ذكاء اصطناعي

خرائط العالم كانت مخطئة طوال الوقت: الأرض تضم 6 قارات فقط 😯

فريق العمل
فريق العمل

3 د

كشفت دراسة جيولوجية جديدة عن رابط جيولوجي عميق بين أمريكا الشمالية وأوروبا.

تشير الأبحاث إلى أن الصفائح التكتونية لم تنفصل بشكل نهائي وحاسم.

قد تكون أيسلندا دليلًا على الاتصال الجيولوجي بين الصفيحتين بدلًا من الانفصال.

تظهر ظاهرة "هضبة المحيط الماغماتية المتصدعة" تشكيل القارات الديناميكي المستمر.

خرائط العالم كانت مخطئة طوال الوقت:.

ذكرى دروس الجغرافيا التي حفظناها جميعًا في المدرسة قد تكون على وشك التغير بشكل جذري. اعتدنا القول إن الأرض بها سبع قارات، لكن دراسة جيولوجية جديدة تجرأت وقالت:


"انتظروا لحظة، ربما نحن لم نفهم جيدًا وضع القارات بعد!"

يكشف بحث جديد نُشر في مجلة  Gondwana Research عن وجهة نظر مختلفة تمامًا بشأن خريطة القارات المعروفة. قاد هذه الدراسة الدكتور جوردان فيثيان من جامعة ديربي، حيث اقترح مع فريقه أن الانقسام التقليدي بين أمريكا الشمالية وأوروبا ليس مكتملًا كما اعتقدنا طويلاً.

فعلى الرغم من المحيط الأطلسي الهائل والذي يفصل بين القارتين، تشير الدراسات إلى أن الصفائح التكتونية لأمريكا الشمالية وأوراسيا لم تنفصل بشكل نهائي وحاسم كما اعتقد العلماء في السابق. بحسب الدكتور فيثيان فإن "الصفائح في الواقع ما زالت تتحرك ببطء شديد مبتعدةً عن بعضها"، مستدلًا على أنه ربما ما زال هناك رابط جيولوجي عميق بينهما.

ولا يمكننا الحديث عن الرابط بين أوروبا وأمريكا الشمالية دون التوقف عند أيسلندا، تلك الجزيرة البركانية التي تتربع بشكل مدهش في قلب المحيط الأطلسي، وتحديدًا على الحافة الوسطية لهذا المحيط. لطالما اعتُقد أن أيسلندا دليل على انقسام الصفيحتين، لكن الدراسة الجديدة تقترح شيئًا مختلفًا تمامًا. بدلًا من اعتبارها نقطة انفصال، يطرح الباحثون اعتبار أيسلندا دليلًا حيًا على استمرار الارتباط والاتصال الجيولوجي بين الصفيحتين.

ولكن، ما الذي جعل علماء الجيولوجيا يظنون طوال هذه العقود بالانفصال التام للقارتين؟ الحقيقة أن المفهوم التقليدي يستند لرؤية قديمة عمرها نحو 52 مليون سنة، حيث اعتبر العلماء عملية الانفصال بين الصفيحتين قد حدثت وانتهت قديمًا. لكن ما توصل إليه فريق الدكتور فيثيان هو اكتشاف وجود أجزاء واسعة من القشرة الأرضية المشتركة تحت أيسلندا وسلسلة جبال غرينلاند - آيسلندا - جزر فارو، الأمر الذي من شأنه أن يغيّر طريقة تصنيفنا للقارات بشكل جذري.

في خطوة جريئة، توقف العلماء عند مقارنة مثيرة بين منطقة أيسلندا البركانية ومنطقة "عفر" البركانية في أفريقيا. هذا التشابه الواضح دفع الباحثين للاستنتاج بأن أوروبا وأمريكا الشمالية لا تزالان في حالة انفصال مستمر لم يكتمل بعد. وأطلقوا على الظاهرة المدهشة التي اكتشفوها اسم "هضبة المحيط الماغماتية المتصدعة" (ROMP)، وهي ظاهرة جيولوجية جديدة تشير إلى طبيعة ديناميكية ومستمرة لتشكل القارات.

قد تصدم هذه الفرضية بعض علماء الجيولوجيا، وربما تجعلنا نعيد التفكير في كل الخرائط التي حفظناها، لكن الدكتور فيثيان يشدد على أن هذا الاستنتاج مبني على أبحاث دقيقة وجادة. ويضيف أن الطريق لا يزال طويلًا أمام فريقه، فهم يعملون حاليًا على فحص الصخور البركانية في أيسلندا واستخدام نماذج الحوسبة الحديثة لمحاكاة حركة الصفائح التكتونية وتطوير فهم أكثر تعقيدًا لهذه الظاهرة الجديدة.

ذو صلة

هذا الجهد العلمي ليس الأول من نوعه للدكتور فيثيان، فقد سبق له اكتشاف قارة مصغرة قديمة تحت سطح البحر بين كندا وغرينلاند أسماها "البروتو-قارة"، والتي تساوي مساحتها مساحة إنجلترا تقريبًا. ويؤكد فيثيان أن ظاهرة تشكل القارات المصغرة مرتبطة بشكل وثيق بحركة الصفائح التكتونية، الأمر الذي قد يساعد العلوم على التنبؤ بشكل أوضح بمستقبل تضاريس كوكبنا وإمكاناته من الموارد الطبيعية.

بلا شك، فإن هذه الاكتشافات المثيرة ستعيد صياغة مفهومنا عن تضاريس الأرض والقارات. وربما يصبح الوقت قد حان لتحديث مناهج التعليم وتعريف القارات بشكل أكثر دقة. وفي المرة القادمة عندما تنظر إلى خريطة العالم، تذكر أن الأرض التي نعرفها قد تكون ديناميكية أكثر مما تخيلنا.

ذو صلة