ليست كما تبدو… أسرار مرعبة داخل مومياوات ‘الفضائيين’ في البيرو

3 د
أثارت المومياوات نازكا جدلاً واسعاً بين المهتمين بعوالم الغموض وحياة خارج الأرض.
كشف تقرير طبي جديد عن صدمات وإصابات مومياء "ماريا" و"مونتسيرات".
المومياء "ماريا" عانت كسوراً في فقرات أسفل الظهر توحي بسقوط عنيف.
مومياء "مونتسيرات" تعرضت لضربة قوية في الصدر لم تظهر أي التئام للعظام.
رغم التحليلات المفصلة، ما زالت الشكوك قائمة حول مصداقية هذه المومياوات.
منذ ظهورها لأول مرة في عام 2017، أثارت مومياوات نازكا في البيرو ضجة عالمية بين المهتمين بعوالم الغموض وظواهر ما وراء الطبيعة. وعندما عُرضت أمام الكونغرس المكسيكي في عام 2023، تضاعفت التكهنات مرة أخرى، بين من اعتبرها دليلاً على حياة خارج كوكب الأرض وبين من رأى أنها مجرد خديعة متقنة. لكن مؤخراً، ظهرت تفاصيل جديدة مثيرة للجدل بفضل تقرير طب شرعي دقيق قاده الدكتور خوسيه زالسي، المدير السابق لإدارة الطب في البحرية المكسيكية، والتي قد تغير مسار النقاش بالكامل.
هذا التقرير المثير يدور حول مومياوين من الأكثر دراسة وهما "ماريا" و"مونتسيرات"، ويكشف عن آثار صدمات وإصابات مفزعة أثارت اهتمام الباحثين. بحسب التحليلات الطبية، تبين أن المومياء "ماريا"، التي عاشت بين عمر 35 و45 عاماً، عانت من إصابات حادة في الجزء السفلي من جسدها كشفتها اختبارات الأشعة المقطعية. هذه الإصابات تشمل كسوراً في فقرات أسفل العمود الفقري وإزالة أجزاء من الجلد والدهون المحيطة بها. وقال فريق البحث إن هذه الدفاعات ترجِّح تعرضها لسقوط عنيف من منحدر أو جرف صخري حاد، مما أدى إلى إصابات قاتلة بشكل قاطع.
أما بالنسبة لمومياء "مونتسيرات"، التي يرجح أن عمرها تراوح بين 16 إلى 25 سنة، فقد ظهرت إصابات مختلفة تماماً. حيث وجد فريق البحث جرحاً غائراً في صدرها، وتحديداً بين الضلعين الخامس والسادس، بالإضافة إلى كسور متعددة في الأضلاع وعظمة الكتف. وأشار العلماء إلى أنّ طبيعة هذه الإصابات توحي بأنها كانت في وضع عمودي، مضغوطة بقوة على سطح قاس جداً أثناء الوفاة. اللافت أيضاً أنه لم تُرصد أي دلائل على التئام العظام أو ما يُعرف بـ"تكوّن الدشبذ العظمي"، ما يدل على أن تلك الإصابات حدثت إما خلال اللحظات الأخيرة من حياتها أو حتى بعد الوفاة بقليل.
وتعيد هذه التفاصيل الصادمة الجدل حول الأصول الحقيقية لهذه المومياوات المثيرة للرأي العام. فهما تتمتعان بأطراف ذات ثلاثة أصابع فقط كما تحمل أجسادهم جماجم مستطيلة الشكل وقامات تبدو قريبة من الإنسان العادي، لا سيما وأن "ماريا" بلغ طولها حوالي 167 سم، وهو ما يُخالف الافتراضات السابقة بأنها أجسام صغيرة وحجمها مشابه لدمى الأطفال.
لكن هذه النتائج لم تنهِ الجدل المثار بشأن مصداقية هذه المومياوات المثيرة. بينما يؤكد الدكتور زالسي أن هذه المومياوات حقيقية وأصيلة، بناءً على دراسات مفصلة على البصمات والأسنان والعظام وحتى الأنسجة العضلية، ما زال هناك من يشكك بشكل كبير بها. من بين هؤلاء، خبير الآثار الجنائية فلافيو إسترادا، الذي أكد أنها مجرد دمى مختلقة من عظام حيوانات ومواد حديثة ولا علاقة لها بحضارات ما قبل كولومبوس في أمريكا الجنوبية.
وفي المقابل، أوضح المحامي جوشوا مكدويل أن المومياوات التي درسها إسترادا لا علاقة لها بالعينات التي تمت دراستها من قبل الفرق البحثية الرسمية، موضحاً أن هذه الحالات كانت دمى شعبية مصنوعة يدوياً ولا تماثل العينات المثيرة للجدل.
ما بين الأدلة العلمية المفصلة والشكوك القوية التي يُبديها بعض الخبراء، لا تزال هذه المومياوات الغريبة تثير اهتماماً عالمياً واسعاً، وتطرح العديد من الأسئلة المفتوحة التي تنتظر إجابات نهائية. حتى ذلك الحين، ربما يقترح التحري بعمقٍ أكبر والتوسع في التعاون العلمي الدولي وتضييق إطار البحث بشكل أوضح، لمحاولة إيجاد أجوبة حاسمة وواضحة لحقيقة هذه الجثث الغامضة التي قد تلقي الضوء على حقبة تاريخية مجهولة تماماً.