ذكاء اصطناعي

ليست أنهارًا… بل غبار! الذكاء الاصطناعي يكشف خدعة المريخ الكبرى

ليست أنهارًا… بل غبار! الذكاء الاصطناعي يكشف خدعة المريخ الكبرى
فريق العمل
فريق العمل

3 د

استخدم الذكاء الاصطناعي لفك لغز الخطوط الداكنة على سطح المريخ.

تبين أن الخطوط ناتجة عن انهيارات غبار جافة وليست بسبب الماء.

ساعدت الأقمار الصناعية وكاميرات التصوير عالية الدقة في التوصل للنتائج.

يساهم  الذكاء الاصطناعي في فهم تضاريس المريخ والبيئة المريخية.

فتح الاكتشاف الباب لأبحاث جديدة عن الحياة والظروف على سطح المريخ.

هل تخيلت من قبل ألغازاً غامضة على سطح المريخ حيّرت العلماء لعقود طويلة، دون أن يجدوا لها تفسيرًا واضحًا؟ لسنواتٍ عديدة، أثارت خطوط غريبة داكنة تمتد عبر منحدرات المريخ اهتمام العلماء وأربكت الباحثين الطامحين لكشف أسرار الكوكب الأحمر. مؤخراً، نجحت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في فك شفرة هذا السر المريخي، وأتت بنتائج مفاجئة تخالف ما كان متوقعًا.

فمنذ سبعينيات القرن الماضي، عندما رصدت المركبة الفضائية "فايكينغ" التابعة لناسا تلك الخطوط الداكنة والطويلة التي تظهر على منحدرات الجبال العملاقة والبراكين، مثل "أوليمبوس مونس"، ظل الباحثون في حيرة حول طبيعتها. كانت هذه الخطوط تظهر وتتلاشى بشكل سريع ومحير، بعضها استمر لأيام أو أشهر فقط، والبعض الآخر بقي لسنوات. افترض العلماء حينها وجود مياه مالحة تجري أسفل السطح، مما أعطى أملًا بإمكانية العثور على آثار للحياة هناك.

لكن اللغز المريخي استمر طويلًا بسبب عدم وجود أدلة حاسمة تؤكد هذه الفرضية. وفي تحول كبير، تمكن فريق بحث مكون من علماء من جامعتي "برن" في سويسرا و"براون" في الولايات المتحدة من استخدام خوارزميات تعلم الآلة لتحليل حوالي نصف مليون شكل مختلف من تلك الخطوط عبر أكثر من 86 ألف صورة التقطتها أقمار صناعية تدور حول الكوكب الأحمر.

وكانت النتيجة مدهشة، إذ أظهرت التحليلات الدقيقة باستخدام ذكاء اصطناعي متطور وشبكات عصبية عميقة، عدم وجود أي دليل ملموس على وجود الماء كسائل جار أسفل هذه الخطوط. بدلًا من ذلك، توصل الفريق البحثي إلى أن تلك الخطوط ناتجة في الواقع عن انهيارات جافة للغبار، تحدث بفعل عوامل فيزيائية مختلفة كهبوب الرياح القوية، أو سقوط الصخور، أو اصطدام النيازك بسطح المريخ.

وهذا يؤكد أن هذه العمليات الميكانيكية الجافة وليست الرطبة، التي كانت تمثل فرضيات سابقة، هي سبب نشوء تلك الخطوط الغامضة. ساعد في هذه الخلاصة استخدام تقنيات تصوير عالية الدقة عبر أقمار صناعية حديثة مثل مستكشف الغازات الأوروبي "ExoMars"، والكاميرا عالية الدقة "HiRISE" التابعة لناسا، والتي قدمت معاً بيانات عظيمة التقطت التغيرات الموسمية على فترات زمنية طويلة.

ذو صلة

ويسلط هذا الإنجاز العلمي الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في دعم علم الفلك واستكشاف الفضاء، ويمثل نقلةً نوعية في فهمنا للبيئة المريخية وتضاريسها. كما يكشف لنا كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة إعادة تعريف ما كنا نعتقد أنه حقائق ثابتة، ويطرح أسئلة جديدة حول طبيعة المريخ وتاريخه الجيولوجي.

وبينما يتضح أن المريخ ربما لا يحتضن الماء الجاري كما كنا نأمل، فإن هذا الاكتشاف يدفع العلماء للتركيز أكثر على البحث عن علامات أخرى للحياة أو على الأقل دراسة الظروف التي يمتاز بها سطح الكوكب الأحمر اليوم. ربما في المستقبل يكون التركيز منصباً بشكل أفضل على تضييق نطاق البحث الجيولوجي أو تكثيف عمليات المراقبة الموسمية، من أجل كشف المزيد من أسرار هذا الجار الفضائي القريب.

ذو صلة