ذكاء اصطناعي

في دقيقتين فقط… علماء الفلك يكتشفون كوكبًا خفيًا في نظام بعيد

في دقيقتين فقط… علماء الفلك يكتشفون كوكبًا خفيًا في نظام بعيد
فريق العمل
فريق العمل

2 د

رصد علماء الفلك تغيرًا طفيفًا في توقيت عبور الكوكب الخارجي Puli أمام نجمه، مما قادهم لاكتشاف كوكب خفي جديد.

أظهر تحليل البيانات أن النماذج المدارية التقليدية لم تفسر الانحرافات، بينما النموذج الجيبي كشف عن كوكب ثانٍ صغير.

يدور الكوكب المكتشف حول النجم نفسه كل 6,24 أيام ويبلغ وزنه 2% من كتلة المشتري.

يبرز هذا الاكتشاف قوة تحليل تباين توقيت العبور TTVs في كشف العوالم الخفية التي لا يمكن رؤيتها مباشرة.

في اكتشاف فلكي مثير، تمكن علماء الفلك من رصد كوكب غير مرئي كان مختبئًا في نظام نجمي بعيد، وذلك عبر مراقبة انحراف طفيف لم يتجاوز دقيقتين في توقيت عبور كوكب معروف يُدعى Puli أمام نجمه الأم "Komondor" (HAT-P-12). هذه النتائج نُشرت مؤخرًا في ورقة بحثية على منصة arXiv، وتشير إلى فعالية تقنية جديدة نسبيًا في الكشف عن الكواكب الخفية: تحليل تباين توقيت العبور (Transit Timing Variations - TTVs).


Puli ليس وحده: جاذبية غير مرئية تكشف الحقيقة

Puli هو كوكب خارج المجموعة الشمسية من فئة "تحت زحل"، يقع على بُعد 463 سنة ضوئية في كوكبة كلاب الصيد (Canes Venatici). وبينما كان العلماء يتابعون عبوره المنتظم أمام النجم، لاحظوا تأخيرات أو تسريعات زمنية غير متوقعة تصل إلى دقيقتين. هذه التغييرات البسيطة كانت المفتاح لكشف وجود كوكب مرافق غير مرئي.

فريق البحث بقيادة كافيا بارثاساراثي من جامعة تسينغ هوا الوطنية في تايوان، جمع 46 منحنى ضوئيًا لعبور Puli باستخدام بيانات من تلسكوبات أرضية ومراصد فضائية مثل TESS التابع لناسا، ثم بدأوا اختبار عدد من النماذج لتفسير هذا السلوك الغريب.


أربعة نماذج... وواحد فقط يكشف السر

بدأ العلماء بمحاولة تفسير التغيرات عبر أربعة نماذج فلكية مختلفة:

  • النموذج الخطي: يفترض مدارًا منتظمًا ودوريًا، لكنه فشل في تفسير الانحرافات.
  • نموذج التحلل المداري: يفترض أن المدار ينكمش تدريجيًا بفعل قوى المد والجزر، لكنه لم يتوافق مع البيانات.
  • نموذج التقدم الحضيضي: يعتمد على فكرة أن مدار الكوكب ليس دائريًا تمامًا بل بيضاوي، ما يؤدي إلى تغير توقيت العبور. ورغم تحسنه في التفسير، لم يكن كافيًا.
  • النموذج الجيبي (السينوسي): وهو الأكثر دقة، ويفترض وجود كوكب ثانٍ صغير يمارس تأثيرًا جاذبيًا دوريًا على Puli. هذا النموذج تنبأ بكوكب خفي يدور حول النجم نفسه كل 6.24 أيام، وتبلغ كتلته حوالي 2% من كتلة المشتري. وهذا ما يفسر تمامًا التغيرات الزمنية المُلاحظة.
ذو صلة

أهمية الاكتشاف: عندما تكشف الجاذبية ما لا تراه العيون

هذا النوع من الاكتشافات يوضح كيف يمكن لفلكيي اليوم أن يكتشفوا عوالم جديدة لا تُرى مباشرة، من خلال تحليل دقيق للاضطرابات في مدارات كواكب أخرى. الكوكب الجديد لا يُشاهد بشكل مباشر، لكنه يُستدل عليه من خلال تأثيره الجاذبي، وهي طريقة أثبتت فعاليتها في استكشاف أنظمة نجمية معقدة.

ذو صلة