عكس التموجات العادية التي تتشكل بفعل تيارات المحيط أو الأمواج اليومية، نشأت هذه التموجات نتيجة لقوى عنيفة ارتبطت باصطدام الكويكب. ووفقًا لكينسلاند، فإن تشكلها كان نتيجة لزلزال هائل أعقب الاصطدام، مما أدى إلى تسييل الرواسب على قاع البحر، مسببًا تشكيل التموجات العملاقة التي ظلت محفوظة لملايين السنين.
يوضح كينسلاند:
"هذه التموجات تشكلت بطريقة مشابهة لما يحدث عند تحريك الكريمة المخفوقة، حيث تظل التموجات قائمة بعد دفعها إلى أشكال معينة."
ورغم هذا التفسير، لا يزال هناك العديد من التساؤلات حول الآليات الدقيقة التي أدت إلى تكون هذه التموجات، ما يستدعي مزيدًا من البحث لفهمها بشكل أفضل.
آثار علمية وتحذيرات مستقبلية
لا يقتصر تأثير هذا البحث على فهم أحداث الماضي فحسب، بل يمتد ليشمل دراسة سلوك موجات التسونامي الكبرى وكيفية تأثيرها على البيئات الساحلية. ويُتوقع أن تساعد هذه الاكتشافات في تحسين نماذج التنبؤ بالكوارث الطبيعية، خصوصًا مع التقدم في برامج تتبع الكويكبات.
يقول كينسلاند:
"اليوم، يمكننا تتبع الكويكبات والتنبؤ باصطداماتها المحتملة، ومعرفة تأثيراتها العالمية ستمكننا من الاستعداد لمواجهة أي تهديد مستقبلي قد لا نتمكن من تفاديه."
ومع التقدم المستمر في تقنيات رصد الفضاء، يأمل العلماء في القدرة على التنبؤ بآثار أي اصطدام محتمل للأرض مستقبلاً، مما سيمكن البشرية من اتخاذ تدابير استباقية لحماية الكوكب وسكانه.