ذكاء اصطناعي

خطة مجنونة أم عبقرية؟ عالم يقترح تفجير قنبلة نووية لإنقاذ الكوكب

خطة مجنونة أم عبقرية؟ عالم يقترح تفجير قنبلة نووية لإنقاذ الكوكب
فريق العمل
فريق العمل

3 د

يعتقد الباحث آندي هافرلي أن التفجيرات النووية يمكن أن تحل أزمة المناخ.

يقترح استخدام قنابل نووية في قاع المحيط لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون.

يعتبر هافرلي أن الأخطار النووية المتوقعة أقل من فوائد الحل المقترح.

يؤكد أن تهديدات التغير المناخي تتطلب حلولًا جريئة لضمان الاستدامة.

يدعو لمزيد من الدراسات لتحديد مدى أمان وجدوى الفكرة البيئية.

هل تتخيل أن تُستخدم قنبلة نووية، من الأسلحة الأكثر تدميراً في تاريخ البشرية، كوسيلة لإنقاذ كوكبنا من التغير المناخي؟ قد يبدو الأمر وكأنه عنصر في فيلم خيال علمي، ولكن الباحث آندي هافرلي يرى في ذلك خطة واقعية، ويعلن أنه يعتزم استخدام تفجير نووي في قاع المحيط لكي يساعد الأرض على التصدي لأزمة المناخ. فما هي تفاصيل هذه الخطة الجريئة، وما مدى واقعيتها وجدواها؟

لنبدأ أولاً بالعودة إلى الماضي قليلاً لفهم الفكرة أكثر. في خمسينيات القرن الماضي، انطلقت الولايات المتحدة بمشروع مثير للجدل يحمل اسم "مشروع بلوشير" أو "Project Plowshare"، وكان الهدف هو استخدام التفجيرات النووية لأغراض مدنية سلمية، مثل إنشاء الموانئ والقنوات والطرق الواسعة. غير أن المشروع، وبعد تجارب مختلفة، مثل تجربة "سيدان" التي خلّفت حفرة عملاقة عام 1962، قوبل بمعارضة شديدة من العامة والمنظمات البيئية بسبب التداعيات البيئية والصحية الخطيرة التي تنتج عن مثل هذه الانفجارات النووية، وفي النهاية توقف المشروع رسمياً عام 1977.

وهذا يربط بين فكرة الماضي وأهداف الخطة الجديدة التي يقترحها الباحث هافرلي، الذي يرى أن استخدام قنابل نووية في عمق المحيط يمكن أن يساعد في احتجاز ثاني أكسيد الكربون بشكل فعّال. كيف يحدث ذلك؟ من خلال تفجير نووي في طبقات الصخور البازلتية، تحدد الخطة الموقع تحت هضبة كيرغولين – وهي منطقة في المحيط الجنوبي – ستكون التفجيرات بعمق يصل إلى حوالي خمسة أو ستة كيلومترات أسفل سطح الماء، مما سيؤدي إلى سحق الصخور وتحويلها إلى جزيئات دقيقة تزيد من عملية تسمى "تجوية الصخور المحسنة" أو Enhanced Rock Weathering (ERW). بهذه الطريقة سوف يستطيع البازلت المتفجر أن يمتص كميات أكبر بكثير من ثاني أكسيد الكربون المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري، ليمتصه ويخزنه بفاعلية من الهواء، وبالتالي قد يساعد في تخفيف حدة التغير المناخي.

لكن السؤال الذي لا يمكن تجاهله: ما هي المخاطر المحتملة؟ وفق حسابات هافرلي، التفجير سيكون في عمق كبير بما فيه الكفاية ليتم احتواء معظم الإشعاع محلياً ضمن الطبقات الصخرية من البازلت. ومع أن الباحث يقر بأن هناك آثاراً سلبية سيتحمّلها الناس على المدى البعيد بسبب الإشعاعات المتزايدة التي ستنتشر بشكل محدود، لكنه يشير إلى أن هذه الآثار ستكون "كمجرد قطرة في المحيط" مقارنةً بالإشعاعات المنبعثة أصلاً من آلاف التفجيرات النووية والمفاعلات النووية ومحطات الفحم المتواجدة بالفعل حول العالم.

ذو صلة

ومن المنظور العملي، يرى هافرلي أن تهديدات التغير المناخي والتي يُتوقع أن تؤثر على حياة أكثر من 30 مليون إنسان بحلول عام 2100 هي أكثر خطورة وإلحاحاً من المخاطر المحتملة للتفجير النووي الواحد. بعبارة أخرى، هو يحاول أن يوازن بين قيمة المكاسب البيئية من خلال امتصاص الكربون، وبين الخسائر المحتملة التي قد تنجم من التفجير النووي، ويرى أنها قد تكون خياراً ذا جدوى أمام المخاطر المتزايدة لتغير المناخ.

وبينما تبدو فكرة كهذه مدهشة وجريئة، بإمكاننا إخضاعها لمزيد من الدراسة والبحث العلمي الجاد، لفحص مدى جدواها وفعاليتها عمليا مقابل التبعات. وهذه الفرصة ستعطي المجتمع والهيئات التنظيمية فرصة للتأكد من أن الفكرة آمنة ويمكن تنفيذها دون خسائر جسيمة—لأن الهدف في النهاية هو تأمين مستقبل أكثر أماناً واستدامة لكوكبنا والسكان الذين يعيشون عليه.

ذو صلة