ذكاء اصطناعي

تحت ترابه أسرار… المريخ يُخبئ خزان مائي هائل في أحشائه

تحت ترابه أسرار… المريخ يُخبئ خزان مائي هائل في أحشائه
فريق العمل
فريق العمل

3 د

اكتشاف خزان هائل من المياه الجوفية على المريخ يثير الاهتمام العلمي.

تعتمد الدراسة على بيانات "الهزات المريخية" والتي كشفت عن المياه المخفية.

الكمية المقدرة تعادل أو تتجاوز أكبر الصفائح الجليدية على الأرض.

تثير إمكانية استضافة حياة ميكروبية تساؤلات عن ماضي الكوكب الأحمر.

يدعم اكتشاف المياه احتمالية المستعمرات البشرية المستقبلية على المريخ.

في اكتشاف مذهل قد يقلب فهمنا للمريخ رأسًا على عقب، استطاع علماء مؤخرًا تحديد وجود خزان هائل من المياه الجوفية مخبّأ في باطن الكوكب الأحمر، مما يدفعنا خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم فرص وجود الحياة أو دعم استكشاف الإنسان على هذا الكوكب القريب، بحسب دراسة نشرت في  National Science Review.

لسنوات طويلة، كان الكوكب الأحمر لغزًا محيرًا لعلماء الفضاء، ولا سيّما عندما يتعلق الأمر بقصة الماء على سطحه. ورغم المعرفة السابقة بوجود أنهار وبحيرات على سطح المريخ قبل مليارات السنين، إلا أن اختفاء هذه المياه ظل دون تفسير واضح. اليوم، بدأت الصورة تصبح أكثر وضوحًا، فقد أظهرت الدراسة أنّ جزءًا كبيرًا من هذه المياه قد يكون محجوزًا بعيدًا عن السطح في طبقة صخرية مسامية بعمق يصل إلى ما بين 5.4 و 8 كيلومترات تحت السطح.

وجاء هذا الاكتشاف استنادًا إلى بيانات الزلازل أو "الهزات المريخية" التي رصدها مسبار "إنسايت" التابع لناسا، والذي حمل إلى الكوكب الأحمر منذ عام 2018 أداة فائقة الحساسية تعرف بالمقياس الزلزالي. وعند دراسة الموجات الزلزالية الناتجة عن هزات طبيعية واصطدامات النيازك، لاحظ العلماء تغيّرًا واضحًا في سرعة هذه الموجات عندما تمر من خلال منطقة محددة تحت سطح الكوكب، الأمر الذي يعدّ إشارة واضحة على وجود ماء سائل في طبقة صخرية مسامية، بشكلٍ يشبه تمامًا خزانات المياه الجوفية هنا على الأرض.

وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة، هو تقدير العلماء أن هذه الطبقة قد تحتوي على كمية مياه توازي أو تتجاوز بكثير ما يوجد في أكبر الصفائح الجليدية على الأرض، مما يطرح أسئلة مهمة حول ماضي المريخ وظروفه المناخية السابقة التي ربما سهّلت بقاء هذه المياه محفوظة في حالة سائلة، رغم البرودة والجفاف السطحي الحالي.

هذه النتائج تثير سؤالاً مهمًا: هل كان هذا الخزان الجوفي الضخم على المريخ كافيًا لاستضافة حياة ميكروبية مشابهة لتلك التي نجدها على الأرض في ظروف شبيهة؟ فعلى كوكبنا عندما ندرس أماكن كهذه تحت السطح في أعماق الأرض، نجد وجود ميكروبات تعيش وتتكاثر دون الحاجة لضوء الشمس أو أكسجين مباشر. فربما المريخ يومًا ما عرف أشكال حياة كهذه، وما زالت اليوم آثارها قابعة هناك، تنتظر من يكتشفها.

وفي السياق نفسه، تُظهر هذه النتائج قيمة استراتيجية عالية فيما يتعلق بمهمات الإنسان نحو المريخ. فتوفر مصدر مياه هائل تحت السطح سيشكل فارقًا جوهريًا للمستعمرات البشرية المستقبلية، سواء من خلال استخدام هذه المياه للشرب أو لإنتاج الأكسجين أو حتى تحويلها إلى وقود للصواريخ، مما يعني تسهيل بقاء فترة أطول للبشر هناك وتطوير استكشافاتهم واستيطانهم للكوكب الأحمر.

ذو صلة

بالفعل، يشكّل خبر كهذا شرارة أمل جديدة لرحلاتنا القادمة إلى المريخ، لكن يبقى علينا التأكد بشكل قاطع من طبيعة هذه المياه ومدى صلاحيتها واستدامتها للاستخدام البشري المحتمل. في المستقبل، قد تكون الدراسات المتقدمة القادمة بمقدورها إلقاء الضوء بشكل أكبر على هذا الموضوع، من خلال بعثات مخصصة وإرسال أدوات أكثر تطورًا ودقة للكشف عن خصائص المياه الموجودة، ووضع احتمالاتٍ عملية للاستفادة منها.

يبقى أن نقول، إن اكتشاف هذا الخزان الضخم من المياه تحت سطح المريخ يفتح لنا نافذة واسعة جديدة لاستكشاف أسرار كوكبٍ طالما أثار فضول البشرية، وهو يضعنا على أعتاب حقبة جديدة قد تمكّننا من فك أسرار ماضي المريخ، وربما استشراف مستقبل جديد للوجود الإنساني في الفضاء الواسع. إن توضيح بعض الجمل ومصطلحات مثل "الهزات المريخية" بدل "مارس كويك" يسهل للقارئ العربي فهم الموضوع بوضوح واستيعاب كل التفاصيل التقنية بسهولة ويسر.

ذو صلة