ذكاء اصطناعي

رسالة كتبت قبل أيام من غرق التايتانيك تُباع بمبلغ يقارب 400 ألف دولار!

رسالة كتبت قبل أيام من غرق التايتانيك تُباع بمبلغ يقارب 400 ألف دولار!
فريق العمل
فريق العمل

3 د

بيعت رسالة نادرة من تيتانيك مقابل نحو 400 ألف دولار.

كتب الكولونيل جرايسي الرسالة قبل أيام من غرق السفينة.

تُعتبر الرسالة استشرافًا للكارثة بسبب تعليقات جرايسي الغامضة.

ما زالت حكاية تيتانيك تدهش العالم بعد مرور أكثر من قرن.

من المذهل كيف نستمر في اكتشاف تفاصيل جديدة لقصة عمرها يتجاوز مئة عام! هذه المرة، عادت سفينة تيتانيك إلى العناوين مجددًا بعد بيع رسالة نادرة كُتبت من على متنها قبل أيام فقط من اصطدامها المشؤوم بجبل الجليد. هذه الرسالة المهمة حققت مبلغا استثنائيا يقارب الـ 400 ألف دولار في مزاد علني، في مفاجأة كبيرة تجاوزت كل التوقعات.

الرسالة التي تعود لأحد شهود تلك الليلة المظلمة، الكولونيل أرشيبالد جرايسي، كُتبت بتاريخ العاشر من أبريل من عام 1912، أي قبل 5 أيامٍ فقط من غرق السفينة. الأمر الذي أعطى هذه الكلمات البسيطة بعدًا عجيبًا هو العبارة التي كتبها جرايسي في رسالته مخاطبًا أحد أصدقائه:


"إنها سفينة جميلة بلا شك، لكنني سوف أنتظر حتى نهاية رحلتي لأحكم عليها"

تبدو هذه الكلمات بسيطة، لكنها حملت لمحة غامضة تكاد تكون استشرافا لما وقع بعد أيام قليلة فقط، هذا التنبؤ الملحوظ لم يكن الوحيد، ففي الرسالة ذاتها يعقد جرايسي مقارنة لطيفة بين سفينة تيتانيك الضخمة والفخمة والسفينة السابقة التي أحب السفر على متنها، سفينة الأوشيانيك. يقول:


"الأوشيانيك بالنسبة لي صديق قديم، تفتقر ربما للفخامة والتنويع في المتعة الموجود هنا، لكنها كانت دائمًا موثوقة ومستقرة في البحر كقارب شراعي راقٍ"

ويبدو أن هذه الكلمات تكشف لنا أن جرايسي ربما شعر بقلق غير واضح من بهرجة التايتانيك الفاخرة، هذه الرؤية المسبقة لواقع الكارثة جعل من رسالة جرايسي واحدة من أغلى وأهم القطع التذكارية التاريخية التي تخص تيتانيك على الإطلاق.

ولعل حياة الكاتب بعد الحادث هي ما يزيد الأمور حساسية وأهمية أيضًا. جرايسي، الذي استيقظ من نومه في الليلة القاسية ليلعب الاسكواش في الصباح التالي، باغته اصطدام السفينة، وشارك في إنقاذ النساء والأطفال، لينجو بأعجوبة بعد ساعات طويلة في مياه الأطلسي الباردة قبل أن تصل باخرة الإنقاذ "كارباثيا" وتأخذه مع باقي الناجين إلى نيويورك.

ورغم النجاة، عانى الكولونيل من آثار نفسية وجسدية هائلة، لكنه تمكن بعد الحادث من كتابة شهادته الفريدة في كتاب حمل عنوان "الحقيقة حول التايتانيك"، الذي يصف تجربته الصادمة بشكلٍ مؤثر ومفصل.

وتأتي هذه الرسالة في سياق الاهتمام المستمر والمذهل بكل شيءٍ يرتبط بالتيتانيك؛ فدهشة الناس لم تنتهِ بعد بشأن هذه السفينة العملاقة وقصتها المؤثرة. في العام الماضي فقط، بيع في مزاد علني قطعة من الديكور استخدمها نجما فيلم "تايتانيك" (ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت) بأكثر من 700 ألف دولار.

وليس هذا الأمر غريبًا، فدار المزادات التي باعت هذه الرسالة—"هنري ألدريدج آند سَن"، معروفة بتنظيم مزادات لبيع أشياء قيّمة تخص التايتانيك، كساعة جيب ذهبية ثمينة تخص قبطان السفينة.

ذو صلة

وبعد هذا المزاد التاريخي المدهش، أكد أندرو ألدريدج، المتحدث باسم المزاد، أن "الكلمات التي كتبها جرايسي من على متن السفينة أخذت قيمة غير عادية؛ فالرسالة النادرة هذه أذهلت الجميع وتجاوزت السابقة". وأضاف أنه يتوقع مزيدًا من المفاجآت في مزاداتهم القادمة، مما يؤكد الاعتقاد بأن حكاية التايتانيك وشغف الناس بها لا تنتهي أبداً.

هذه القطع التي تحمل في طياتها حكايات مأساوية تحمل أيضاً قيمة تاريخية وإنسانية عالية؛ فكل غرض هو جزء من التاريخ، وكل تاريخ هو سبب من أسباب الدهشة التي لا تنتهي. وربما سيكون من الجميل مستقبلًا التركيز على التفاصيل الصغيرة، فهذه التفاصيل تجعل القصة حية أكثر وأكثر قربًا من خيال القارئ والمتابع.

ذو صلة