ذكاء اصطناعي

مركبة ناسا ترصد ظاهرة غريبة قرب الشمس: قمران مزدوجان يثيران الحيرة

فريق العمل
فريق العمل

3 د

وكالة ناسا أدهشت العالم بصورة توحي بوجود "قمرين" بجوار الشمس.

استخدمت مركبة "بانش" تقنية "Occulter" لكشف تفاصيل هالة الشمس.

"بانش" و"باركر سولار بروب" تعاونان لفهم التغيرات الشمسية وتأثيرها على الأرض.

التعاون بين المركبتين يعزز المعرفة بفيزياء الشمس "الهيليوفيزيكس".

تعمل بعثة "بانش" بسياسة بيانات مفتوحة للاستفادة العلمية العالمية.

هل شاهدت من قبل صورة تظهر قمرين قرب الشمس؟ لو بدا ذلك مستحيلاً، فإن وكالة ناسا مؤخراً أدهشت العالم بصورة غريبة تبدو كما لو أن هناك "قمرين" يحلقان بجوار الشمس. لكن ما سبب هذه الظاهرة العجيبة؟ هل هي فعلاً قمر آخر غير معروف للأرض، أم أن الحقيقة العلمية لها تفسير مختلف؟

في البداية قد تبدو الصورة، التي التقطتها مركبة "بانش" (PUNCH) التابعة لوكالة ناسا، مذهلة وتدفع إلى التساؤل عن غرائب الفضاء. لكن الحقيقة البسيطة هي أن هذه الظاهرة ليست إلا نتيجة استخدام تقنية متقدمة تعتمد على أداة تدعى "Occulter"، وهي قرص خاص يحجب الوهج الساطع من الشمس، ما يسمح برصد تفاصيل خفية من هالة الشمس (الكورونا) المحيطة بها. وبسبب هذا القرص، ظهرت الشمس وكأنها خضعت لكسوف جزئي، فيما ظهر القمر الحقيقي مضاءً بشكل مختلف نتج عن انعكاس ضوء الشمس عن الأرض، مما جعل الصورة توحي بوجود "قمر مزدوج".

هذا الأمر يرتبط ارتباطاً مباشراً بالمهمة الأساسية لمركبة "بانش"، والموجهة بشكل خاص نحو دراسة الرياح الشمسية، عبر مجموعتها من أربعة أقمار اصطناعية صغيرة متخصصة بالتصوير. الرياح الشمسية هذه هي تدفق مستمر ومتسارع من جسيمات مشحونة تخرج من الشمس بسرعات هائلة. وهي ليست مجرد ظاهرة فلكية عابرة، بل تؤثر بشكل مباشر على الأرض، مسببةً "طقساً فضائياً" قد يضر أحياناً بالأقمار الاصطناعية والاتصالات اللاسلكية وحتى شبكات الطاقة الكهربائية.

ومن هنا، تسعى بعثة "بانش" مع بعثات ناسا الأخرى مثل "باركر سولار بروب" (Parker Solar Probe)، إلى تحقيق تكامل معرفي واسع النطاق. فبينما تتغلغل "باركر سولار" مباشرةً في عمق الهالة الشمسية لتحصل على قياسات دقيقة بالقرب من الشمس، تُركز "بانش" على تصوير المناطق الخارجية الممتدة حتى قرب كوكب الأرض. ومن شأن هذا التعاون بين المركبتين أن يشكل رؤية واضحة ومترابطة حول التفاعلات الشمسية والفضائية التي تؤثر علينا بشكل كبير.

هذا التكامل بين درجتين من البحث العلمي—التصوير البعيد والقياس المباشر—يمثل نقلة نوعية في علم الفيزياء الشمسية، أو كما يسمى "الهيليوفيزيكس". وفي هذا السياق، أكد الباحث الرئيسي للمهمة كريغ ديفوريست أن استخدام بيانات "بانش" بجانب معلومات مسبار "باركر سولار" يعزز قدرة العلماء على فهم حركة وتغيرات الرياح الشمسية بدقة أكبر، مما سيجعل التنبؤات بطقس الفضاء أكثر دقة وأماناً.

ذو صلة

تعمل بعثة "بانش" بسياسة بيانات مفتوحة، بحيث يمكن للعلماء من حول العالم الاستفادة من النتائج والصور التي تقدمها. ومن الواضح أن هذه الخطوة الواسعة للتعاون العلمي تفتح آفاقاً أكبر للبحث في ظواهر وأسرار الفضاء، وقد يؤدي استخدامها إلى خطوات تطويرية مهمة سواء في فهمنا العلمي أو في تعزيز بنية شبكاتنا التكنولوجية وحمايتها من مخاطر ظواهر الفضاء.

في النهاية، ما بدا كظاهرة غامضة ومثيرة للفضول عند النظر إلى صورة "القمرين" هو في الواقع تجسيد واضح وعملي لكيفية مساهمة التكنولوجيا في توضيح وتعزيز معرفتنا بالكون المحيط بنا. ربما كان يمكن زيادة التشويق في البداية بكلمة ذات وقع أقوى بديلة عن "غريبة"، لكن من الواضح أن النهج المبسط والواضح في الشرح يفيد في محل كهذا، لأنه يقرّب القارئ خطوة إضافية نحو فهم أسرار الفضاء بكل سهولة ومتعة.

ذو صلة