ذكاء اصطناعي

فضيحة رقمية: ميتا تسمح لروبوتاتها بمحادثات جنسية مع المستخدمين، حتى الأطفال 😰

مجد الشيخ
مجد الشيخ

2 د

أطلقت شركة ميتا "رفاقاً رقميين" عبر إنستغرام وفيسبوك وواتساب معززين بالذكاء الاصطناعي.

أعرب موظفون في ميتا عن قلقهم من تورط الروبوتات في محادثات جنسية قد تشمل قُصَّر.

تركزت المخاوف حول غياب حماية كافية للأطفال من المحتوى الجنسي الصريح.

لم تصدر ميتا بيانًا رسميًا حتى الآن يوضح كيف ستعالج هذه الثغرات الأخلاقية.

في خطوة تسعى من خلالها إلى إعادة تعريف مستقبل التواصل الاجتماعي، أطلقت شركة "ميتا بلاتفورمز" روبوتات ذكاء اصطناعي جديدة عبر منصات إنستغرام وفيسبوك وواتساب، تحت مسمى "الرفاق الرقميين". ويؤمن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بأن هذه الروبوتات ستمثل الجيل القادم من التفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت.

غير أن هذا المشروع الطموح بات يثير قلقًا داخليًا متزايدًا بين موظفي ميتا. فبحسب ما كشفته مصادر عملت على تطوير هذه الروبوتات، عبّر موظفون من أقسام مختلفة عن مخاوفهم حيال تجاوز الشركة لخطوط أخلاقية حساسة، بعد أن زُوّدت بعض شخصيات الذكاء الاصطناعي بإمكانية الدخول في "لعب أدوار رومانسية" مع المستخدمين، وهي محادثات قد تتطور إلى محتوى صريح جنسيًا، دون وجود ضوابط كافية تحمي المستخدمين القُصّر من التعرض لهذه النوعية من التفاعلات.

وبحسب تحقيق نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن المخاوف لم تقتصر فقط على السماح للروبوتات بخوض حوارات ذات طابع جنسي، بل شملت أيضًا غياب الآليات الصارمة التي من شأنها فصل التجارب المخصصة للبالغين عن تلك الموجهة للمستخدمين دون السن القانونية. وأشار بعض العاملين إلى أن الاندفاع الكبير نحو تعميم هذه الميزة وتحقيق الانتشار السريع، جاء على حساب اعتبارات السلامة والأخلاقيات، مما قد يعرض الأطفال والمراهقين لمحتوى غير ملائم.

تعليقاً على هذه القضية، لم تصدر ميتا حتى الآن بياناً رسمياً يوضح التدابير التي تنوي اتخاذها لضمان حماية الفئات العمرية الأصغر، أو ما إذا كانت تخطط لمراجعة خصائص "الرفاق الرقميين" وإعادة ضبطها بما يتماشى مع المعايير الأخلاقية.

يُذكر أن زوكربيرغ كان قد صرح في مناسبات سابقة أن مستقبل منصات ميتا يكمن في الذكاء الاصطناعي التفاعلي، مشددًا على أن التجارب الاجتماعية الرقمية يجب أن تكون "شخصية ومخصصة لكل مستخدم". إلا أن الجدل الأخير يسلط الضوء على التحديات العميقة التي تواجهها الشركات الكبرى عندما يتعلق الأمر بالموازنة بين الابتكار السريع وحماية المجتمع، خصوصًا الفئات الضعيفة مثل الأطفال.

ذو صلة

المخاوف المثارة حول روبوتات ميتا تأتي في وقت يتزايد فيه التدقيق العالمي على كيفية تعامل شركات التكنولوجيا مع قضايا الأمان الرقمي ورفاهية المستخدمين، لا سيما بعد عدة فضائح سابقة تورطت فيها شركات كبرى بسبب الإهمال أو سوء تقدير آثار تقنياتهم الجديدة.

حتى اللحظة، تبقى التساؤلات قائمة: هل ستنجح ميتا في احتواء هذه الأزمة سريعاً قبل أن تتفاقم؟ وهل ستتخذ خطوات حقيقية لضمان بيئة آمنة لجميع مستخدميها، أم أن السباق نحو الريادة في عالم الذكاء الاصطناعي سيبقى على حساب القيم الأخلاقية؟

ذو صلة